· ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه:- هذا في غير مسائل الشرك والتوحيد أما مسائل الشرك التوحيد المناقض للتوحيد فكل من وقع بالشرك وقع الشرك عليه وأما ما عدا ذلك كمن أنكر معلوما من الدين بالضرورة وقد يكون يخفى عليه فهذا لا بد من إقامة الحجة , وما ورد من كلام السلف وغيرهم في إقامة الحجة فهو من هذا النوع وهو أن يكون الشيء قد يخفى على بعض الناس أو يكون الشخص الذي أنكر حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة فحينئذ لا بد من إقامة الحجة ولا ينزل حكم الكفر عليه مباشرة , أما الشرك الأكبر والطواف والنذر والذبح لغير الله ونحو ذلك نقول هذا يعتبر كافرا منذ أن فعل الشرك ولا نحتاج إلى إقامة الحجة , والقول في إقامة الحجة في هذا النوع (قول محدث) لا أصل له عند السلف أي لا يعرف إلا من جهة كلام ابن تيمية ولم يسبق بهذا القول إن لم يوجد.
مسألة:- قال الله تعالى " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى " [الأحزاب:33] هذه جاهلية أولى فهل هناك ما يقابلها؟
قال ابن جرير: " عَنْ عَامِرٍ {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} قَالَ: الْجَاهِلِيَّةُ الأُولَى: مَا بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ. وَقَالَ آخَرُونَ: ذَلِكَ مَا بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ". وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ. وَأَوْلَى الأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ نَهَى نِسَاءَ النَّبِيِّ أَنْ يَتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى. وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مَا بَيْنَ آدَمَ وَعِيسَى، فَيَكُونُ مَعْنَى ذَلِكَ: وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى الَّتِي قَبْلَ الإِسْلاَمِ, فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: أَوَ فِي الإِسْلاَمِ جَاهِلِيَّةٌ حَتَّى يُقَالُ: عَنَى بِقَوْلِهِ {الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} الَّتِي قَبْلَ الإِسْلاَمِ؟ قِيلَ: فِيهِ أَخْلاَقٌ مِنْ أَخْلاَقِ الْجَاهِلِيَّةِ. ا.ه بتصرف يسير. [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتصر المصنف على البسملة لأنها أوجز الذكر.
هذه: أمور , خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية
- هذه:- اسم إشارة لشيء معنوي.
- خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية:- الاختلاف والمخالفة: هو أن يأخذ كل من الفريقين طريقا غير طريق الآخر , والخلاف أعم من الضد لأن كل ضد خلاف ولا عكس (النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان).
- ما:- سواء من القول والفعل أو الترك.
خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية: الكتابيين ,و الأميين ,و مما لا غنى للمسلم عن معرفتها.
- الكتابيين والأميين:- بإسقاط (من) فإعرابه:- مفعول به لفعل محذوف تقديره: (أهل الجاهلية أعني).
· نص على الكتابيين لأن الجاهلية ليس وصفا يختص لمن لم ينزل عليهم الكتاب , لا , بل الوصف يشمل النوعين.
· إطلاقنا على أهل الكتاب - وهم النوع الأول من الجاهلية - هذا اللفظ ليس مراعاة لشعورهم كما يظنه بعض المعاصرين الجهلة , لا بل هو تنبيه وتجيه لهم أن يلتزموا الكتاب الذي أنزل عليهم ولم يؤمنوا به وإلا فنحن نعتقد أنهم كفار فهنا فيه نقص وعيب وذم لهم , أي أنكم أهل كتاب ومع ذلك فقد حرفتم وبدلتم ولم تستجيبوا للكتاب الذي تزعمون أنكم تنتسبون إليه ومن باب أولى كتاب الله جل وعلا الذي دعا كتابكم إليه.
· النوع الثاني هم من ليس لهم كتاب , وهم ما عدا اليهود والنصارى , ولهذا يقال لهم المشركين والكفار ويدخل فيهم المجوس وعبدة غير الله تعالى أيًّا كان معبودهم.
العهد القديم:- " الأسفار القديمة " هو كتاب موسى عليه السلام " التوراة ".
العهد الجديد:- الكتاب الذي أنزل على عيسى عليه السلام " الإنجيل ".
- الأميين: مفردها أميّ و هو الذي لا يقرأ من كتاب. قال الفراء:- الأمي: من نسب إلى أمة أمية (وهذا بعيد) ونسبة النبي إلى الأمية ليس بعيب , بل هي منقبة ومفخرة. ا. هـ.
¥