وعوضهم بالذلة والمسكنة، وباءوا بغضب من الله " [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn17). , التحذير من علماء السوء وهذا مما ينبغي التنبه له , وإن كانت النفوس لا تقدر على أن تصف عالما أنه عالم سوء أو أنه فاسق , لأنه قد يقع بنفسه أنه أوتي علما فيستدل بالعلم على الحق , لا , ليس كل من أوتي علما وحفظا وفهما وإن حفظ ما حفظ أو وصل إلى ما وصل إليه , لا يلزم من ذلك أن ينفى عنه وصف الضلال , أو الفسق , فمن توقف عن الاقتداء بالعلماء الربانيين واقتدى بعلماء السوء خشية من قوة حفظهم وفهمهم نقول هذا فيه شَبَه من أهل الجاهلية.
· لا يلزم من ثبوت العلم انتفاء الضلال أو الفسق عن ذلك العالم.
· الضال من العلماء فتنة لنفسه ولغيره من الناس لأنهم يقتدون به.
وجه الاستدلال أن الله تعالى نهى علماء الكفار عن الاقتداء بعلماءهم السابقين , والمسلمين من باب أولى.
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) أرباب: يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله. (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) (حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم آتهم عذابا ضعفا من النار) , (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب).
- الذين يقتدى بهم: هم الأنبياء والرسل وأتباعهم من العلماء الراسخين الربانيين.
العاشرة: الاستدلال على بطلان الدين، بقلة أفهام، أهله، وعدم حفظهم – وفي نسخة: حذق -، كقوله: (بادي الرأي) [هود: 27].
ولهذا نجد ألفاظا وألقابا بنبز بها أهل الحق " رجعيون , متفلسفون , متزمتون , إلى غير ذلك " , قال تعالى:" وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي " ولم يتبعك الأشراف ولا الرؤساء منا , فهذا هو دليلهم , " إن الرسول الذي ألرسل إليكم لمجنون " ," أنؤمن كما آمن السفهاء "
- أفهام: هيئة للإنسان يتحقق بها معان ما يحصل.
- حذق: يقال حذق فلان في العمل:أي مهر فيه.
الحادية عشر: الاستدلال بالقياس الفاسد، كقوله: (إن أنتم إلا بشر مثلنا) [إبراهيم: 10] , الثانية عشر: إنكار القياس الصحيح؛ والجامع لهذا وما قبله: عدم فهم الجامع، والفارق.
- القياس: هو إلحاق جمع لأصل لحكم جامع بينهما " راجع كتب الأصول ".
· إذا اختل ركن بشرط من شروطه صار القياس باطلا فاسدا ,فلا يصح الاستدلال به.
والسبب في ذلك – أي أنهم يأخذون بالقياس الفاسد وينكرون القياس الصحيح – أنهم لم يفهموا الجامع والفارق , ففرقوا المجتمعات , وجمعوا المفترقات.
- الجامع والفارق: هي العلة.
- (إن أنتم إلا بشر مثلنا): جعلوا أنفسهم أصلا والأنبياء فرعا , والجامع البشرية , النتيجة: أنكم لا تكونون أنبياء ولا رسلا , لأن الله لو أراد بعث الرسل لأرسل ملائكة , وهذا قياس غير صحيح , وأول من قاس هذا القياس الفاسد هو إبليس.
- من أمثلة القياس الفاسد: (إنما البيع مثل الربا) , (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا .. ).
- (وضرب لنا مثلا): هذا قياس فاسد , (ونسي خلقه) قياس صحيح.
الثالث عشر: الغلو في العلماء، والصالحين، كقوله: (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) [النساء: 171].
وهذه المسألة مهمة جدا , نذكرها مفصلة في شرح كتاب التوحيد.
- الغلو: هو مجاوزة الحد , فلا يجوز رفع أقدار الأنبياء والصالحين فوق حدهم الواجب , فاليهود رفعت قدر عزير , والنصارى رفعت قدر عيسى عليه السلام , والشيعة رفعت قدر علي رضي الله عليه والأئمة الاثنا عشرية , والصوفية رفعت قدر الأنبياء والأولياء.
- (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق): هذا النهي للتحريم ,لا تغلوا في دينكم: هذه عامة فتشمل جميع أمور الدين.
(وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ... ) (ولا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم).
الرابعة عشر: أن كل ما تقدم، مبني على قاعدة، وهي: النفي، والإثبات؛ فيتبعون الهوى، والظن، ويعرضون عما آتاهم الله.
- الهوى: ما تميل إليه النفس بشهوة , (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه).
¥