تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي النصف الثاني من عام 1376هـ باشر فضيلة الشيخ إبراهيم عمله في قضاء السليل، وأبدى براعة فائقة في القضاء، وتميزاً في القضايا العقارية نتج عن ذلك انتدابه للفصل في عدد من القضايا الشائكة؛ منها نظر النزاع الحاصل على ماء المستجد والفصل فيه، وقد توجه إلى هذه المهمة بتأريخ28/ 1/1382هـ، كما فصل في عدد من القضايا في نمره التي انتدب إليها مدة شهر (11).

كما انتدب إلى محكمة الوادي، وعند انتهاء انتدابه تقدم حمود بن حقطان بن وثيله ومناحي بن هجرس الخريم ومترك بن الخضاري ورفقاؤهم بكتاب إلى سماحة رئيس القضاة الشيخ محمد بن إبراهيم (12) جاء فيه: ((إن مدة انتداب الشيخ إبراهيم الخضيري قد انتهت، وأن الدموع هلت على هذا الرجل المخلص العامل الذي عُرف فيه كل عزم ونشاط، وقوة في العمل، وأنه يمكنه التمشي وفقاً لظروف أهل الوادي بعدالته وانسانيته، فلذا نرجو نقله إلى الوادي رسمياً)).

ثم توالت الكتابات والبرقيات من أهالي الوادي يطالبون بنقل فضيلة الشيخ إبراهيم إليهم.

ولما علم أهالي السليل بمطالبات أهالي الوادي بدأت الكتابات والبرقيات تنهال على رئاسة القضاة تطالب ببقاء الشيخ لديهم، ومنها برقية عبدالله بن خفران وجماعته لسماحة رئيس القضاة (13) المتضمنة أن الشيخ رجل منصف يسعى بين الأهالي بالصلح، وإذهاب الشحناء والبغضاء، ويسترحمون سماحة رئيس القضاة عدم قبول طلب من يطلب قاضيهم؛ وبرقية أمير السليل محمد بن دليم المرفوعة لسماحة رئيس القضاة (14) والتي جاء فيها:

((إن هذا الرجل} يعني الشيخ إبراهيم {بصير عاقل عرف دعاويهم جميعها، وطلب مني جميع أعيان السليل الرفع بمطلوبهم إعادته)).

وقد رأى سماحة رئيس القضاة ـ رحمه الله ـ نقل فضيلة الشيخ إبراهيم إلى الوادي لوجود قضايا شائكة تحتاج إلى قاضي مثله، فصدر قرار سماحته برقياً برقم 260/ 2/ب، في 25/ 2/1385هـ إلى فضيلة الشيخ إبراهيم المتضمن نقله إلى قضاء الوادي، ثم أكد عليه ذلك ببرقيته الصادرة برقم 357/ 2/ب، في 14/ 3/1385هـ.

فأجاب الشيخ إبراهيم سماحة رئيس القضاة برقياً بتاريخ 17/ 3/1385هـ بما نصه: ((سمعاً وطاعة لأمر سماحتكم قد اعتمدنا ذلك)) (15).

وكان الشيخ يرغب النقل إلى إحدى محاكم منطقة القصيم، أو إلى الشمال كرفحا ولينه، أو إلى المنطقة المحايدة (16).

من قصص الشيخ في السليل:

وقبل أن نغادر مع الشيخ إلى الوادي نقف على بعض قصصه في السُّليِّل، وهي قصص فيها عبر، وأقتصر على اثنتين منها؛ الأولى:

حدثني بها الشيخ فقال: في عام 1378هـ أو قريباً منه استأذنت سماحة رئيس القضاة الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ للقدوم عليه، فأذن لي. وقبيل المغرب توجهت بسيارتي من نوع فورد ونيت حمراء إلى الرياض يرافقني محضر الخصوم في المحكمة سعيد بن إبراهيم الصائغ، وكانت السماء ملبدة بالغيوم، فلما قطعت جزءً من الطريق ـ وكان الطريق ترابياً ـ عرض لي غزال فلحقت به، ففاتني، وعندما أردت العودة إلى الطريق أضعته، ووقعت في شبكة طرق مقانيص تؤدي إلى الربع الخالي سرت فيها، فلما مضى نصف الليل أو قريباً منه توقفت، وتعذر علي الاستدلال بالنجوم بسبب الغيم، وعند طلوع الفجر أدينا الصلاة، ووضعت خطاً باتجاه القبلة، فلما أسفر الصبح، وكان الغيم قد انجلى بعضه تبين لي أننا صلينا جهة الشرق، فأعدنا الصلاة، ثم أخبرت صاحبي بأمر قدأهمني من الليل فقلت له يا سعيد لقد أوشك البنزين على النفاد، فماذا ترى؟ فقال لي: الرأي ما تراه. فعمدت إلى الكثبان المرتفعة أصعدها فإذا علوتها نظرت بالمنظار المُقرب لعلي أرى أحداً أو أعثر على أثر، فلا أرى شيئاً، فعلت ذلك بضع عشرة مرة، وفي المرة الأخيرة صعدت كثيباً ونظرت وقلت لصاحبي أبشر، فقال لي: بشرت بالجنة، فأخبرته أنني أرى أثر أغنام، ومسارح الغنم لا تكون بعيدة عن مرابضها، فانطلقت إلى الأثر أقصّه حتى وقفنا على عدد من بيوت الشعر، فقلت لصاحبي لا تتكلم، ثم وقفت عند أكبرها وكان فيه خمسة رجال، فسلمت وأنا في السيارة عليهم، فردوه بمثله، فسألتهم هل رأوا هذا الصباح ونيتاً أحمراً؟ فقالوا: لا، وظنوا أنني أسأل عن رفقة لي، وأننا خرجنا للصيد، ثم عرضوا علينا شرب القهوة فأجبناهم، وتعرفت عليهم فتبين لي أنهم من جماعة .... ،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير