تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر أبو عمر بن عبد البر في جامعه بإسناده عن زياد بن حدير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ثلاث يهدمن الدين زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون

ثم ذكر بالإسناد المذكور عن ابن مهدي عن جعفر بن حبان عن الحسن قال قال أبو الدرداء إن فيما أخشى عليكم زلة العالم وجدال المنافق بالقرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كأعلام الطريق

ثم أخرج بإسناده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يقول في مجلسه كل يوم قلما يخطئه أن يقول ذلك (الله حكم قسط هلك المرتابون إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والصبي والأسود والأحمر فيوشك أحدهم أن يقول قد قرأت القرآن فما أظن أن يتبعوني حتى أبتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإن كل بدعة ضلالة وإياكم وزيغة الحكيم) إلى آخر ما ذكره رحمه الله من الآثار الدالة على نحو ما تقدم من أن زلة العالم من أخوف المخاوف على هذه الأمة

وإنما كانت كذلك لأن من يقلد العالم تقليدا أعمى يقلده فيما زل فيه فيتقول على الله أن تلك الزلة التي قلد فيها العالم من دين الله وأنها مما أمر الله بها ورسوله وهذا كما ترى والتنبيه عليه هو مراد ابن عبد البر

ومرادنا أيضا بإيراد الآثار المذكورة

ثم قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في جامعه ما نصه

وشبه الحكماء زلة العالم بانكسار السفينة لأنها إذا غرقت غرق معها خلق كثير

وإذا صح وثبت أن العالم يزل ويخطى ء لم يجز لأحد أن يفتي ويدين بقول لا يعرف وجهه

حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ثم ساق السند إلى أن قال عن ابن مسعود أنه كان يقول (اغد عالما أو متعلما ولا تغد إمعة) فيما بين ذلك

ثم ساق الروايات في تفسيرهم الإمعة

ومعنى الإمعة معروف

قال الجوهري في صحاحه يقال الإمع والإمعة أيضا للذي يكون لضعف رأيه مع كل أحد ومنه قول ابن مسعود لا يكونن أحدكم إمعة ا ه منه

ولقد أصاب من قال ولقد أصاب من قال شمر وكن في أمور الدين مجتهدا

ولا تكن مثل عير قيد فانقادا

وذكر ابن عبد البر بإسناده عن ابن مسعود في تفسير الإمعة أنه قال

كنا ندعو الإمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه بغيره وهو فيكم اليوم المحقب دينه الرجال

ثم ذكر أبو عمر بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال

ويل للأتباع من عثرات العالم قيل كيف ذلك قال يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم برسول الله e منه فيترك قوله ذلك ثم تمضي الأتباع

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم

يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق إلى آخر الحديث

وفيه أف لحامل حق لا يصيره له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا يدري أين الحق إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن افتتن به وإن من الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف دينه

ولا شك أن المقلد غيره تقليدا أعمى يدخل فيما ذكره علي رضي الله عنه في هذا الحديث لأنه لا يدري عن دين الله شيئا إلا أن الإمام الفلاني عمل بهذا

فعلمه محصور في أن من يقلده من الأئمة ذهب إلى كذا ولا يدري أمصيب هو فيه أم مخطى ء

ومثل هذا لم يستضى ء بنور العلم ولم يلجأ إلى ركن وثيق لجواز الخطأ على متبوعه وعدم ميزه هو بين الخطأ والصواب

ثم ذكر أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في جامعه بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال

ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر

وقال في جامعه أيضا رحمه الله وثبت عن النبي e مما قد ذكرناه في كتابنا هذا أنه قال (تذهب العلماء ثم تتخذ الناس رؤساء جهالا يسألون فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون)

وهذا كله نفي للتقليد وإبطال له لمن فهمه وهدي لرشده

ثم ذكر رحمه الله آثارا نحو ما تقدم ثم قال

وقال عبيد الله بن المعتمر لا فرق بين بهيمة تقاد وإنسان يقلد

وهذا كله لغير العامة فإن العامة لا بد لها من تقليد علمائها عند النازلة تنزل بها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير