· وإما من جهة ما علم من الدين بالضرورة فهذه ينظر فيها , فإن كان الفاعل حديث عهد بإسلام , أو ناشئ في دار الكفر , أو في بادية بعيدة فهؤلاء الذين يعذرون بجهلهم إن كانوا مقصرين في البحث عن التوحيد , فلا يكفرون حتى تقان عليهم الحجة , فإن لم يقبل فحينئذ يكْفُر.
· سئل الشيخ بعد الدرس عن رجل يقول: إن السجود للصنم لا يكون كفرا. قال الشيخ: يخشى عليه هو أن يقع في الكفر. وضحك هنا.
· من لوازم صدق التوحيد الموالاة للإسلام والبراءة من الشرك والمشركين. وهذه مسألة عظيمة يجب التحدث عنها صباح مساء بمعرفة أحكامها ونواقضها وشروطها وغير ذلك.
المسألة الثانية: أنهم متفرقون في دينهم , كما قال تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون) [الروم: 32] وكذلك في دنياهم , ويرون ذلك هو الصواب , فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) [الشورى: 13] وقال تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء) [الأنعام: 159] ونهانا عن مشابهتهم بقوله: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) [آل عمران: 105] ونهانا عن التفرق في الدين , بقوله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [آل عمران: 103].
- متفرقون: مأخوذ من التفريق , على وزن تفعيل , وهي صيغة مبالغة تفيد التكثير وتستعمل لتشتيت الشمل والكلمة , ويكون بين شيئن أو أكثر (إن الذين فرقوا دينهم) لزم منه مفارقة الأبدان.
· قال شيخ الإسلام: " اعلم أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الخلق على فترة من الرسل وقد مقت أهل الأرض: عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب ماتوا - أو أكثرهم - قبل مبعثه.
والناس إذ ذاك أحد رجلين: إما كتابي معتصم بكتاب: إما مبدل، وإما مبدل منسوخ ودين دارس، بعضه مجهول، وبعضه متروك، وإمّا أميّ من عربي وعجمي، مقبل على عبادة ما استحسنه، وظن أنه ينفعه: من نجم، أو وثن، أو قبر، أو تمثال، أو غير ذلك. والناس في جاهلية جهلاء، من مقالات يظنونها علما وهي جهل، وأعمال يحسبونها صلاحا وهي فساد. وغاية البارع منهم علما وعملا، أن يحصل قليلا من العلم الموروث عن الأنبياء المتقدمين، قد اشتبه عليهم حقه بباطله. "
العرب مختلفون في عباداتهم فمنهم من يعبد الشمس ومنهم من يعبد القمر ومنهم من يعبد الملائكة أو الأولياء أو الصالحين. وهذه القاعدة الرابعة من القواعد الأربع.
- كل حزب بما لديهم فرحون: - وهذا هو حقيقة التفرق أن كل حزب فرح بما لديه من عقائد باطلة.
- ويرون: الرؤيا القلبية.
- (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ... الآية): قال ابن كثير: " والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفًا له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه {وَكَانُوا شِيَعًا} أي: فرقًا كأهل الملل والنحل -وهي الأهواء والضلالات -فالله (6) قد بَرَّأ رسوله مما هم فيه. وهذه الآية كقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ]} (7) الآية [الشورى:13]، وفي الحديث: "نحن معاشر الأنبياء أولاد عَلات، ديننا واحد , فهذا هو الصراط المستقيم، وهو ما جاءت به الرسل، من عبادة الله وحده لا شريك له، والتمسك بشريعة الرسول المتأخر، وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء، الرسل بُرآء منها، كما قال: {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} ". [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10)
قال ابن عباس:- أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهى عن المراء والخصومات في دين الله.
- أن أقيموا الدين:- هذا هو المطلوب منا.
¥