تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وقوله (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به):قال ابن كثير: "أي: وقد كانوا من قبل مجيء هذا الرسول بهذا الكتاب يستنصرون بمجيئه على أعدائهم من المشركين إذا قاتلوهم، يقولون: إنه سيبعث نبي في آخر الزمان نقتلكم معه قتل عاد وإرم" ثم قال:" وقال أبو العالية: كانت اليهود تستنصر بمحمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب، يقولون: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبًا عندنا حتى نعذب المشركين ونقتلهم. فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم، ورأوا أنه من غيرهم، كفروا به حسدًا للعرب، وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} " [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn15).

- وقوله: (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) الآية: قال القرطبي: " وروي أن عمر قال لعبد الله بن سلام: أتعرف محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما تعرف ابنك؟ فقال: نعم وأكثر، بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته، وابني لا أدري ما كان من أمه. " [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn16).

وجه الاستدلال: أن الله أخبر عن اليهود وأنهم يعرفون سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم و ولكن لما كان هذا العلم من غير ثمرة صار مردودا على صاحبه , ولهذا: ليس كل من أوتي علما انتفع به.قال بعض السلف: " القرآن حجة لك أو حجة عليك " , ولهذا فإنه لا يقتدى بمن أوتي علما ولم يكن علمه مصاحبا بعمل, وإنما يقتدى بأهل العلم والعمل.

· ولهذا فإن الله قسم الطوائف إلى ثلاث كما في سورة البقرة.

· قال الله تعال: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ... ):هذا الإتيان ليس قدحا حتى ننظر ما هي ثمرة هذا العلم , انتبه لهذا , فحينئذ ليس كل من أوتي فهما أو قوة حافظة أو علما لإانه ممدوح , لا , بل حتى ننظر إلى ثمرة هذا العلم ,وهو العمل , وإلا فإنه توجد فيك شبهة من شبه أهل الجاهلية.

نحن مأمورون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم لا مخالفته (وما آتاكم الرسول فخذوه .... ) وقال صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).ومنهيون عن متابعة العلماء من غير دليل.

الثامنة: الاستدلال على بطلان الشيء , بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء , كقوله: (أنؤمن لك واتبعك الأرذلون) [الشعراء: 111] وقوله: (أهؤلاء من الله عليهم من بيننا) فرده الله بقوله: (أليس الله بأعلم بالشاكرين) [الأنعام: 53].

انتبه:- هذه المسائل موجودة في أمتنا الآن , فطبق عليها أولا عصرنا , كما بعد فهمنا لها على حالتها في الأمم السابقة.

- الأرذلون: سفة الناس.

التاسعة: الاقتداء بفسقة العلماء، فأتى بقوله: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله) [التوبة: 34] وبقوله: (لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل) [المائدة: 77].

الأحبار من اليهود , والرهبان من النصارى , (لولا ينهاهم الربانيون عن قولهم الإثم) , (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) , قال ابن كثير:" والمقصود: التحذير من علماء السوء وعُبَّاد الضلال (1) كما قال سفيان بن عيينة: من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود، ومن فسد من عُبَّادنا كان فيه شبه من النصارى. وفي الحديث الصحيح: "لتركبنّ سَنَن من كان قبلكم حَذْو القُذّة بالقُذّة". قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟ ". وفي رواية: فارس والروم؟ قال: "وَمَن الناس إلا هؤلاء؟ والحاصل التحذير من التشبه بهم في أحوالهم وأقوالهم؛ ولهذا قال تعالى: {لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} وذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين ومناصبهم ورياستهم في الناس، يأكلون أموالهم بذلك، كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية شرف، ولهم عندهم خَرْج وهدايا وضرائب تجيء إليهم، فلما بعث الله رسوله، صلوات الله وسلامه عليه استمروا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم، طمعا منهم أن تبقى لهم تلك الرياسات، فأطفأها الله بنور النبوة، وسلبهم إياها،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير