إذا أرادوا ترويج باطلهم نسبوه إلى الحق , (الأنبياء , العلماء , الصالحين) كمن يضع نصا وينسبه إلى الأحاديث ,حتى من يسمعهم يعتقده حقا.
(ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما .. ) قال ابن عباس:" اجتمعت أحبار اليهود والنصارى , فقالت الأحبار: والله ما كان إبراهيم إلا يهوديا , وقالت النصارى: والله ما كان إبراهيم إلا نصرانيا , فأنزل الله (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما .. ).
الثامنة عشر: تناقضهم في الانتساب، ينتسبون إلى إبراهيم مع إظهارهم ترك اتباعه.
يزعمون انتسابهم لإبراهيم , وإبراهيم عليه السلام دينه خالصا من الشرك و ودينهم خالصا من التوحيد , فكيف يكون هذا الانتساب؟.
تناقض: تفاعل , ناقض في قوله: هو المتكلم بما يخالف معنى ما يريد ,وخالفه وعارضه.
(واتخذ قوم موسى من حليهم عجلا جسدا له خوار) (وقالت اليهود عزير ابن الله) (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) وغير ذلك من الآيات التي تبين عقيدتهم ودينهم الفاسد , فكيف يكون هذا الانتساب المزعوم.
لما نظرنا إلى أعمالهم وأنها مخالفة لما جاءت به الرسل ظهر فساد اعتقادهم وقولهم (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فالاتباع هو دليل المحبة.
التاسعة عشر: قدحهم في بعض الصالحين، بفعل بعض المنتسبين، كقدح اليهود في عيسى، وقدح اليهود، والنصارى، في محمد صلى الله عليه وسلم.
- القدح: الطعن والعيب والنقص , فينسبون العيب والنقص إلى المتبوعين , وهذه هي حجتهم.
- كقدح اليهود في عيسى: (فيزعمون أن عيسى أمرهم بعبادته بدليل: " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ". , والرد عليهم أن القدح والقبح الذي يقع ينسب إلى الفاعلل لا إلى عقيدته ومنهجه لأنها لا تدعو إلى ذلك.
(فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإن الله غني عن العالمين).
العشرون: اعتقادهم في مخاريق السحرة، وأمثالهم، أنها من كرامات الصالحين، ونسبته إلى الأنبياء، كما نسبوه لسليمان.
حجتهم أن هذه الكرامات لا تخرج ولا تظهر إلا على يد الصالحين , وهذه كرامة (أي السحر) وهؤلاء من تدعونهم سحرة إنما هم صالحين , وهذا قياس فاسد باطل.
· والخلاصة في هذا أن الخوارق على حالات:-
1 - إجراءها على يد من يدعي النبوة الصحيحة الصادقة (معجزة).
2 - إجراءها على يد رجل صالح لا يدعي النبوة (كرامة).
3 - إجراءها على يد رجل فاجر طالح وإن أظهر الصلاح (سحر وشعوذة).
· وهذه المسألة مبسوطة في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
قال شيخ الإسلام في الفرقان (136):" " كَرَامَاتُ الْأَوْلِيَاءِ " لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ سَبَبُهَا الْإِيمَانَ وَالتَّقْوَى فَمَا كَانَ سَبَبُهُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ فَهُوَ مِنْ خَوَارِقِ أَعْدَاءِ اللَّهِ لَا مِنْ كَرَامَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ فَمَنْ كَانَتْ خَوَارِقُهُ لَا تَحْصُلُ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ وَالدُّعَاءِ وَإِنَّمَا تَحْصُلُ عِنْدَ الشِّرْكِ: مِثْلُ دُعَاءِ الْمَيِّتِ وَالْغَائِبِ أَوْ بِالْفِسْقِ وَالْعِصْيَانِ وَأَكْلِ الْمُحَرَّمَاتِ: كَالْحَيَّاتِ وَالزَّنَابِيرِ وَالْخَنَافِسِ وَالدَّمِ وَغَيْرِهِ مِنْ النَّجَاسَاتِ وَمِثْلِ الْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ؛ لَا سِيَّمَا مَعَ النِّسْوَةِ الْأَجَانِبِ والمردان وَحَالَةُ خَوَارِقِهِ تَنْقُصُ عِنْدَ سَمَاعِ الْقُرْآنِ وَتَقْوَى عِنْدَ سَمَاعِ مَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ فَيَرْقُصُ لَيْلًا طَوِيلًا فَإِذَا جَاءَتْ الصَّلَاةُ صَلَّى قَاعِدًا أَوْ يَنْقُرُ الصَّلَاةَ نَقْرَ الدِّيكِ وَهُوَ يَبْغُضُ سَمَاعَ الْقُرْآنِ وَيَنْفِرُ عَنْهُ وَيَتَكَلَّفُهُ لَيْسَ لَهُ فِيهِ مَحَبَّةٌ وَلَا ذَوْقٌ وَلَا لَذَّةٌ عِنْدَ وَجْدِهِ وَيُحِبُّ سَمَاعَ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ وَيَجِدُ عِنْدَهُ مَوَاجِيدَ. فَهَذِهِ أَحْوَالٌ شَيْطَانِيَّةٌ "ا. هـ.
الحادية والعشرون: تعبدهم بالمكاء، والتصدية.
- المكاء: الصفير والتصفيق.
وهذا يعتبر من البدع , (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ... ).
¥