ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 01:44 م]ـ
وقوله (فَلاَ رَآدَّ لِفَضلِهِ):أي:لا يستطيع أحد أن يرد فضل الله أبداً،ولو اجتمعت الأمة على ذلك
وفي الحديث ((اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت)) وعليه فنعتمد على الله في جلب المنافع ودفع المضار وبقاء ما أنعم علينا به ونعلم أنَّ الأمة مهما بلغت من المكر والكيد والحيل لتمنع فضل الله فإنها لا تستطيع.-ص171 172
- لقول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
من باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيرهُ
وقوله (وَاشكُرُواْ لَهُ):إذا أضاف الله الشكر له متعديًا باللام؛ فهو إشارة إلى الإخلاص؛ أي: واشكروا نعمة الله لله؛ فاللام هنا لإفادة الإخلاص؛ لأنَّ الشاكر قد يشكر الله لبقاء النعمة،وهذا ل بأس به، ولكن كونه يشكر لله وتأتي إرادة بقاء النعمة تبعًا، هذا هو الأكمل والأفضل. والشكر فسًّروه بأنًّه: القيام بطاعة المُنْعِم، وقالوا: إنه يكون في ثلاثة مواضع.
1 - في القلب، وهو أن يعترف بقلبه أن هذه النعمة من الله،فيرى لله فضلًا عليه بها، قال تعالى (وَمَا بِكُم مٍِّن نِّعمَةٍ فَمِنَ الله)) وأعظم نعمه هي نعمة الإسلام قال تعالى ((يَمُنُونَ عَلَيَكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَّا تَمَنٌوا عَلَي اسْلامَكٌمْ بَلْ الله يَمُنُ عَلَيْكٌمْ أَ هَدَاكْمْ للئيمن))
2 - اللسان: وهو أن بتحدثك بها على وجه الثناء على الله والاعتراف وعدم الجحود لا على سبيل الفخر والخيلاء والترفع على عبادة الله فيتحدث بالغبي لا ليكسر خاطر الفقير بل لآجل الثناء على الله وهذا جائز كما في القصه الاعمى من بني اسرائيل لما ذكره الملك بنعمة الله قال ((نعم كنت أعمى فرد الله علي بصري وكنت فقيرا فاعطاني الله المال)) فهذا من باب التحدث بنعمة الله والنبي صلى الله عليه وسلم تحدث بنعمة الله عليه بالسياده المطلقه فقال ((أنا سيد الناس يوم القيا مة))
3 - الجوارح: وهو ان يستعملها بطاعة المنعم وعلى ما يختص بهذه النعمه.
فمثلا شكر الله على نعمة العلم: ان تعمل به وتعلمه الناس وشكر الله على نعمة المال ان تصرفه بطاعة الله وتنفع الناس به وشكر الله على نعمة الطعام ان تستعمله فيما خلق له وهو تغذية البدن فلا تبني من العجين قصرا مثلا فهو لم يخلق لهذا الشيء
-لقول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
من باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيرهُ ص 173
الحمد الله والشكر له على نعمه ظاهرة وباطنة
وقوله (أَ ءِِِ لَهٌ مَّعَ اللهِ) الاستفهام للإنكار، أو بمعنى النفي، وهما متقاربان،أي:هل أحد مع الله يفعل ذلك؟ ّّ
الجواب: لا وإذا كان كذلك؛ فيجب أن تصرف العبادة لله وحده، وكذلك الدعاء؛ فالواجب على العبد أن يوجّه السؤال إلى الله تعالى، ولا يطلب من أحد أن يزيل ضرورته ويكشف سوءه وهو لا يستطيع.
**إشكال وجوابه:
وهو أنَّ الإنسان المضطر يسأل غير الله ويُستجاب له، كمن اضطرَّ إلى طعام وطلب من صاحب الطعام أن يعطيه فأعطاه؛فهل يجوز أم لا؟
الجواب إنَّ هذا جائز،لكن يجب أن نعقد أن هذا مجرَّد سبب لا أنَّه مستقل؛ فالله جعل لكل شيء سبباً، فيمكن أن يصرف الله قلبه فلا يعطيك،ويمكن أن تأكل ولا تشبع فلا تزول ضرورتك،ويمكن أن يسخره الله ويُعطيك.
* * * *
ص176 - -177 - القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
من باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيرهُ
ـ[سعد يحياوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 02:06 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:25 م]ـ
بارك الله فيك
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:28 م]ـ
وفي قوله (لَيسَ لََكَ مِنَ الأَمرِ شَىءٌ):أي:نزلت هذه الآية، والخطاب فيها للرسول صلى الله علية وسلم. و (شَىءٌ): نكرة في سياق النفي؛ فتعم.
قوله (الأًمرِ)؛أي: الشأن، والمراد:شأن الخلق،فشأن الخلق إلى خالقهم،حتى النبي صلى الله عليه وسلم ليس له فيهم شيء. ففي خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وقد شُجَ وجهه،وكسِرت رباعيته، ومع ذلك ما عذره الله_- سبحانه-في كلمة واحدة: (كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم؟)،فإذا كان الأمر كذلك؛ فما بالك بمن سواه؟ فليس لهم من الأمر شيء؛ كالأصنام، والأوثان، والأولياء، والأنبياء؛ فالأمر كله لله وحده،كما أنَّه الخالق وحده، والحمد لله الذي لم يجعل أمرنا إلى أحد سواه؛ لأنَّ المخلوق لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرَّا؛ فكيف يملك لغيره؟!
ونستفيد من هذا الحديث أنَّه يجب الحذر من إطلاق اللسان فيما إذا رأى الإنسان مبتلى بالمعاصي؛ فلا نستبعد رحمة الله منه، فإنَّ الله تعالى قد يتوب عليه. فهؤلاء الذين شجٌّوا نبيهم لما استبعد النبي صلى الله عليه وسلم فلاحهم؛ فيل له: ((لَيسَ لََكَ مِنَ الأَمرِ شَىءٌ).
والرجل المطيع الذي يمرُّ بالعاصي من بني إسرائيل ويقول: والله؛لا يغفر الله لفلان قال الله له: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ قد غفرت له وأحبطت عملك)؛
فيجب على الإنسان أن يمسك اللسان لأن زلَّته عظيمة،ثم إننا نشاهد أو نسمع قومًا كانوا من أكفر عباد الله وأشدهم عداوة انقلبوا أولياء لله، فإذا كان كذلك، فلماذا نستبعد رحمة الله من قوم كانوا عُتاة؟!
وما دام الإِنسان لم يمت؛ فكل شيء ممكن،كما أنَّ المسلم –نسأل الله الحماية-قد يزيغ قلبه لما كان فيه من سريرة فاسدة.
فالهم أنَّ هذا الحديث يجب أن يتخذ عبرة للمعتبر في أنَّك لا تستبعد رحمة الله من أي إنسان كان عاصيًا.
ص186 - 187باب قَْولُ اللهِ تَعَالَى:
(أَيشُرِكُونَ مَا يَخلُقُ شُيئًا وَهُم يُخلَقُونَ)
¥