يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء، ولو كان عنا غنيًا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويُعْطناه ولو كان غنيا ما أعطانا الربا فغضب أبو بكر، رضي الله عنه، فضرب وجه فِنْحَاص ضربًا شديدًا، وقال: والذي نفسي بيده، لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدو الله، فَاكْذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين، فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبصر ما صنع بي صاحبك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "ما حَمَلَكَ على ما صَنَعْت؟ " فقال: يا رسول الله، إن عَدُوَّ الله قد قال قولا عظيما، زعَم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء، فلما قال ذلك غَضبْتُ لله مما قال، فضربت وجهه فجَحَد ذلك فنحاص وقال: ما قلتُ ذلك فأنزل الله فيما قال فنحاص ردا عليه وتصديقًا لأبي بكر: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} الآية. رواه ابن أبي حاتم.
- العتب: (ولقد خلقنا السماوات والأرض في ستة أيام وما مسنا من لغوب) , قال ابن كثير في تفسيره (7/ 408): وقال قتادة: قالت اليهود -عليهم لعائن الله-: خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، ثم استراح في اليوم السابع، وهو يوم السبت، وهم يسمونه يوم الراحة، فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي: من إعياء ولا نصب ولا تعب.
· فالله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه صفات النقص ووصف نفسه بصفات الكمال (ولله المثل الأعلى) (ليس كمثله شيء) , وسورة الإخلاص كاملة.
الثانية والأربعون: الشرك في الملك: كقول المجوس.
- الإسلام جوّز وشرّع وقرّر الملكية الفردية (فلكم رؤوس أموالكم) (للرجال نصيب مما ترك الوالدان ..... وللنساء نصيب .... ) (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).
الثالثة والأربعون: جحود القدر.
الرابعة والأربعون: الاحتجاج على الله.
الخامسة والأربعون: معارضة شرع الله بقدره.
- القدر: قدّر الشيء قدره تقديرا وقدرا , وهو تعلق علم الله تعالى وإرادته أزلا للكائنات قبل وجودها , فلا حادث للكائنات إلا ما قدره الله أزلا , وهو من أركان الإسلام الست. قال ابن القيم طريق الهجرتين وباب السعادتين (1/ 151): "وتبين أن من لم يؤمن بالقدر فقد انسلخ من التوحيد ولبس جلباب الشرك بل لم يؤمن بالله ولم يعرفه وهذا في كل كتاب أنزله الله على رسله " ..
· مراتب القدر:
1 - علمه السابق.
2 - كتابته في اللوح المحفوظ (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد: 22]).
3 - المشيئة , (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها).
4 - خلقه وإيجاده. (ألا له الخلق والأمر) (وخلق كل شيء وقدره تقديرا).
· وهذه المراتب مجموعة في قول الشاعر: علم كتابة مولانا مشيئته * وخلقه وهو إيجاد وتكوين.
· أهل الجاهلية على مذاهب في القدر:
1 - جحد القدر. 2 - الاحتجاج به على الله – والعياذ بالله -. 3 - يعارضون شرع الله بقدر الله.
- في المسألة الثالثة والأربعون: جحد القدر: يصدق على كل من أنكر واحدة من مراتب القدر , فضلا عن جميعها , (إنا كل شيء خلقناه بقدر) قال ابن جرير في تفسيره (22/ 160): " إِنَّا خَلَقْنَا كُلَّ شَيْءٍ بِمِقْدَارٍ قَدَّرْنَاهُ وَقَضَيْنَاهُ، وَفِي هَذَا بَيَانٌ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، تَوَعَّدَ هَؤُلاَءِ الْمُجْرِمِينَ عَلَى تَكْذِيبِهِمْ بِالْقَدَرِ مَعَ كُفْرِهِمْ بِهِ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي أَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَوْمًا يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وجُوهِهِمْ، يُقَالُ لَهُمْ: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، وَإِنِّي لاَ أَرَاهُمْ، فَلاَ أَدْرِي أَشَيْءٌ كَانَ قَبْلَنَا، أَمْ شَيْءٌ فِيمَا بَقِيَ؟ ".
¥