تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- قوله: (سبحان) عبارة المناوي على الشمائل: لما كان تسخير الدواب لنا من جلائل النعم التي لا يقدر عليها غيره تعالى ناسب كل المناسبة أن ننزهه عن الشريك حيث قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا} (الزخرف: 13) وقيل: هو تنزيه له عن الاستواء الحقيقي على مكان كالاستواء على الدابة: {وما كنا له مقرنين} (الزخرف: 13) مطيقين لولا تسخيره، ولما كان ركوب الدابة من أسباب التلف، فقد ينقلب عنها فيهلك تذكر الانقلاب إلى رب الأرباب فقال: {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} راجعون إلى الدار الآخرة، فينبغي لمن اتصل به سبب من أسباب الموت أن يكون حاملاً له على التوبة والإقبال على الله في ركوبه ومسيره أهـ بحروفه. (1)

فتاوى بعض العلماء:

1 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

والنعمة اقتضت الشكر عليها، فضم إليه أيضاً التحميد، وهذا كما أن ركوب الدابة لما اجتمع فيه أنه شرف من الإشراف، وأنه موضع نعمة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع عليها بين الأمرين، فإنه قال سبحانه: {لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13، 14] فأمر بذكر نعمة الله عليه، وذكرها بحمدها، وأمر بالتسبيح الذي هو قرين الحمد فكان النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى بالدابة فوضع رجله في الغرز قال: «بسم الله» فلما استوى على ظهرها قال: «الحمد لله» ثم قال {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون} ثم «حمد ثلاثاً، وكبر ثلاثاً» ثم قال: «لا إله إلا أنت سبحانك، ظلمت نفسي فاغفر لي، ثم ضحك وقال: ضحكت من ضحك الرب إذا قال العبد ذلك يقول الله: علم عبدي انه لا يغفر الذنوب غيري». (2)


1 - تحفة الحبيب 1/ 130.
*- هو سليمان بن محمد بن عمر البجيرمي: فقيه مصري. ولد في بجيرم (من قرى الغربية بمصر) وقَدِم القاهرة صغيراً, فتعلم في الأزهر, ودرّس, وكف بصره. له "التجريد ـ ط" أربعة أجزاء, وهو حاشية على شرح المنهج في فقه الشافعية, و "تحفة الحبيب ـ ط" حاشية على شرح الخطيب, المسمى "بالإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع", فقه, أربعة أجزاء, أيضاً. وتوفي في قرية مصطية, بالقرب من بجيرم.
2 - مجموع الفتاوى 24/ 220.

وقال ايضا:
وفي السنن: عن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بدابة ليركبها وأنه حمد الله وقال: {لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} [الزخرف: 13،14] ثم كبره وحمده ثم قال: «سبحانك ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» ثم ضحك! وقال: «إن الرب يجب من عبده إذا قال اغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يقول علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا». (1)
وقال أيضا:
ومن جملة الأشراف إذا علا على ظهر دابته كما تقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف ويستحب أن يبدأ قبلها بذكر الركوب سئل عطاء أيبدأ الرجل بالتلبية أو يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين قال يبدأ بسبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وقد تقدم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حتى إذا استوت به على البيداء
حمد الله تعالى وسبح وكبر ثم أهل بحج أو عمرة رواه البخاري ولأن هذا الذكر مختص بالركوب فيفوت بفوات سببه بخلاف التلبية ولهذا لو سمع مؤذنا كان يشتغل بإجابته عن التلبية والقراءة ونحوهما ولأن هذا الذكر في هذا الموطن أوكد من التلبية فيه لأنه مأمور به بقوله تعالى لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. (2)
وقال شيخ الإسلام ابن القيم:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير