(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ........... ): قال ابن كثير (3/ 259):" أي: لا تبعد هؤلاء المتصفين بهذه الصفة عنك، بل اجعلهم جلساءك وأخصاءك، كما قال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ".
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ... ).
الثانية بعد المائة: رميهم اتباع الرسل بعدم الإخلاص، وطلب الدنيا، فأجابهم بقوله: (ما عليك من حسابهم من شيء) الآية [الأنعام: 52] وأمثالها.
تابعة للمسألة السابقة.
الثالثة بعد المائة: الكفر بالملائكة.
· الدهريين ينكرون وجود الملائكة و وذلك تبع لإنكارهم لوجود الله تعالى والعياذ بالله.
الرابعة بعد المائة: الكفر بالرسل.
· (كذبت قوم نوح المرسلين): المرسلين: لأن التكذيب برسول واحد تكذيب بجميع الرسل.
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ [يونس: 13]). (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ [الأنعام: 34]). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء: 136]).
الخامسة بعد المائة: الكفر بالكتب.
وذلك لما جاء في حديث جبريل المعروف المشهور (إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر: 71]).
السادسة بعد المائة: الإعراض عن ما جاء عن الله.
· وهذا يسمى كفر الإعراض , فتراه يقلد غيره في جميع أموره وهذا من النواقض و ونص على ذلك ابن القيم وجمهور كبير من أهل العلم وكذلك هي من نواقض الإسلام عند المجدد محمد بن عبد الوهاب.
(وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ [الأنعام: 4]). (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً [طه: 100]).قال ابن كثير في تفسيره (أعرض عن اتباعه أمرا وطلبا).
السابعة بعد المائة: الكفر باليوم الآخر.
- الكفر: الجحود.
إنكار البعث يستلزم نفيه وإنكار ما بعده. (وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ [المؤمنون: 33]). (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ [المؤمنون: 35]). (قال من يحيي العظام وهي رميم).
قال ابن كثير في تفسيره (6/ 593):" قال مجاهد، وعِكْرِمَة، وعروة بن الزبير، والسُّدِّي. وقتادة: جاء أُبي بن خلف [لعنه الله] (4) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم وهو يُفَتِّتُه ويذريه (5) في الهواء، وهو يقول: يا محمد، أتزعم أن الله يبعث هذا؟ فقال: "نعم، يميتك الله تعالى ثم يبعثك، ثم يحشرك إلى النار". ونزلت هذه الآيات من آخر "يس": {أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ}، إلى آخرهن. ".
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) والله تعالى أثبت اليوم الآخر بأدلة لا تعد ولا تحصى , منها (ويخركم إخراجا) (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي) (ويستنبؤونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق) (حديث جبريل المعروف).
لا فرق بين من كذب باليوم الآخر كله أو شيئا جزئيا منه.
الثامنة بعد المائة: التكذيب بلقاء الله.
¥