تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْت ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ الْمُطْلَقَ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْجَنَّةَ؛ فَاسْتَثْنَى خَوْفًا مِنْ سُوءِ الْخَاتِمَةِ فَقَدْ أَصَابَ وَهَذَا مَعْنَى مَا يُرْوَى عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: عَنْ رَجُلٍ أَنْتَ مُؤْمِنٌ؟

،، كما جاء فى الشريعة للآجرى:

باب ذكر الاستثناء في الإيمان من غير شك فيه

قال محمد بن الحسين رحمه الله: من صفة أهل الحق، ممن ذكرنا من أهل العلم: الاستثناء في الإيمان، لا على جهة الشك، نعوذ بالله من الشك في الإيمان، ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال للإيمان، لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؟ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سئلوا: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار، وأشباه هذا، والناطق بهذا، والمصدق به بقلبه مؤمن، وإنما الاستثناء في الإيمان لا يدري: أهو ممن يستوجب ما نعت الله عز وجل به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا؟ هذا وطريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، عندهم أن الاستثناء في الأعمال، لا يكون في القول، والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون، به يتوارثون، وبه يتناكحون، وبه تجري أحكام ملة الإسلام، ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه لك، وبينه العلماء من قبلنا. روي في هذا سنن كثيرة، وآثار تدل على ما قلنا. قال الله عز وجل: لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين (1) وقد علم عز وجل أنهم داخلون، وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم المقبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» وقال صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله عز وجل» وروي أن رجلا قال عند عبد الله بن مسعود: أنا مؤمن فقال ابن مسعود: أفأنت من أهل الجنة؟ فقال: أرجو فقال ابن مسعود: «أفلا وكلت الأولى كما وكلت الأخرى؟ وقال رجل لعلقمة: أمؤمن أنت؟ قال: أرجو إن شاء الله قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى: وهذا مذهب كثير من العلماء، وهو مذهب أحمد بن حنبل واحتج أحمد بما ذكرنا، واحتج بمساءلة الملكين في القبر للمؤمن، ومجاوبتهما له، فيقولان له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث يوم القيامة إن شاء الله تعالى، ويقال للكافر والمنافق: على شك كنت، وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله


(1) سورة: الفتح آية رقم: 27

قلت: فالقاعدة السلفية الذهبية هى الاستثناء لا يكون فى القول والتصديق بالقلب، ولكنه يكون فى الاعمال الموجبة لحقيقة الايمان

والحمد لله رب العالمين

ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:11 ص]ـ
مشكور

ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 12 - 07, 07:27 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا على هذه الكلام الطيب

ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[16 - 12 - 07, 08:50 ص]ـ
هذا بعض من كلام ابن تيمية من الفتاوى

فصل. وأما " الاستثناء في الإيمان " بقول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله فالناس فيه على " ثلاثة " أقوال: منهم من يوجبه ومنهم من يحرمه ومنهم من يجوز الأمرين باعتبارين؛ وهذا أصح الأقوال. فالذين يحرمونه هم المرجئة والجهمية ونحوهم ممن يجعل الإيمان شيئا واحدا يعلمه الإنسان من نفسه كالتصديق بالرب ونحو ذلك مما في قلبه؛ فيقول أحدهم: أنا أعلم أني مؤمن كما أعلم أني تكلمت بالشهادتين وكما أعلم أني قرأت الفاتحة وكما أعلم أني أحب رسول الله؛ وأني أبغض اليهود والنصارى. فقولي: أنا مؤمن كقولي: أنا مسلم وكقولي: تكلمت بالشهادتين وقرأت الفاتحة وكقولي: أنا أبغض اليهود والنصارى ونحو ذلك من الأمور الحاضرة التي أنا أعلمها وأقطع بها وكما أنه لا يجوز أن يقال: أنا قرأت الفاتحة إن شاء الله كذلك لا يقول: أنا مؤمن إن شاء الله لكن إذا كان يشك في ذلك فيقول: فعلته إن شاء الله قالوا: فمن استثنى في إيمانه فهو شاك فيه وسموهم الشكاكة. والذين أوجبوا الاستثناء لهم مأخذان: (أحدهما أن الإيمان هو ما مات عليه الإنسان؛ والإنسان
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير