- التحريف: التحريف الذي جاء في القرآن يحمل على النوعين إلا إذا جاءت قرينة (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ .. ) , روى البخاري قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ وَقَالُوا حَبَّةٌ فِي شَعْرَة.
· من أنواع التحريف في المعنى:- روى البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ زَنَيَا فَقَالَ لِلْيَهُودِ مَا تَصْنَعُونَ بِهِمَا قَالُوا نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا قَالَ {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فَجَاؤُوا فَقَالُوا لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَرْضَوْنَ يَا أَعْوَرُ اقْرَأْ فَقَرَأَ حَتَّى انْتَهَى عَلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ قَالَ ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهِ آيَةُ الرَّجْمِ تَلُوحُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلَيْهِمَا الرَّجْمَ وَلَكِنَّا نُكَاتِمُهُ بَيْنَنَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا فَرَأَيْتُهُ يُجَانِئُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ.
السابعة والعشرون: تصنيف الكتب الباطلة , ونسبتها إلي الله , كقوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) [البقرة: 79]
(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله): قال ابن كثير في تفسيره (1/ 311): "هؤلاء صنف آخر من اليهود، وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله، وأكل أموال الناس بالباطل".
الثامنة والعشرون: أنهم لا يعقلون من الحق , إلا الذي مع طائفتهم , كقوله: (نؤمن بما أنزل علينا) [البقرة: 91]
(وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه):أي يكفينا بما أنزل الله علينا من التوراة والإنجيل ويكفرون بما بعده.
التحزب على الباطل باطلٌ , والتحزب على الحق حقٌّ (أولئك حزب الله).
التاسعة والعشرون: أنهم مع ذلك لا يعلمون بما تقوله الطائفة , كما نبه الله عليه بقوله: (فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين) [البقرة: 91].
- (فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين): قال أبو جعفر بن جرير (1/ 923): قل يا محمد ليهود بني إسرائيل -[الذين] (1) إذا قلت لهم: آمنوا بما أنزل الله قالوا: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنزلَ عَلَيْنَا} -: لم تقتلون (2) -إن كنتم يا معشر اليهود مؤمنين بما أنزل الله عليكم-أنبياءه وقد حرم الله في الكتاب الذي أنزل عليكم قتلهم، بل أمركم فيه باتباعهم وطاعتهم وتصديقهم، وذلك من الله تكذيب لهم في قولهم: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنزلَ عَلَيْنَا} وتعيير لهم.
فهذا قول باطل لأنهم لا يعلمون الحق.
· (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .... ): الأعمال القلبية لابد منها ظهور أثرها على الجوارح.
(ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم ... ): وذلك لعدم العمل بالشهادتين.
الثلاثون: - وهي من عجائب آيات الله –أنهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع , وارتكبوا ما نهى الله عنه من الافتراق؛ صار: كل حزب بما لديهم فرحون.
· كل من لم يعمل بالحق وقع بالباطل.
· ذكر ابن القيم الجوزية: إن أعمال القلوب وبما يقابلها من المتناقضين (محبة الله ومحبة غيره من المتناقضين).
الحادية والثلاثون: - وهي من عجائب الله أيضا –معاداتهم الدين , الذي انتسبوا إليه , غاية العداوة , ومحبتهم دين الكفار , الذين عادوهم , وعادوا نبيهم , غاية المحبة , كما فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاهم بدين موسى , واتبعوا كتب السحر , وهي من دين آل فرعون.
الثانية والثلاثون: كفرهم بالحق , إذا كان مع من لا يهوونه , كما قال تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء) [البقرة: 113].
الثلاثة والثلاثون: إنكارهم ما أقروا , أنه من دينهم , كما فعلوا في حج البيت , فقال تعالى: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) [البقرة: 130].
¥