تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا} الواو في قوله (والراسخون في العلم) يحتمل أن تكون ابتدائية ويحتمل أن تكون عاطفة ومن ثم يختلف تفسير الآية وتفسير المراد بالتأويل المذكور في الآية.

إلى غير ذلك من الأسباب المذكورة في كتب الأصول.

ثالثا: حكم المجمل: يجب اعتقاد حقية المراد منه من جهة الاعتقاد وأما من جهة العمل فحكمه الوقف حتى يتبين المراد منه كما أنه يعقد العزم على فعل المراد منه متى حصل بيانه.

رابعا: ما فائدة الخطاب بالمجمل في الشرع إذا كان حكمه ابتداء الوقف؟

ذكر أهل العلم لذلك عدة فوائد منها:

1 - أن يكون اجماله توطئة للنفس على قبول مايتعقبه من البيان وهذا من اسلوب البلااغة والتعليم أن يذكر الشي مجملا ثم يفصل.

2 - أن الله جعل من الأحكام ماهو جلي وما هو خفي ليتفاضل الناس في العمل بها ويثابوا على الفهم والاستنباط والاجتهاد.

3 - أن البيان بعد الاجمال يكون أوقع في النفس لأن النفوس تكون متشوفة إلى فهم المراد بالمجمل.

إلى غير ذلك من الأسباب.

خامسا:إذا علم ما سبق فالمجمل يحتاج إلى بيان والأصوليون اختلفت اتجاهاتهم في تحديد المراد بالبيان فبعضهم يطلقه على فعل المبين (التبيين) وبعضهم يطلقه على ما حصل به البيان وهو (الدليل) وبعضهم يطلقه على العلم الحاصل من الدليل.

سادسا: أركان البيان: وهي ثلاثة

1 - المبيَّن _ بالفتح _ وهو المجمل الذي ورد عليه البيان.

2 - المبيِّن _ بالكسر _ وهو الدليل الذي بين المراد بالمجمل.

3 - المبيَّن له وهو المكلف.

سابعا: ما يحصل به البيان (طرق البيان):

يحصل البيان بعدة أمور:

1 - البيان بالقول ولا خلاف في جواز البيان به كما ذكر الزركشي وغيره وقد يكون بيان للقرآن بالقرآن او بيان للقرآن بالسنة أو بيان للسنة بالسنة.

فالأول كقوله تعالى: (إن الإنسان خلق هلوعا) فـ (هلوع) مجمل بينه الله بعد ذلك بقوله (إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا)

والثاني كقوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده} فهذا لفظ مجمل لايعلم مقدار الحق فيه فبينه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: " فيما سقت السماء العشر " رواه البخاري

والثالث كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة ... " الحديث بين المراد بإقامة الصلاة في حديث المسيء صلاته كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

2 - البيان بالفعل وهو جائز عند الجمهور خلافا لأبي اسحق المروزي والكرخي من الحنفية.

مثاله قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت} بينه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بفعله كما في حديث جابر بن عبدالله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في مسلم وحديث ابن عمر رضي الله عنهما وغيرهما من الصحابة.

3 - البيان بالترك: وذلك أن الترك فعل لأنه كف النفس عن الإيقاع لاعدمه.

ومثاله ترك الوضوء مما مست النار فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " أكل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ "رواه البخاري ومسلم مع قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الوضوء مما مست النار " رواه مسلم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه

وهناك طرق أخرى للبيان تراجع في مظانها حتى لا يطول الكلام كـ (البيان بالاقرار والبيان بالإشارة والبيان بالكتابة. والله أعلم.

ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[26 - 10 - 06, 04:12 م]ـ

جزيت خيرا على الشرح.

ولكن كيف أميز أو أعرف أن هذا اللفظ مجمل؟

ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[26 - 10 - 06, 05:40 م]ـ

شكرا لابو حازم الفاضل وسؤال مهم جدا من يفيدنا

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - 10 - 06, 09:38 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير