ابن أبي وقاص عندي، كان كبيرا، قد لقي عدة من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، لقي المغيرة بن شعبة وجرير بن عبدالله ... "
[1].
مع أن أبا زرعة والإمام أحمد نفيا سماعه من سعد.
* وقال في (العلل): " قد لقي عطاء بن يزيد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لقي أبا أيوب وأبا هريرة وأباسعيد الخدري وتميما الداري وأبا شريح الخزاعي، ولاننكر أن يكون سمع من أبي أسيد " [2].
* ونقل ابن عساكر في ترجمة صفوان بن معطل من (تاريخ دمشق)
: عن علي بن المديني أنه قال: " أبو بكر بن عبدالرحمن أحد العشرة الفقهاء، وهو قديم لقي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أنكر أن
يكون سمع من صفوان بن معطل " [3].
ثانيا: الإمام أحمد:
* قال عبدالله بن الإمام أحمد في (العلل): " قتادة سمع من عبدالله بن سرجس؟ قال: ماأشْبَهَهُ، قد روى عنه عاصم الأحول " [4]
فهنا يحتج الإمام أحمد بسماع قرين لقتادة من ابن سرجس للدلالة
على أن قتادة أدركه.ثم يثبت الإمام أحمد سماعه منه، كما يؤيده قوله في (العلل) وسئل: " سمع قتادة بن عبدالله بن سرجس؟ قال: نعم"
[5].
* وقال الإمام أحمد وسئل: " هل سمع عمروا بن دينار من سليمان اليشكري؟ قال: قتل سليمان في فتنة ابن ازبير، وعمرو رجل قديم، قد حدث شعبة عن عمرو عن سليمان، وأراه قد سمع منه "
[6].
* وفي (مسائل أبي داود للإمام أحمد): " قيل لأحمد: سمع الحسن من عمران؟ قال: ماأنكره، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين
سمع منه " [7].
* وفي (الإعلام بسنته عليه السلام) لمغلطاي: " سئل الإمام أحمد عن أبي ريحانة سمع من سفينة؟ فقال: ينبغي، هو قديم،سمع
من ابن عمر " [8].
ثالثا: يحيى بن معين:
* سأل الدورؤيُّ ابن معين في (التاريخ): " ابن شبرمة يروي عن ابن سيرين؟ قال: دخل ابن سيرين الكوفة في وقت لم يكن ابن شبرمة
، ولكن لعله سمع منه في الموسم " [9].
يقول ابن معين ذلك؛ لأن ابن سيرين لم يكن مكثرا من الرواية عمن
عاصره ولم يلقه.
* وسأله ابن الجنيد: " حماد بن سلمة دخل الكوفة؟ قال: لا أعلمه دخل الكوفة. قلت: فمن أين لقي هولاء؟ قال: قدم عليهم عاصم، وحماد بن سليمان، والحجاج بن أرطاة. قلت: فأين سماك بن
حرب؟ قال: عسى لقيه في بعض المواضع؛ ولو كان دخل الكوفة لأجادَ
عنهم " [10].
الهوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] العلل لعلي بن المديني (67 رقم92).
[2] العلل لابن المديني (68 رقم 96).
[3] تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 346).
[4] العلل للإمام أحمد (رقم 4300).
[5] العلل للإمام أحمد (رقم 5264).
[6] العلل للإمام أحمد (رقم 5263).
[7] مسائل أبي داود للإمام أحمد (322).
[8] الإعلام بسنته لمغلطاي (1/ 2/أ).
[9] التاريخ لابن معين (رقم 3988).
[10] سؤلات ابن الجنيد (رقم 760).
ــــــــــــــــــــ يتبع ـــــــــــــــــــــــــــ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 11 - 02, 05:04 م]ـ
نقاش ممتع فعلاً
لكن سؤال خطر ببالي للأخ مبارك
كيف تفسّر أقوال الأئمة عن بعض الرواة: "أدرك فلاناً ولم يسمع منه"؟
ألا يفيد هذا بأنهم لا يكتفون بمجرد الإدراك؟
ـ[مبارك]ــــــــ[08 - 11 - 02, 05:12 م]ـ
رابعا: أبو حاتم الرازي:
* قال أبو حاتم الرازي ـ كما في (العلل) لابنه ـ: " يحتمل أن يكون
أبو إدريس قد سمع عوف بن مالك الأشجعي والمغيرة بن شعبة؛فإنه
من قدماء تابعي الشام، وله إدراك حسن " [1].
* وقال ـ كما في (المراسيل) لابنه ـ: " كنت أرى أن أباحمزة الشكري أدرك بكير بن الأخنس، حتى قيل لي: إن المراوزة يدخلون بينهما: أيوب بن عائذ " [2].
* فأبوحاتم كان يحكم بالاتصال، حتى علم بقرينة تشهد لعدم السماع
،وهي الواسطة. وهذا فعلُ من كان مكتفيا بالمعاصرة، حتى جاءت قرينة تشكِّكُ في اللقاء.
* وقال أبو حاتم: " يُشبه أن يكون زيد بن أبي أُنيسة قد سمع من عبيد بن فيروز؛ لأنه من أهل بلده " [3].
خامسا: أبو زرعة الرازي:
* سئل أبوزرعة ـ كما في (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم ـ: " هل
سمع المطلب بن عبدالله بن حنطب من عائشة؟ فقال: نرجو أن يكون
سمع منها " [4].
فلو كان أبوزرعة يُقوِّي احتمال السماع بناءً على نص يدل عليه لما أجاب بهذا الجواب، ولقال: نعم قد سمع منها!
سادسا: أبو بكر البزار:
* قال البزار: " روى الحسن عن محمد بن مسلمة، ولا أبعد سماعه منه " [5].
فبيّن أبو حاتم الرازي سبب تقريب البزار لسماع الحسن من محمد بن
مسلمة، وقد سئل عن سماع الحسن من محمد بن مسلمة فقال: "قد
أدركه " [6].
هذا مع أن إبراهيم الحربي قد نفى سماعه منه [7].
سابعا: ابن خزيمة:
* أخرج ابن خزيمة في (التوحيد) حديثا، مصححا له بذلك، من طريق مسلم بن جندب عن حكيم بن حزام بالعنعنة، ثم قال: " مسلم
ابن جندب قد سمع من ابن عمر، وقال: أمرني ابن عمر أن أشتري له
بدنة، فلست أنكر أن يكون قد سمع من حكيم بن حزام " [8].
ولا ينافي ذلك أن ابن خزيمة قد أعل بعض الأحاديث بعبارات نفي العلم
بالسماع [9]، كما لم يُنافٍ ذلك أن يفعل ذلك الأئمة السابق ذكرهم
والآتون، بل كما لم يُنَافِ ذلك أن يعل مسلمٌ بعض الأحاديث بذلك!!!
الهوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] العلل لابن أبي حاتم (رقم 82).
[2] المراسيل لابن أبي حاتم (رقم 721).
[3] العلل لابن أبي حاتم (2/ 43)، وانظر موقف الإمامين لخالد الدريس (484).
[4] الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 359).
[5] انظر: نصب الراية للزيلعي (1/ 90).
[6] المراسيل لابن أبي حاتم (رقم 150).
[7] إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (155/ ب).
[8] التوحيد لابن خزيمة (1/ 156 رقم 85 , 86).
[9] انظر التوحيد لابن خزيمة (2/ 678، 890).
ــــــــــــــــــــــــــ يتبع ــــــــــــــــــــــــــ
¥