تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال تعالى:" وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ [الأنعام: 119] ". قال الشوكاني في الفتح (2/ 469):"هم الكفار الذين كانوا يحرّمون البحيرة والسائبة ونحوهما، فإنهم بهذه الأفعال المبنية على الجهل، كانوا يضلون الناس، فيتبعونهم، ولا يعلمون أن ذلك جهل وضلالة، لا يرجع إلى شيء من العلم، ثم أمرهم الله أن يتركوا ظاهر الإثم وباطنه. والظاهر: ما كان يظهر كأفعال الجوارح. والباطن: ما كان لا يظهر كأفعال القلب؛ وقيل ما أعلنتم وما أسررتم. وقيل: الزنا الظاهر، والزنا المكتوم وأضاف الظاهر والباطن إلى الإثم، لأنه يتسبب عنهما، ثم توعد الكاسبين للإثم بالجزاء بسبب افترائهم على الله سبحانه. ".

· من كان جاهلا لا يلزم عدم إنزال الوصف عليه وأما دخول الجنة والنار فمسألة أخرى (ليس لك فيها مطمع).

قال تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ [الحج: 3] " قال ابن كثير في تفسيره (5/ 394):" يقول تعالى ذامًا لمن كذب بالبعث، وأنكر قدرة الله على إحياء الموتى، معرضا عما أنزل الله على أنبيائه، متبعًا في قوله وإنكاره وكفره كل شيطان مريد، من الإنس والجن، وهذا حال أهل الضلال (2) والبدع، المعرضين عن الحق، المتبعين للباطل، يتركون ما أنزله الله على رسوله من الحق المبين، ويتبعون أقوال رءوس الضلالة، الدعاة إلى البدع بالأهواء والآراء، ولهذا قال في شأنهم وأشباههم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}، أي: علم صحيح، {وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ. مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ} قال مجاهد: يعني الشيطان، يعني: كتب عليه كتابة قدرية {أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ} أي: اتبعه وقلده، {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} أي: يضله في الدنيا ويقوده في الآخرة إلى عذاب السعير، وهو الحار المؤلم المزعج المقلق. ".

قال تعالى: (ود كثير من أهل لو يضلونكم من بعد إيمانكم كفارا ..... ): قال الشوكاني (1/ 161):" فيه إخبار المسلمين بحرص اليهود على فتنتهم، وردّهم عن الإسلام، والتشكيك عليهم في دينهم. ".وقال " عن ابن عباس، أنه قال: قال رافع بن حُريَمْلة، ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد ائتنا بكتاب يَنزَّل علينا من السماء نقرؤه، أو فجِّر لنا أنهاراً نتَّبعك، ونصدقك، فأنزل الله في ذلك: {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْئَلُواْ رَسُولَكُمْ} الى قوله {سَوَاء السبيل} وكان حيي بن أخطب [وأبو ياسر بن أخطب] من أشدّ اليهود حسداً للعرب، إذ خصهم الله برسوله، وكانا جاهديْن في ردّ الناس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل الله فيهما: {وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الكتاب} الآية. ".

الخامسة والسبعون: دعواهم محبة الله، مع تركهم شرعه، فطالبهم الله بقوله: (إن كنتم تحبون الله) الآية [آل: عمران 31]

السادسة والسبعون: دعاؤهم إياهم إلى الكفر، مع العلم.

السابعة والسبعون: المكر الكبار، كفعل قوم نوح.

المكر: إيصال المكروه للغير , وهو نوعان: (حسن وسيء) , السيء: هي الحيل الخفية لإيصال الحيل لمن لا يستحقه.

- (ومكلاوا مكرا كبارا): أي عظيما كبيرا.

الثامنة والسبعون: أن أئمتهم إما عالم فاجر، وإما عابد جاهل، كما في قوله: (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله) إلى قوله: (ومنهم أميون) [البقرة: 75 – 78].

- إمام: هو من يأتم به الناس , وهو إما حسن أو سيء.

- عالم فاجر: أحبار اليهود.

- عابد جاهل: رهبان النصارى.

(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة: 75]): قال ابن كثير (1/ 307): " قول تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ} أيها المؤمنون {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} أي: ينقاد لكم بالطاعة، هؤلاء الفرقة الضالة من اليهود، الذين شاهد آباؤهم من الآيات البينات ما شاهدوه ثم قست قلوبهم من بعد ذلك {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} أي: يتأولونه على غير تأويله {مِنْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير