لعلك لم تتدبري المقال ففيه نقض الشبهة التي سطرتيها،ومع ذلك فإن عبارة الشيخ ابن باديس خطأ سواء قصد المعنى الحق أو الباطل كما بين ذلك شيخ الإسلام في قوله:" .. من قال: إن الظاهر غير مراد، بمعنى: أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له: أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول: تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه. .. ".
وبالله التوفيق.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 05 - 08, 10:43 م]ـ
لعلك لم تتدبري المقال ففيه نقض الشبهة التي سطرتيها،ومع ذلك فإن عبارة الشيخ ابن باديس خطأ سواء قصد المعنى الحق أو الباطل كما بين ذلك شيخ الإسلام في قوله:" .. من قال: إن الظاهر غير مراد، بمعنى: أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له: أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول: تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه. .. ".
وبالله التوفيق.
كيف يتوهم منه البدعة وهو قال "نؤمن بحقيقتهما"
وما الفرق بين "الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهة" وبين "الظاهر المتعارف في حقنا"؟
هو لم يقول "ظاهر" بدون اي قرينة
وأقوى قرينة في كلامه هو قوله "حقيقتهما"
وقد ذكر الذهبي رحمه الله في أن هناك ظاهران:
قلت: قد صار الظاهر اليوم ظاهرين: أحدهما حق، والثاني باطل،
فالحق أن يقول: إنه سميع بصير، مريد متكلم، حي عليم، كل شئ هالك إلا وجهه، خلق آدم بيده، وكلم موسى تكليما، واتخذ إبراهيم خليلا، وأمثال ذلك، فنمره على ما جاء، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى، ولا نقول: له تأويل يخالف ذلك.
والظاهر الآخر وهو الباطل، والضلال: أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد، وتمثل البارئ بخلقه، تعالى الله عن ذلك، بل صفاته كذاته، فلا عدل له، ولا ضد له، ولا نظير له، ولا مثل له، ولا شبيه له، وليس كمثله شئ، لا في ذاته، ولا في صفاته، وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي، والله أعلم.
(سير أعلام النبلاء)
وقال في كتابه العلو:
المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالة مولدة ما علمت أحدا سبقهم بها قالوا هذه الصفات تمر كما جاءت ولا تأول مع إعتقاد أن ظاهرها غير مراد فتفرع من هذا أن الظاهر يعني به أمران
أحدهما أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب كما قال السلف الإستواء معلوم وكما قال سفيان وغيره قراءتها تفسيرها يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريفوهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته
الثاني أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة كما يتشكل في الذهن من وصف البشر فهذا غير مرادفإن الله تعالى فرد صمد ليس له نظير وإن تعددت صفاته فإنها حق
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:44 م]ـ
سؤال للأخت الفاضلة الكريمة: "العقيدة" بها يتضح أن نقولاتك عن الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - حجة عليك لا لك:
السؤال: هل الظاهر المراد من صفات الله - جل وعلا - لكل مسلم عاقل راجع عقله التشبيه؟
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:04 م]ـ
الجواب عن قولك: وما الفرق بين "الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهة" وبين "الظاهر المتعارف في حقنا"؟ هو:
القول الأول للحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فيه نفي كيفية الإتصاف المتبادرة لأذهان المشبهين، و هو حق.
أما القول الثاني لإبن باديس - رحمه الله تعالى - فيه نفي أصل المعنى و هو ظاهر مراد .. وهذا باطل، قال فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز - نفعنا الله بعلمه - كما في (شرح الطحاوية):" .. وصفات الرب - حل وعلا - ظاهرها مشتمل على أصل المعنى الذي نفهمه من اللغة، وأما كمال المعنى و تمامه و كيفية الإتصاف فهذا ليس ظاهرا في معنى الصفات و الأمور الغيبية، ولما توهموه أن الظاهر هو معرفة الكيفية و كمال المعنى صرفوا اللفظ عن ظاهره لهذا التوهم، ... ".اهـ
وبهذا يتضح الفرق وأن لفظة الشيخ ابن باديس-رحمه الله تعالى-غلط من عدة وجوه. والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:16 م]ـ
الجواب عن قولك: وما الفرق بين "الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهة" وبين "الظاهر المتعارف في حقنا"؟ هو:
القول الأول للحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فيه نفي كيفية الإتصاف المتبادرة لأذهان المشبهين، و هو حق.
أما القول الثاني لإبن باديس - رحمه الله تعالى - فيه نفي أصل المعنى و هو ظاهر مراد .. وهذا باطل، قال فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز - نفعنا الله بعلمه - كما في (شرح الطحاوية):" .. وصفات الرب - حل وعلا - ظاهرها مشتمل على أصل المعنى الذي نفهمه من اللغة، وأما كمال المعنى و تمامه و كيفية الإتصاف فهذا ليس ظاهرا في معنى الصفات و الأمور الغيبية، ولما توهموه أن الظاهر هو معرفة الكيفية و كمال المعنى صرفوا اللفظ عن ظاهره لهذا التوهم، ... ".اهـ
وبهذا يتضح الفرق وأن لفظة الشيخ ابن باديس-رحمه الله تعالى-غلط من عدة وجوه. والله أعلم.
عفوا أخي الفاضل
ولكن كيف يكون كلام الشيخ ابن باديس رحمه الله نافيا لأصل المعنى؟؟
فهو قال اولا "نؤمن بحقيقتهما" وإلى الآن لم تخبرني كيف يكون نافيا لظاهر النص بمعنى أصل المعنى وهو يؤمن بحقيقتها؟
اما قوله "الظاهر المتعارف في حقنا" فالذي فهمته منه كيفية صفاتنا .. فالمتعارف في حقنا فيما يتعلق باليد انه لحم وعظم وشعر .. الخ
اما اصل المعنى فلا ... وقوله "حقيقتهما" دليل واضح جدا في أنه يثبت اصل المعنى
لم يقل المتعارف عندنا ولكن قال المتعارف في حقنا
مع ضعف لغتي فهمت من كلمة "حقنا" انه يقصد الوصف والكيفية
فإذا كان هذا الفهم مني خاطئا فأرجو تصويبي.