تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من فقه التربية أن ينظر الإنسان إلى مآلات فعله كما ينظر إلى خطوات تنفيذه، ولكي يعرف مآلات الفعل ما عليه إلا أن يضع نفسه أحد المتابعين للحدث فما سيكون ردة فعل له سيكون ردة فعل للناس، فالإنسان ما هو إلا أنموذج من الناس، وما ينطبق عليه ينطبق على طائفة منهم، والإنسان أصدق ما يكون مع نفسه مالم يجذبه هوى.

وقد أثبتت الحوادث الأخيرة أن التفكير في المآلات ليس كالتفكير في التنفيذ، فليستفد التربويون من ذلك وليسخروه واقعاً عملياً في تربيتهم.

الفائدة التربوية العاشرة: مسئولية الفعل

كثير من الأحداث الأخيرة كانت قبل عدة أشهر ثم إذا بها تكون حديث الساعة حتى أن بعض أصحابها استغربوا ظهورها بعد أن أيقنوا بموتها، وهذا ما ينبغي لأهل التربية أن يلتفتوا إليه وهو مسئولية الفعل.

فكما أن الكلمة لها مسئولية ويكون الإنسان المتفوه بها مسئولاً عنها فكذلك الفعل ينبغي للإنسان أن يكون مسئولاً عن فعله، والفائدة التربوية لذلك أن يستقيم السلوك كما يستقيم القول إما رهبة أو رغبة.

الفائدة التربوية الحادية عشرة: المشتبهات

كما يوجد في الأحكام التكليفية أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ويلتبس فيها الحق بالباطل فكذلك الحال بالنسبة للمسائل الدعوية ففيها المحكم البين، وفيها المتشابه الذي يلتبس على البعض، ويختلف أهل العلم فيه اختلافاً يرجع على تمايزهم في العلم وذلك فضل الله يفتح الله على بعض عباده بما يشاء سبحانه.

والواقع المعاصر كثرت فيه المستجدات المشتبهة فعلى المربي أن يتأنى في الحكم والفعل والإقدام، وكما يشرع اجتناب المشتبهات في الأحكام التكليفية فكذلك يشرع الاجتناب في المشتبهات الدعوية.

ومما يجدر التنبه له أن المشتبهات الدعوية فرع عن الاشتباه العلمي، وبينهما ترابط وتلازم، والعلم هو الجامع في علاجهما جميعاً.

الفائدة التربوية الثانية عشرة: تقاطع المصالح مع المفاسد الدعوية

أطال أهل العلم رحمهم الله في تفصيل أحوال تعارض المصالح مع المفاسد في الأحكام الشرعية، وكثير من كلامهم مرتبط بصور معينة في زمانهم، واتفقت كلمتهم على أن خوض هذا الباب يقوم على تقدير المصلحة على حقيقتها، وتقدير المفسدة على حقيقتها، ولا يكون ذلك إلا بعد التضلع بعلوم الشريعة، فليس الباب - كما تتخيله النفس - من الأبواب السهلة التي يستطيع الإنسان أن يعمل عقله وتفكيره فيها فيعرف بذلك المصلحة من المفسدة، ولهذا يجعلها علماء الأصول من أنواع الأدلة بعد الكتاب والسنة والإجماع والقياس وقول الصحابي، فذلك فيه إشارة إلا أن الاستدلال بالمصلحة يكون بعد تحصيل تلك المراتب العلمية العلية.

ومن تأمل كثير من الحوادث الأخيرة ذات الخلل التربوي سيجد أن معظمها قام على باب تحقيق المصلحة، بينما كشفت الأيام أن ذلك الفعل هو عين المفسدة أو يؤدي إليها، وهذا يدل على جهل الإنسان وظلمه كما قال عنه ربه {وكان الإنسان ظلوماً جهولاً}.

الفائدة التربوية الثالثة عشرة: جر السوء للمسلمين

جاء عند الترمذي بسند حسنه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا قوله: \" وأعوذ بك أن أقترف سوء أو أجره إلى مسلم \".

فأفاد الحديث فائدة تربوية جليلة أن الإنسان قد يقع في حالتين من الظلم، هما:

1ـ أن يقترف الذنب: فيباشره بنفسه.

2ـ أن يجره إلى غيره: فيكون سببا في فتنة غيره أو ضلاله أو الوقوع في غيبته.

فعلى أهل التربية أن يربوا النفس على الترفع عن الذنوب صغيرها وكبيرها، وكذلك ألا يكون الواحد سبباً في فتنة غيره وإضلاله، وفي الحديث \" أعوذ بك أن أَضل أو أُضل \" وأَضل بالفتح المراد بها: الاستعاذة أن أضل نفسي أو غيري من المسلمين، وقوله \" أُضل \" أي أن يضلني غيري من المسلمين فيكون فتنة لي وأنا فتنة له.

والمتأمل للحوادث الأخيرة يجد أنها تسببت في إضلال بعض المسلمين من قليلي العلم وضعاف البصيرة وزادت أهل الأهواء تمسكاً وبعداً عن الهدى والعياذ بالله، وكما أن الإنسان المسلم مأمور بأن يهدي غيره فكذلك هو مأمور بأن يحفظ إيمان غيره عن الضلال.

الفائدة التربوية الرابعة عشرة: الاستخارة الدعوية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير