فقال أبو محمد بن جمهور: لمّا علمتُ منكَ أنك تحب ذلك وتريده، كرهته منك، وكرهتك لأجله، فإنا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: " من أحب أن يتمثّل له الناس قياماً فليتبوَّأ مقعده من النار ". فواللهِ لولا الضرورة التي لزمت من تعلّق حقوق المسلمين بشهادتي عندك ما جئتكَ ولا رأيتك!
فكان لهذا القول موقع في النفوس، تناقلته الألسنة وتداولته الأزمنة.
" صِلة الصِّلة " لابن الزبير الغرناطي (ت 708 هـ)
74 – ألّف عبد الله بن محمد التجيبي (ت 649 هـ) جزءاً في السترة في الصلاة وأحكامها واختلاف الناس في ذلك.
" صِلة الصِّلة " لابن الزبير الغرناطي (ت 708 هـ)
75 – قال برهان الدين البقاعي (ت 885 هـ): خلّف مجد الدين محمد بن محمد المصري الحنفي – إمام مدرسة صرغتمش والتاجر في لكتب - من الكتب زيادة على أربعة آلاف مجلد، ووُجِد له فيها كذب كثير، قلَّ أن وُجِد كتاب غريب إلا نسبه بخطِّه إلى إمامٍ جليل وأنه في فن جليلي، فتسفر العاقبة عن أنه كذب، وربما كتب أنه بخط مصنفه.
أتى لي بكتابٍ ناقص من أوله وآخره، وقد كتب عليه أنه " مناسبات القرآن العظيم " لابن حزم، فإذا هو مختصر من كتاب للقاضي أبي بكر الباقلاني في الكلام على مشكل بعض الآيات، فلا هو لابن حزم ولا في المناسبات، وهذا كثير ممّا كُتِبَ عليه.
وربما كان الكتاب مخروماً، فيأتي إلى موضع الخرْم فيعقبه بأن يكتب في تلك الورقة التي بعدها النقص كلمة من الورقة التي يتفق أن تكون بعدها ثم يجلّده، فيخفى ولا يظهر إلا عند المطالعة.
وله من المخازي في الكتب في هذا النوع ما يفوق الوصف.
" عنوان العنوان بتجريد أسماء الشيوخ وبعض التلامذة والأقران " لبرهان الدين البقاعي (ت 885 هـ)
76 - قال الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) في " تاريخ نيسابور ": سمعت أبا سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه يقول: سمعت محمد بن أبي سهل الرباطي المروزي يقول: سمعت أبا مشعر عبد الملك ابن محمد السعدي يقول: قال لي النضر بن شميل يا أبا مشعر أكتب عني هذه الأبيات فإنه أحسن ما قالت العرب:
نَعُودُ عَلَى ذِي الْجَهْلِ مِنَّا بِحِلْمِنَا ..... وَنَأْبَى فَلَا نَأْتِي الدَّنِيءَ مِنَ الْأَمْرِ
وَإِنْ نَحْنُ أَيْسَرْنَا ذَلَلْنَا لِجَارِنَا ...... وَإِنْ نَحْنُ أَعْسَرْنَا ذَلَلْنَا عَلَى الْعُسْرِ
أَلَا إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ بَطِرَ الْغِنَى ........ وَإِنْ ذَلَّ مِنْهُ الْمُسْتَكِينُ عَلَى الصَّبْرِ
نقلها البيهقي - تلميذ الحاكم – في " شعب الإيمان " (6/ 363 / حـ 8539).
77 – حافظ للقرآن يتنصّر لأجل امرأة!!
قال عبدة بن عبد الرحيم (ت 244 هـ): خرجنا في سرية إلى أرض الروم، فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرا القرآن منه ولا أفقه منه ولا أفرض صائم النهار قائم الليل، فمررنا بحصن لم نؤمر أن نقف على ذلك الحصن، فمال الرجل منا عن العسكر ونزل بقرب الحصن، فظننا أنه يبول، فنظر إلى امرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن فعشقها، فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك؟ قالت: حين تتنصر ونفتح لك الباب وأنا لك! قال: ففعل فدخل الحصن، قال: فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم، كان كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه، ثم عدنا في سرية أخرى فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى، فقلنا: يا فلان ما فعل قراءتك ما فعل علمك؟ ما فعل صلاتك وصيامك؟ قال: اعلموا أني نسيت القرآن كله ما أذكر منه إلا هذه الآية: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}!!
رواها البيهقي في شعب الإيمان (4/ 54 / حـ 4139) وقال رحمه الله: هكذا يكون حال من تدركه الشقاوة والعياذ بالله، وكما تقدم ذكره يكون حال من تدركه السعادة، نسأل الله التوفيق والعصمة بفضله.
78 – قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: ما ينبغي لأحد يعلم أن عنده شيئاً من العلم يضيع نفسه.
علّقه البخاري في " صحيحه " في كتاب العلم، ورواه البيهقي في " المدخل إلى السنن الكبرى ".
¥