(ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله): أي أنهم يعبدون من دون الله عز وجل ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقرون بذلك , أنها لا تنفع ولا تضر , إذا هم يعتقدون بهذا و إذا هناك آلهة حقيقة مسؤولة عن ذلك , والسؤال:- لماذا يعبدون هذه الأصنام؟ يقولون: هؤلاء شفعاءنا عند الله , هذا هو دين المشركين هذه هي شبهتهم قديما وحديثا , يقولون نحن مذنبون والمذنب بعيد عن الله عز وجل , وهؤلاء الصالحون لهم جاه وولاية عبد الله فحينئذ يطلبون منهم أن يتوسطوا في دفع الضر وجلب النفع , ويسمونه شفاعة أو توسلا ولا يسمونه شركا , لأنهم لو أقروا بذلك لعلموا أنهم ليسوا على الجادة الحق. أهل السنة لا ينظرون إلى الاسم وإنما ينظرون إلى المسمى.
وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفى) [الزمر: 3]: أهم وصف لأهل الجاهلية أنهم جعلوا أولياءهم شركاء مع الله عز وجل وهذه أهم مسألة ولهذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فخالفهم وناقضهم وجاء بالإخلاص (ألَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي [الزمر: 14]) (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء).
المشركون عرفوا معنى التوحيد الذي جهله بعض المنتسبين إلى الإسلام (قالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ).
وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص؛ وأخبر؛ أن من فعل ما يستحسنونه , فقد حرم الله عليه الجنة , ومأواه النار؛ وهذه المسألة , هي: التي تفرق الناس لأجلها , بين مسلم , وكافر؛ وعندها وقعت العداوة , ولأجلها شرع الجهاد , كما قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) [الأنفال: 39].
(إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) أن يشرك به:- الشرك الأكبر.
هذه المسألة هي التي تفرق الناس لأجلها وهي التوحيد (َمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ) (ِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [الصافات: 35) (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ).
· كل من ليس بمسلم كافر , والكفر يدخل فيه أهل الكتاب وغيرهم (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ) (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ).
· إذا وقعت العداوة فلا بد من الافتراق , لأنه من وافق الأنبياء وخالف أعدائهم يستحيل أن يجالس من خالفهم وهو أمر مدرك بالشرع والنظر والواقع (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ).
· وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة: الفتنة هي الشرك.وقاتلوهم هذا فعل أمر يدل على الوجوب ,وليس الجهاد فقط جهاد دفع , بل جهاد دفع وطلب وهذا لا شك فيه.
· مايجب علينا ضد المشركين:-
-1 - عداوتهم واعتقاد كفرهم , بالقلب واللسان والجوارح وإطلاق وصف الكفر عليهم.
-2 - دعوتهم للتوحيد.
-3 - جهادهم , إلا أهل الكتاب يؤمرون بالإسلام فإن أبوا فالجزية فإن أبوا فالجهاد.
· الواقع في الكفر: إما أكبر فهذا كافر خارج من الملة , ولاعذر بالجهل البتة , يسمى مشركا فالاسم والوصف واقع بإجماع السلف , ثم أمور الدنيا المترتبة عليه فبإجماع السلف ترتب عليه فمن وقع من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالشرك الأكبر فهو مشرك نرتب عليه والحكم ولا نعذره في هذه المسألة , كمن قال من منافقي أيامنا أن الشريعة لا تصلح في هذا الزمن وأنه ثمة مباينة ومفارقة فلو سلكنا طريق اليهود والنصارى للحقناهم.
¥