تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن العماد (ت 1089 هـ) في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " (8/ 130) – في ترجمة عبد القادر الدشطوطي (ت 924 هـ) -: ألف السيوطي بسببه تأليفاً في تطوّر الولي، ذكر في أوله أن سبب تأليفه أن رجلين من أصحاب الشيخ المذكور حلف كل واحد منهما أن الشيخ عبد القادر بات عنده ليلة كذا، فرُفِع إليه سؤال في حكم المسئلة، قال: فأرسلت إلى الشيخ عبد القادر وذكرت له القصة، فقال: لو قال أربعة أني بت عندهم لصدقوا! قال السيوطي: فأجبت بأنه لا يحنث واحد منهما، ثم حمل ذلك على تطوّر الولي، وهو جزء لطيف حافل نقل فيه كلام فحول العلماء كابن السبكي والقونوي وابن أبي المنصور وعبد الغفار القوصي واليافعي رضي الله تعالى عنهم وعنه. اهـ.

وقال نجم الدين الغزي (ت 1061 هـ) في " الكواكب السائرة في تراجم أعيان المئة العاشرة " (1/ 229): ذكر خادم الشيخ السيوطي محمد بن علي الحباك أن الشيخ قال له يوماً وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة: نريد أن نصلي العصر في مكة بشرط أن تكتم ذلك عليّ حتى أموت. قال: فقلت: نعم. قال: فأخذ بيدي، وقال: غمِّض عينيك، فغمّضتها، فرمل في نحو سبع وعشرين خطوة، ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بباب المعلى، فزرنا أمنا خديجة، والفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة وغيرهم، ودخلت الحرم، فطفنا وشربنا من ماء زمزم، وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر، وطفنا وشربنا من زمزم، ثم قال لي: يا فلان ليس العجب من طيئ الأرض لنا، وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا، ثم قال لي: إن شئت تمضي معي، وإن شئت تقم حتى يأتي الحاج. قال: فقلت: بل أذهب مع سيدي، فمشينا إلى باب المعلا، وقال لي: غمِّض عينيك، فغمّضتها، فهرول بي سبع خطوات، ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بالقرب من الجيوشي، فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض، ثم ركب الشيخ حمارته، وذهبنا إلى بيته في جامع طولون.

209 – تخريج أثر تهنئة المولود (بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره)، وخطأ النووي في تسمية قائله

قال الإمام النووي في " الأذكار " (باب استحباب التهنئة وجواب المهنأ) يستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحب أن يهنأ بما جاء عن الحسين رضي الله عنه أنه علّم إنساناً التهنئة فقال: قل: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورُزِقْتَ برّه. اهـ.

قال أبو معاوية البيروتي: لكن قائل الأثر هنا هو أبو سعيد الحسن البصري الواعظ كما سيتبيّن لنا من الروايات التالية، وهو تابعي، وليس قائله الحسين بن علي رضي الله عنهما كما نقل النووي عن أصحابه.

والأثر رواه ابن الجعد في " مسنده " – ورواه عنه ابن أبي الدنيا في كتاب " العيال " – قال: أخبرني الهيثم بن جماز، قال: قال رجل عند الحسن: يهنيك الفارس، فقال الحسن: وما يهنيك الفارس؟! لعله أن يكون بقّاراً أو حمّاراً، ولكن قل: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورُزِقت برّه. اهـ.

وذكر الأثرَ ابنُ عدي في " الكامل في ضعفاء الرجال " والذهبي في " ميزان الاعتدال " في ترجمة الهيثم بن جماز، وقال الذهبي: قال ابن معين: كان قاصًّا بالبصرة، ضعيف. وقال مرة: ليس بذاك. وقال أحمد: ترك حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. اهـ.

وذكر الأثرَ أيضاً ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " ولكن عن كلثوم بن جوشن قال: جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود، فقيل له: يهنئك الفارس، فقال الحسن: وما يدريك أفارس هو؟! قالوا: كيف نقول يا أبا سعيد؟ قال: تقول: بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده. اهـ.

وقال أبو بكر بن المنذر في " الأوسط ": روِّينا عن الحسن البصري أن رجلاً جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلام، فقال له ... فذكر الأثر (نقله ابن القيّم في " تحفة المودود ").

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير