تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- حدثنا أبو كريب وعبيد بن إسماعيل الهباري قالا: ثنا المحاربي عن عاصم الأحول عن أبي هاشم عن أبي مجلز قال: ركبت دابة فقلت: " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " فسمعني رجل من أهل البيت- قال أبو كريب والهباري قال المحاربي: فسمعت سفيان يقول هو الحسن بن علي رضوان الله تعالى عليه - فقال: أهكذا أمرت؟ قال: قلت: كيف أقول؟ قال: تقول الحمد لله الذي هدانا للإسلام , الحمد لله الذي من علينا بمحمد عليه الصلاة والسلام , والحمد لله الذي جعلنا في خير أمة أخرجت للناس , فإذا أنت قد ذكرت نعما عظاما , ثم تقول بعد ذلك " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ". (2)

وجاء من طريق آخر:

حدثنا ابن بشار , قال ثنا عبد الرحمن , قال: ثنا سفيان , عن أبي هاشم , عن أبي مجلز , أن الحسن بن علي رضي الله عنهما, رأى رجلا ركب دابة فقال: الحمد لله الذي سخر لنا هذا , ثم ذكر نحوه. (3) حديث صحيح

وذكر السيوطي قول لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

قال: وأخرج ابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ الْفُلْكِ وَالاْنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} أن تقولوا: الحمد لله الذي من علينا بمحمد عبده ورسوله، ثم تقولوا: {سُبْحَنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}. (4)


1 - كتاب الدعاء للطبراني 1161/ 2 تحقيق د. محمد سعيد البخاري , وقال: حديث حسن
2 - أخرجه الطبري في التفسير 25/ 33
3 - أخرجه الطبري في التفسير 25/ 33 , ابن أبي شيبه 10/ 391 عن يحيى بن سعيد عن سفيان به مثله , والطبراني في الأذكار 1158/ 2 تحقيق د. محمد سعيد البخاري , وقال: حديث حسن
4 - الدر المنثور 7/ 366

الدليل الرابع: هو سبب الدعاء:
1 - وقال ابن كثير:
- " وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ الْفُلْكِ " أي السفن " وَالاْنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ " أي ذللها لكم وسخرها ويسرها لأكلكم لحومها وشربكم ألبانها وركوبكم ظهورها، ولهذا قال جل وعلا: {لِتَسْتَوُواْ عَلَى? ظُهُورِهِ} أي لتستووا متمكنين مرتفعين {عَلَى? ظُهُورِهِ} أي على ظهور هذا الجنس {ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبّكُمْ} أي فيما سخر لكم {إِذَا ?سْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ و َتَقُولُواْ سُبْحَـ?نَ ?لَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَـ?ذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي مقاومين، ولولا تسخير الله لنا هذا ما قدرنا عليه. (1)
2 - قال القرطبي:
- فلما كان الركوب مباشرةَ أمرٍ محظور واتصالاً بأسباب من أسباب التلف أمر ألاّ ينسى عند اتصاله به يومه، وأنه هالك لا محالة فمنقلب إلى الله عز وجل غير منفلت من قضائه. ولا يدع ذكر ذلك بقلبه ولسانه حتى يكون مستعداً للقاء الله بإصلاحه من نفسه. والحذر من أن يكون ركوبه ذلك من أسباب موته في علم الله وهو غافل عنه. (2)
3 - قال الشنقيطي:
- وقوله: {الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا} أي الذي ذلل لنا هذا الذي هو ما نركبه من الأنعام والسفن لأن الأنعام لو لم يذللها الله لهم لما قدروا عليها ولا يخفى أن الجمل أقوى من الرجل، وكذلك البحر لو لم يذلله لهم ويسخر لهم إجراء السفن فيه لما قدروا على شيء من ذلك. (3)
4 - قال العظيم آبادي:
- إلى قوله: " وَإِنَّا إِلَى رَبّنَا لَمُنقَلِبُونَ " أي راجعون، واتصاله بذلك لأن الركوب للتنقل والنقلة العظمى هو الانقلاب إلى الله تعالى، أو لأنه مخطر فينبغي للراكب أن لا يغفل عنه ويستعد للقاء الله تعالى. (4)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير