تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[30 - 08 - 06, 04:20 ص]ـ

القطع والظن في الأدلة الشرعية:

فيما يلي:

أولا: هل يُشترط الإستدلال بقطعي الثبوت والدلالة فقط

ثانيا: القطع والظن في ثبوت الدليل

ثالثا: القطع والظن في دلالة اللفظ

رابعا: القطع والظن عند تطبيق ما جاء به الدليل

خامسا: متى يصبح الظن قطعا؟

سادسا: تعليق على حديث ابن عباس رضي الله عنه

والتفصيل كما يلي:

===========================================

أولا: هل يُشترط الإستدلال بقطعي الثبوت والدلالة فقط

قد يظن ظان أن قوله تعالى:

(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)

يفيد عدم جواز إستدلال العالم المجتهد إلا بدليل قطعي الثبوت والدلالة

توهما منه أن هذا هو الذي به يزول التنازع

وتوهمه هذا مخالف لإجماع العلماء المعتبرين

قال الإمام ابن تيمية:

(نتبع الأحاديث الصحيحة التى لا نعلم لها معارضا يدفعها وأن نعتقد وجوب العمل على الأمة ووجوب تبليغها وهذا مما لا يختلف العلماء فيه

ثم هي منقسمة الى ما دلالته قطعية بأن يكون قطعي السند والمتن وهو ما تيقنا أن رسول الله قاله وتيقنا انه أراد به تلك الصورة والى مادلالته ظاهرة غير قطعية

فأما الأول فيجب اعتقاد موجبه علما وعملا وهذا مما لا خلاف فيه بين العلماء فى الجملة .....

وأما القسم الثاني وهو الظاهر فهذا يجب العمل به فى الاحكام الشرعية باتفاق العلماء المعتبرين) انتهى كلامه رحمه الله تعالى (مجموع الفتاوى 20\ 257)

وها نحن سنبين هنا – ان شاء الله تعالى – البرهان القطعي العقلي الضروري على بطلان فهم اشتراط القطعية من الآية الكريمة

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ثانيا: القطع والظن في ثبوت الدليل:

1 - كما هو معلوم أن المجتهد يجب عليه العمل بخبر الواحد الذي بلغه, مع علمه بوجود احتمال الوهم أو الخطأ على الرواي الثقة كما صرح بذلك الإمام ابن حزم وغيره من العلماء , فلم يقل أحد من العلماء أن الراوي الثقة معصوم , (كما باللفظ الشاذ الذي يخالف فيه الثقة من هم أوثق منه صفة أو عددا)

إلا أن الله تعالى قد تكفل بحفظ دينه بأن يأتي طريق آخر أو طرق أخرى تبين الصواب ,

2 - ونحن جميعا نتفق على أن المجتهد قد لا تبلغه هذه الطرق الأخرى

وكذلك نتفق جميعا على أن المجتهد يجب عليه قطعا العمل بما بلغه (على الرغم من احتمال الخطأ والوهم مع عدم علمه بالطرق الأخرى التي فيها الصواب)

السؤال الآن الذي أسأله لك:

هل يستطيع هذا المجتهد أن يُقسم ويحلف أن الذي بلغه هو الحق الذي لا حق غيره عند الله تعالى؟

إنه قطعا لا يستطيع أن يُقسم , لأنه يعلم أن هناك احتمال خطأ أو وهم الثقة , وأنه لم يبلغه الصواب , وإنما علمه غيره من باب حفظ الدين , لأن الله تعالى لم يتكفل بحفظ دينه لكل واحد من العلماء

وإنما الحفظ يكون بمجموع العلماء

فالدليل الذي غاب عن مجتهد:لابد حتما أن يكون قد عرفه غيره

هنا أين القطع والظن؟

المجتهد يقطع بوجوب العمل بخبر الثقة الذي بلغه

المجتهد لا يقطع بأن هذا الخبر موافق لحكم الله في الواقع , لوجود الإحتمال المذكور

الخلاصة:

أن القطع إنما هو في وجوب العمل بخبر الثقة , وليس في مطابقة خبر الثقة لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا , للإحتمال المذكور

فالإحتمال المذكور ينفي تحقق القطع بالنسبة للمجتهد الواحد الذي لم تبلغه جميع طرق الحديث

فإذا انتفى القطع؛ فلم يتبق إلا غالب الظن ,لأن الغالب على الثقة أنه يؤدي كما سمع

ولزيادة البيان أقول: لو أنه لا يجوز العمل في الشرع إلا بما يقطع المجتهد بمطابقته لما صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم = لتوقف كل مجتهد عن العمل بما بلغه من خبر الآحاد للإحتمال المذكور , ولوجب عليه التوقف إلى حين أن تجتمع عنده كل الأسانيد والطرق لهذا الخبر لكي يستطيع القطع بعدم خطا أو وهم الراوي الثقة ,

وتوقفه هذا مخالف لإجماع العلماء ويؤدي إلى تعطيل أحكام الشرع

الخلاصة:

هذا هو البرهان العقلي الضروري الذي يدل على بطلان ما فهمه الظان من قوله تعالى:

(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

وقد توهم متوهم أن الإستدلال بالدلالة الظاهرة (الغير قطعية) للنصوص لن يرفع النزاع والخلاف

وجواب ذلك سهل:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير