ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 11 - 02, 09:40 ص]ـ
* وقال عبدالعزيز النخشبي: " لا نعرف سماع سلامة من علي، والحديث مرسل " [1].
* ويقول البزار: " محمد بن المنكدر لا نعلمه سمع من أبي هريرة "
ثم قال في آخر الباب: " وقد ذكرنا أن محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة ... " إلى آخر كلامه [2].
ألا تراه ينفي العلم بالسماع، ثم يُبَيِّنُ أنه استفاد من ذلك الحكم بالارسال وعدم الاتصال.
ـ ومن الأمثلة الواضحة على ذلك: أنهم قد ينفون العلم بالسماع للشك في المعاصرة أصلا، بل ربّما مع العلم بعدم حصول المعاصرة!
* كقول البخاري: " أبراهيم [بن محمد بن طلحة] قديم، ولا أدري سمع منه عبدالله بن عقيل، أم لا " [3].
* وقوله: " لا نعرف لمحمد بن أبان سماعا من عائشة " [4].
مع كون محمد بن أبان من أتباع التابعين [5]، أي مع عدم المعاصرة
* وذكر الخاري حديثا لعبدالله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن العباس، ثم قال: " لا يعرف سماع هولاء بعضهم من بعض " [6].
فبين الطحاوي في (مشكل الآثار) عدم معاصرة عبدالله بن نافع لربيعة بن الحارث، حتى قال: " محالٌ أن يكون عبدالله بن نافع لقي ربيعة بن الحارث " [7].
* وقال البخاري: " شعيب بن محمد الغفاري سمع بن قنفذ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: مرسل، ولا نعلم سماعٌ لمحمد من أبي هريرة " [8].
* وقال البخاري: " محمد بن أبي سارة عن الحسن بن علي، روى عنه محمد بن عبيد الطنافسي، ولا يُعرف له سماع من الحسن " [9].
وال في موطن آخر: " محمد بن عبدالله بن أبي سارة المكي القرشي:
سمع سالما، روى عنه ابن المبارك وزيد بن الحباب. ويقال: محمد بن أبي سارة منقطع " [10]. أي حديثه الذي نُسب فيه إلى جده منقطع، وهو حديثه عن الحسن بن علي الذي نفى فيه علمه بسماعه منه.
هذا مع كون محمد بن أبي سارة مجزومٌ بعدم سماعه من الصحابة؛ ولذلك جزم بها البخاري في الموطن الآخر، فقال: " منقطع ". أضف إلىذلك أنه من طبقة أتباع التابعين، بدليل طبقة شيوخه، وتلميذه محمدبن عبيد الطنافسي، الذي هو من أتباع أتباع التابعين.
* وقال البزار: " لا نعلم لعطاء بن يسار من معاذ سماعا " [11].
مع تعبير الترمذي عن ذلك بقوله: " لم يدرك معاذ بن جبل " [12].
ففسّر أبو زرعة العراقي ذلك بقوله: " وما قالاه من عدم الإدراك؛ لأنه ولد سنة تسع عشرة، ومات معاذ سنة ثماني عشرة " [13].
الهوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تحفة التحصيل للعراقي (رقم 360).
[2] بيان الوهم والإيهام لابن القطان (2/ 397).
[3] العلل الكبير للترمذي (1/ 187 ـ 188).
[4] التاريخ الكبير للبخاري (1/ 32).
[5] انظر لسان الميزان (5/ 32).
[6] التاريخ الكبير للبخاري (3/ 283 ـ 284).
[7] شرح مشكل الآثار للطحاوي (3/ 130 ـ 131).
[8] التاريخ الكبير للبخاري (4/ 221).
[9] التهذيب (7/ 423).
[10] التاريخ الكبير للبخاري (1/ 110).
[11] التاريخ الكبير للبخاري (1/ 131).
[12] جامع الترمذي (رقم 2530).
[13] تحفة التحصيل للعراقي (353 رقم 700).
ـــــــــــــــــــــ يتبع ـــــــــــــــــــــــ
ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 11 - 02, 10:05 م]ـ
* وقال الدارقطني عن عمارة بن غَزِية: " لا نعلم له سماعا من أنس " [1].
مع أن الدار قطني نفسه يقول في (سؤالات البرقاني) له: " مرسل: عمارة لم يلحق أنسا " [2].
وأكد ابن حبان هذا المعنى عندما ذكر عمارة بن غزية في أتباع
التابعين [3]، ومع أنه ذكره أيضا في التابعين، لكنه قال: " يروي عن
أنس، إن كان سمع منه " [4].
ـ وربما نفى أحد الأئمة العلم بالسماع، ثم هو نفسه نفى السماع
(كما سبق بعض أمثلته)، مماّ يدل على تساوي معنى العبارتين.
ومن أمثلة ذلك أيضا:
* يقول أبو حاتم في (المراسيل): " سألت أبي عن عبدالله بن عُكيم. قلت: إنه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من علّق شيئا وكل إليه؟ فقال: ليس له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم، إنما كُتب إليه ... (ثم قال:) لا يُعرف له سماع صحيح، أدرك
زمان النبي صلى الله عليه وسلم [5].
* ويقول أبو حاتم الرازي أيضا: " لا أدري سمع الشعبي من سمرة أم
لا؛ لأنه أدخل بينه وبينه رجل " [6].
لكنه عاد في موطن آخر فجزم، حيث قال عن الشعبي: " لم يسمع من سمرة، روى عن سمعان بن مُشَنَّج عن سمرة " [7].
الهوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] العلل للدارقطني (2/ 118 رقم 151).
[2] سؤالات البرقاني (رقم 375).
[3] الثقات لا بن حبان (7/ 260).
[4] الثقات لابن حبان (5/ 244).
[5] المراسيل لابن أبي حاتم (رقم 370، 373).
[6] المراسيل لابن أبي حاتم (594).
[7] العلل لابن أبي حاتم (رقم 550).
ـــــــــــــــــ يتبع ــــــــــــــــــــــــــ
¥