تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عاتقه من ثوبه خيط و لا يأثم من كان عليه شئ من ذلك! فهذا عبث ينزه الله تعالى عنه , حتى قال ابن باز رحمه الله أن الصلاة بالفانله العلاقي ربما دخل صاحبها تحت هذا النهي اي انه ليس على عاتقه شئ فلم يلتفت لعلم الاصول في هذه المسألة لأن الفقه كما قال علي رضي الله عنه في صحيح مسلم " فهم أعطاه الله لرجل مسلم! " فاشترط مع الفهم الاسلام أي التورع و النظر الى جانب القبول عند الله ولهذا قال الحسن البصري في الزهد لأحمد: إن كان الرجل ليقعد مع القوم فيظنون أن به عي و ما به من عي إنما هو " فقيه مسلم ".

هذا كله كان توطئه لما أريد قوله حول ما سألت عنه فالقوم الذين وضعوا علم الأصول كانوا يسعون لتعلم الشريعة على وجه صحيح بينما القوم الذين يتعلمون علم الاصول اليوم يتعلمونها ليتعلموا علم الاصول و يطورونه ويستغرقون فيه حتى جعلوه علما جديدا يوازي علم الشريعه بحد ذاته بل و ينقضون بقواعده الشريعه و ينفون بها النصوص! كقولهم ما لا يفيد اليقين لا تثبت به شريعه و كقولهم في المناط و تنقيح المناط فهو ليس الا تفكيك للمعنى الواضح للنص الى معان ٍ متداخله و من ثم يسهل على المتكلم توجيه النص حسب ما يريد و ليس كما هو في أصله , فهم يهتمون بعلم الأصول وليس الشريعه! و لهذا تجد الرجل ينفق عمره في تأليف كتاب عن قاعدة من القواعد ولا يسره اي ينفق نصف يوم في معرفة حكم من الاحكام من الكتاب و السنة والذي لا يعلم الشريعة آثراً و متعبدا لا يمكن ان يستفيد من علم الأصول لأنه حتى الصبيان يستطيعون القول بأن المشقه تجلب التيسير و يستغرقون في ذلك مع أنه هناك نصوص كثيرة ومواضع كثيرة لا يمكن فيها التيسير بسبب المشقة بل أن المشقة نفسها تكون طبيعة في تلك المواضع كالجهاد و كالحج فالمشقة طبيعة فيها حتى أن الصحابة كانوا يحملون صبيانهم و يأمرونهم برمي الجمار ولا يرمونها عنهم لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصف الحج والعمرة بأنها قتال لا شوكة فيه وجعلها " جهاد على النساء " و ليس كل مشقة مذمومه ولهذا قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من صلى البردين دخل الجنة و مدح قيام الليل والرجل ينضح وجه زوجته بالماء وهي تنضح وجهه لقيام الليل و قال ان الله يضحك لمن يقبل في الصف الاول فلا يلتفت حتى يقتل! فأين الدعوة الى التيسير هنا؟ و قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصبر على قدر المؤونه و غير ذلك فكم من مشقة لو تركها صاحبها لأفلس وكان من الخاسرين!!!.

نعود الى سؤالك:

الذين أصلوا علم الاصول بثوبه الذي يتداوله فيه طلبة العلم اليوم هم غالبا ليسوا من أهل الحديث ولكنهم من اهل الكلام فاول من اسس و الف في هذا العلم صاحب الورقات الجويني و ان كتب الشافعي في هذا الباب كما في الرساله و لكنه لم يتكلم لا عن مجاز و لا عن لفظ بل تكلم عن امور عامة كالعموم والخصوص والاستحسان والقياس و المراسيل و عمل الصاحب و الجمع بين الادلة و تقييد العام و الناسخ و المنسوخ و مراتب السنة مع القران وغير ذلك لكنه لم يدخل في مثل هذه الأشياء من تفريق بين الحقيقة والمجاز و الكلام عن النص و الظاهر و غير ذلك. و تلخيص المشكلة يكمن في أن هناك من أهل اللغة من يمتهن التأصيل في علم الأصول على قلة ورع و معرفة بالسنة و الكتاب لمجرد أنه لغوي حتى ذكر الشاطبي في الموافقات نماذج من هؤلاء و كيفية استشهادهم باللغة في كل مسألة دون الرجوع الى نص شرعي فقد ذكر أن بعض اهل اللغة سأله فقيه فقال: لو سهى المصلي في سجدتي السهو! فهل يسجد السهو فقال اللغوي: لا! لأن التصغير لا يقبل التصغير! , ثم ذكر عن أهل الحساب مثل ذلك واستشهادهم بقوله تعالى " فاسأل العادين "!.

بناءا على ما علمت آنفا فإن المتكلم عن " الظاهر " تكلم عنه من منظور ما يفهمه هو لمعنى لفظة " الظاهر " عندما تطلق على كلام من الوحيين و اهل الكلام غالبا لا يرون ظاهر الحديث حجة على باطنه! ولهذا كما نقل الاخوان من تعاريفهم للظاهر قالوا: والظاهر هو اللفظ الذي يفيد معنى مع احتماله معنى آخر احتمالا مرجوحا. و قبلها وصفوا النص بأنه اللفظ الذي لا يحتمل الا معنى واحد! وهذا كلام غريب و يدعو للتساؤل؟؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير