الرابعة والثلاثون: أن كل فرقة تدعي أنها الناجية , فأكذبهم الله بقوله: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) [البقرة: 111] ثم بين الصواب بقوله: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن) [البقرة: 112].
· وهذا حال كل فرقة , ولكن (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
· كل من يريد جمع الأمة على كلمة واحدة يريد تضعيف حديث الافتراق.
الخامسة والثلاثون: التعبد بكشف العورات , كقوله (وإذا فعلوا فاحشة) [الأعراف: 28].
- العورة: السَوْءَة, فهم يتقربون إلى الله تعالى بهذا , كما هو الحال في الطواف.
وتقول المرأة: اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدى منه فلا أحله
· لا يجوز كشف العورات إلا للضرورة.
السادسة والثلاثون: التعبد بتحريم الحلال , كما تعبدوا بالشرك.
- التعبد: القربة والطاعة والزلفى إلى الله تعالى عز وجل.
- الحلال: ضد الحرام , ويدخل فيه الواجب والمباح والمستحب.
(مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) [المائدة: 103] , (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ) [يونس: 59].
السابعة والثلاثون: التعبد باتخاذ الأحبار , والرهبان ,أربابا من دون الله.
- الأحبار: العلماء.
- الرهبان: العباد.
عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى عُنُقِى صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ. قَالَ: «أَجَلْ وَلَكِنْ يُحِلُّونَ لَهُمْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيَسْتَحِلُّونَهُ وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَيُحَرِّمُونَهُ فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ لَهُمْ».رواه البيهقي.
· لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق: نؤجله ونرجعه إلى شرح كتاب التوحيد.
الثامنة والثلاثون: الإلحاد في الصفات , كقوله تعالى: (ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا ما تعملون) [فصلت: 22].
التاسعة والثلاثون: الإلحاد في الأسماء , كقوله: (وهم يكفرون بالرحمن) [الرعد: 30].
- الإلحاد: ال: للعهد الذهني أو نائبة عن المضاف.
- الإلحاد: ألحد يلحد إلحادا , الْعَلَّامَةُ ابْنُ القيِّم رَحِمَهُ اللَّهُ: ((وَالْإِلْحَادُ فِي أَسْمَائِهِ هُوَ الْعُدُولُ بِهَا وَبِحَقَائِقِهَا وَمَعَانِيهَا عَنِ الْحَقِّ الثَّابِتِ لَهَا؛ مأخوذٌ مِنَ الْمَيْلِ؛ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَادَّةُ (ل ح د)، فَمِنْهُ اللَّحْدُ، وَهُوَ الشَّقُّ فِي جَانِبِ الْقَبْرِ، الَّذِي قَدْ مَالَ عَنِ الْوَسَطِ، وَمِنْهُ المُلْحِد فِي الدِّينِ: الْمَائِلُ عَنِ الْحَقِّ، المُدْخِل فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ)). اهـ
قال في النونية:-
أسماؤه أوصاف مدح كلها ... مشتقة قد حملت لمعان
إياك والالحاد فيها أنه ... كفر معاذ الله من كفران
وحقيقة الالحاد فيها الميـ ... ـل بالاشراك والتعطيل والنكران
فالملحدون إذا ثلاث طوائف ... فعليهم غضب من الرحمن
(ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعلمون): ظاهر الآية أنهم أنكروا صفة العلم , والصحيح أنهم لم ينكروا مطلق الصفة , وإنما أطلقوا الصفة المطلقة أي صفة العلم المطلقة ,وهي الإحاطة والعموم , قال الشوكاني في الفتح (6/ 350): قال قتادة: الظنّ هنا بمعنى: العلم وقيل: أريد بالظنّ معنى مجازي يعمّ معناه الحقيقي، وما هو فوقه من العلم.
· من قال إن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون ينزل الحكم عليه.
¥