تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والتوسط أن يقال: تحل المعاملات وفق ما جاءت به النصوص، {وأحل الله البيع وحرم الربا} [البقرة: 275]، فليس كل شيء حراماً، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - باع واشترى، والصحابة رضي الله عنهم يبيعون ويشترون، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقرهم.

وأما الغلو في العادات، فإذا كانت هذه العادة يخشى أن الإنسان إذا تحول عنها انتقل من التحول في العادة إلى التحول في العبادة، فهذا لا حرج أن الإنسان يتمسك بها، ولا يتحول إلى عادة جديدة، أما إذا كان الغلو في العادة يمنعك من التحول إلى عادة جديدة مفيدة أفيد من الأولى، فهذا من الغلو المنهي عنه، فلو أن أحداً تمسك بعادته في أمر حدث أحسن من عادته التي هو عليها نقول: هذا في الحقيقة غال ومفرط في هذه العادة.

وأما إن كانت العادات متساوية المصالح، لكنه يخشى أن ينتقل الناس من هذه العادة إلى التوسع في العادة التي قد تخل بالشرف أو الدين، فلا يتحول إلى العادة الجديدة] اهـ.

الفائدة الحادية والخمسون: التنطع في صفات الله عز وجل.

في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.

قال – رحمه الله تعالى -:

[والتنطع أيضاً في المسائل الدينية يشبه الغلو فيها، فهو أيضاً من أسباب الهلاك، ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من التنطع في صفات الله تعالى والتقعر فيها، حيث يسألون عما لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم، وهم يعلمون أن الصحابة خير منهم وأشد حرصاً على العلم، وفيهم رسول الله الذي عنده من الإجابة على الأسئلة ما ليس عند غيره من الناس مهما بلغ علمهم] اهـ.

الفائدة الثانية والخمسون: الجواب عن شبهة أن للاحتفال بالمولد أصلا من السنة!

في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.

قال – رحمه الله تعالى -:

[فإن قيل: إن للاحتفال بمولده - صلى الله عليه وسلم - أصلاً من السنة، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: "ذاك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، أو أنزل على فيه"، وكان - صلى الله عليه وسلم - يصومه مع الخميس ويقول: "إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".

فالجواب على ذلك من وجوه:

الأول: أن الصوم ليس احتفالاً بمولده كاحتفال هؤلاء، وإنما هو صوم وإمساك، أما هؤلاء الذين يجعلون له الموالد، فاحتفالهم على العكس من ذلك.

فالمعنى: أن هذا اليوم إذا صامه الإنسان، فهو يوم مبارك حصل فيه هذا الشيء، وليس المعنى أننا نحتفل بهذا اليوم.

الثاني: أنه على فرض أن يكون هذا أصلاً، فإنه يجب أن يقتصر فيه على ما ورد، لأن العبادات توقيفية، ولو كان الاحتفال المعهود عند الناس اليوم مشروعاً لبينه النبي - صلى الله عليه وسلم -، إما بقوله، أو فعله، أو إقراره.

الثالث: أن هؤلاء الذين يحتفلون بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقيدونه بيوم الاثنين، بل في اليوم الذي زعموا مولده فيه، وهو اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، مع أن ذلك لم يثبت من الناحية التاريخية، وقد حقق بعض الفلكيين المتأخرين ذلك، فكان في اليوم التاسع لا في اليوم الثاني عشر.

الرابع: أن الاحتفال بمولده على الوجه المعروف بدعة ظاهرة، لأنه لم يكن معروفاً على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه] اهـ.

الفائدة الثالثة والخمسون: حكم الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال.

في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.

السؤال: عندنا ناس يجعلون لأبنائهم موالد .... ؟

فأجاب – رحمه الله تعالى -:

[هذا من البدع، لا يجوز؛ كل شيء يتخذ عيداً يتكرر كل أسبوع، أو كل عام أو كل شهر وليس مشروعاً، فهو من البدع، والدليل على ذلك: أن الشارع جعل للمولود شيئا معينا وهو العقيقة، ولم يجعل شيئاً بعد ذلك، واتخاذهم هذه الأعياد يوم فرح وسرور تتكرر كل أسبوع أو كل عام معناه أنهم شبهوها بالأعياد الإسلامية، وهذا حرام لا يجوز، وليس في الإسلام شيء من الأعياد إلا الأعياد الشرعية الثلاثة: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير