تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن القواعد الفقهية لم توضع كلها جملة واحدة، في وقت معين، بل تكونت مفاهيمها، ووضعت نصوصها، وتطورت صياغتها بالتدرج في عصور ازدهار الفقه على يد كبار فقهاء المذاهب جيلا بعد جيل، ولهذا لا يعرف لكل قاعدة واضع أو صائغ، وما عرف من ذلك محدود ومعدود، مثل قاعدة: "لا ضرر ولا ضرار" التي هي نص حديث نبوي، ومثل قاعدة "لا ينسب إلى ساكت قول"، وقاعدة" إذا ضاق الأمر اتسع"، فقد ذكر السيوطي أن الشافعي هو الذي وضع القاعدة الأولى، وذكر الزركشي أن القاعدة الثانية من عبارات الشافعي الرشيقة.

أما حصر القواعد الفقهية، فإن أقدم خبر يروي عن جمعها، ما رواه الإمامين السيوطي وابن نجيم في أشباههما، من أن أبا طاهر الدباس - وهو ممن عاش في القرنين الثالث والرابع للهجرة - قد جمع أهم قواعد مذهب أبي حنيفة في سبع عشرة قاعدة كلية، ومن جملتها القواعد الأساسية المشهورة وهي:

1 - الأمور بمقاصدها

2 - اليقين لا يزول بالشك

3 - المشقة تجلب التيسير

4 - الضرر يزال

5 - العامة محكمة.

أما أول من دون القواعد الفقهية، فهو أبو الحسن الكرخي (340 هـ) في " أصول الكرخي"، وهي رسالة موجزة ضمت سبعا وثلاثين قاعدة، وقد قام بشرحها الإمام نجم الدين النسفي، ويأتي بعده محمد بن حارث الخشني المالكي (361 هـ) في كتابه " أصول الفتيا في الفقه على مذهب مالك ".

ثم توالى التأليف في القواعد والكليات والفروق والضوابط بعد ذلك جيلا بعد جيل.

وفي إطار هذه اللمحة السريعة، نسجل التحقيب التاريخي التالي:

1. في القرن الثاني الهجري بدأ العلماء يتداولون عددا من القواعد الفقهية.

2. أواخر القرن الثالث الهجري بدأت حركة تقعيد القواعد وتدوينها.

3. القرن الرابع الهجري شهد ظهور أول مؤلف خاص في القواعد الفقهية على يد الإمام أبو زيد الدبوسي (430 هـ) في كتابه" تأسيس النظر".

4. القرن السابع الهجري برز فيه علم القواعد الفقهية، من خلال أعلام، مثل الإمام عز الدين بن عبد السلام الذي ألف كتاب" قواعد الأحكام في مصالح الأنام"، والعلامة محمد بن عبد الله راشد البكري القفصي من فقهاء المالكية الذي ألف كتاب" المذهب في ضبط قواعد المذهب".

5. القرن الثامن الهجري يعتبر العصر الذهبي لتدوين القواعد الفقهية، ومن أشهر من ألف من المالكية فيه الإمام المقري، حيث ألف كتاب "القواعد".

6. القرن العاشر الهجري يعتبر العصر الذي رقى فيه وتطور تأليف كتب القواعد الفقهية على يد علماء كبار، أمثال العلامة السيوطي في كتابه"الأشباه والنظائر"، ومن المالكية أبو الحسن الزقاق التجيني بمنظومته الشهيرة" المنهج المنتخب".

7. القرن الثالث عشر الهجري شهد ظهور أول عمل من نوعه في مجال التأليف في القواعد الفقهية، وقد تمثل ذلك في وضع "مجلة الأحكام العدلية" على أيدي نخبة من فحول الفقهاء في عهد السلطان الغازي عبد العزيز خان العثماني، ليعمل بها في المحاكم التي أنشئت فيذلك العهد، فصدرت المجلة وهي "تحمل في صدرها مجموعة كبيرة من هذه القواعد، مختارة من أهم ما جمعه ابن نجيم والخادمي مضافا إليه بعض قواعد أخرى، فبلغت تسعا وتسعين قاعدة في 99 مادة."

وكتبه رشيد المدور

[email protected]

ـ[رشيد القرطبي]ــــــــ[19 - 06 - 05, 04:26 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد كتبت بحثا في مصادر ومصنفات القواعد والفروق والكليات والضوابط الفقهية عند المالكية وذلك في سنة 1991م ونشرته بعد ذلك مقالا في سنة 1996، وها أنا اليوم أعمل على تطويره وتحديثة وتحيين معلوماته، وذلك لنشره في كتاب.

وقد كانت لي هذه مناسبة اكتشفت من خلال البحث في الشبكة الالكترونية (الإنترنيت) أن منتديات للحوار مفتوحة للحوار بشأن علم القواعد الفقهية، فأردت أن أعرض على المهتمين بالقواعد الفقهية عامة وعند السادة المالكية خاصة أن أعرض عليهم ما أنا بصدد استكماله لأشركهم في أمري طالبا منهم التفضل بمطالعة ما كتبت والتكرم بإبداء الرأي والملاحظات والتصويبات والإضافات حتى يخرج هذا العمل في أفضل صورة ممكنة، والله تعالى أسأل أن يوفقنا جميعا للعمل الصالح.

وإليكم المسودة في مرحلتها اليوم:

المبحث الثاني

مصادر ومدونات

القواعد والكليات

والضوابط والفروق الفقهية

عند المالكية

1. "أصول الفتيا في الفقه على مذهب الإمام مالك "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير