تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السؤال: هل يجوز للإنسان الدعاء بالأذكار التي فيها مواضع دعاء كأذكار الصباح والمساء والنوم أثناء القنوت وغيره، أو الاستغفار بسيد الاستغفار؟ الجواب: القنوت لا يُشرع فيه إلا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والحاجة الداعية إلى القنوت، فإذا قَنَت الإنسان فإنه يقتصر على الوارد كقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنا نستعينك ونستهديك)، وقوله: (اللهم لك نصلي ونسجد، و إليك نسعى ونحفد) ونحو ذلك من الأدعية الواردة. ثم يقتصر على أمرين: الدعاء على من فيه ضرر على المسلمين، والدعاء لمستضعفي المسلمين، فإن زاد عن هذين الموضعين -كأن يدعو بأمورٍ خارجةٍ عنهما- فقد حكم العلماء ببطلان صلاته؛ لأنه كلامٌ خارجٌ عن المشروع كما لو تكلَّم بكلامٍ أجنبي، ولذلك قال الإمام أحمد: إن زاد عن الوارد حرفاً واحداً فاقطع صلاتك. تشديداً في هذا الأمر. ومن البدع المحدثة الاستسقاء في القنوت، فهذا بدعة وليس له أصل، وينبغي تنبيه الأئمة على أنه ينبغي عليهم التأسِّي برسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتصار على الألفاظ التي ورَدت، فتدعو على من ظلم، وتدعو للمسلمين بالنُّصرة والتأييد، والزائد على ذلك يعتبر من البدعة والحدَث، والإمام يأثم ويتحمل مسئولية من وراءه، وينبغي على الأئمة إذا أرادوا أن يفعلوا أمراً وله أصلٌ من الشرع أن يسألوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأن لا يختلقوا من عندهم بالاجتهادات والاستحسانات. ولذلك شدد العلماء رحمهم الله في القنوت، وعباراتهم فيها مشهورة، وينبغي التقيد بما ذكرنا، فإذا دعا بمثل هذا الدعاء فقنوته صحيحٌ ومشروع وأما إذا زاد عليه، وكانت الزيادة بما لم يُشرع فحينئذٍ تنوي المفارقة، أي: تنوي أنك منفرد، ولا حرج إذا خفت الفتنة أن تسجد مع سجوده، ثم إذا رفع ترفع معه، ولا تنو الاقتداء به. وهذا أصل عند العلماء رحمة الله عليهم إذا طرأ في الإمام ما يوجب بطلان إمامته، والله تعالى أعلم.

) (

انتهى كلام الشيخ الشنقيطي

تنبيه: نقلت هذا للفائدة فليس فيه دلالة على الموافقة أو المخالفة فليعلم

ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 11 - 06, 03:14 م]ـ

ولكن الشيخ الشنيقطي - وفقه الله ونفع به ذكر في موضع آخر

) قال رحمه الله: [ويقنت فيها بعد الركوع]. قوله: (ويقنت) أي: يدعو. والقنوت في

الوتر سنة، وقد اختلف العلماء والسلف رحمة الله عليهم في هذا الدعاء في الوتر: فمنهم من يقول: يشرع مطلقاً. أي: في جميع الوتر في سائر السنة. ومنهم من يقول: إن السنة في دعاء الوتر أن يكون في آخر رمضان. أي: في النصف الثاني من رمضان دون النصف الأول. ومنهم من يقول: في رمضان كله، فيخصه برمضان. ومنهم من يقول: يقنت أحياناً ويترك أحياناً، وهذا القول هو أعدل الأقوال وأقربها إلى السنة، واختاره غير واحدٍ من أهل العلم رحمة الله عليهم، وإن داوم عليه فلا حرج، لكن لو علّم الناس السنة فترك القنوت في ليلة من ليالي الشهر فلا حرج، لكن في رمضان استحبوا أن يستديم القنوت؛ لأن هناك قولاً للسلف في استدامة القنوت في كمال رمضان خاصة، وذلك لما فيه من حصول البركة باجتماع الناس، كما ثبت في الحديث الصحيح اعتبار هذا النوع من الخير، ففي حديث العيد ذكرت أم عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر النساء بالخروج إلى المصلى، وقال في شأن الحيض: (يشهدن الخير ودعوة المسلمين) فاجتماع الناس في الدعاء فيه خيرٌ كثير؛ لأنه اجتماعٌ مشروع، وليس باجتماع بدعةٍ ولا حدث، بل هو اجتماع مشروع وله أصلٌ في الشرع، فمثل هذا الاجتماع إذا اغتنم في الدعاء للناس بخيري الدنيا والآخرة فلا شك أنه أفضل، فاستحب بعض العلماء أن يُخرج قنوت رمضان من الخلاف لما فيه من الفضائل ولما ذكرناه

انتهى ()

ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 11 - 06, 03:24 م]ـ

فما يفعله الشيخ السديس وقد تبعه غيره من ترك القنوت مخالف لهذا الأفضل

على أن من المستحسن لامام الحرم أن يتبع المذهب السائد المعروف

حتى لو كانت له اجتهادات

فإما أن يقنت في النصف كما هي الراوية أو يقنت في رمضان كله على القول بدوام القنوت في السنة

أما أن يترت القنوت مرة ويفعله مرة فهو مخالف للمذهب السائد في البلد

ومن ذلك ما يفعله الشيخ السديس - وفقه الله من إداء صلاة الوتر على غير المذهب المعروف السائد

فهذا أيضا ينبغي أن يمشي فيه على المذهب السائد المعروف

فقد استحسن بعض العلماء عدم مخالفة المذهب المعروف لمثل إمام الحرم حتى لو كانت له اجتهادات خاصة

وليس الكل يجيز الصفة التي يفعلها السديس أحيانا فبعض أهل العلم لا يرى هذه الصيغة

ويعتبر أن الحديث مختصر

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 11 - 06, 06:52 م]ـ

الشيخ الكريم ابن وهب نفع الله بكم وسدد خطاكم

لكن الشيخ السديس حفظه الله يفعل هذا مرة واحدة على أن رمضان كله يقنت فيه.

ثم إذا تشددنا في مسألة ألفاظ القنوت كقول الشيخ الشنقيطي (ومن البدع المحدثة الاستسقاء في القنوت، فهذا بدعة وليس له أصل) وهو مما للمسلمين به حاجة وضرورة، فكيف نتشدد في من ترك قنوت ليلة واحدة لمصلحة إعلام الناس بأن القنوت سنة -كاجتماع آلاف المسلمين في الحرم-؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير