ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 07 - 08, 06:44 م]ـ
الفائدة الثانية عشرة بعد المائة: الرد على من قال إن: " الله أعلم " بمعنى " الله عالم "!
في باب: قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} [أل عمران: 175].
قال – رحمه الله تعالى – في قوله تعالى (( ... أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين)):
[وكلمة {أعلم}: اسم تفضيل، وقال بعض المفسرين ولا سيما المتأخرون منهم: (أعلم) بمعنى عالم، وذلك فراراً من أن يقع التفضيل بين الخالق والمخلوق، وهذا التفسير الذي ذهبوا إليه كما أنه خلاف اللفظ، ففيه فساد المعنى؛ لأنك إذا قلت: أعلم بمعنى عالم، فإن كلمة عالم تكون للإنسان وتكون لله، ولا تدل على التفاضل؛ فالله عالم والإنسان عالم.
وأما تحريف اللفظ، فهو ظاهر، حيث حرفوا اسم التفضيل الدال على ثبوت المعنى وزيادة إلى اسم فاعل لا يدل على ذلك.
والصواب أن {أعلم} على بابها، وأنها اسم تفضيل، وإذا كانت اسم تفضيل، فهي دالة دلالة واضحة على عدم تماثل علم الخالق وعلم المخلوق، وأن علم الخالق أكمل] اهـ.
الفائدة الثالثة عشرة بعد المائة: مما ابتليت به هذه الأمة في هذا الزمان النفاق.
في باب: قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.
قال – رحمه الله تعالى – في قوله –صلى الله عليه وسلم- ((إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله)):
[واليقين أعلى درجات الإيمان، وقد يراد به العلم، كما تقول: تيقنت هذا الشيء، أي: علمته يقيناً لا يعتريه الشك، فمن ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله؛ إذ إنك خفت الناس أكثر مما تخاف الله، وهذا مما ابتليت به الأمة الإسلامية اليوم؛ فتجد الإنسان يجيء إلى شخص فيمدحه، وقد يكون خالياً من هذا المدح، ولا يبين ما فيه من عيوب، وهذا من النفاق وليس من النصح والمحبة، بل النصح أن تبين له عيوبه ليتلافاها ويحترز منها، ولا بأس أن تذكر له محامده تشجيعاً إذا أمن في ذلك من الغرور] اهـ.
الفائدة الرابعة عشرة بعد المائة: فائدة لغوية: لا يمكن أن نعطف الجملة بعاطفين.
في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23].
قال – رحمه الله تعالى –في قوله تعالى ((وعلى الله فتوكلوا)):
[والفاء لتحسين اللفظ وليست عاطفة، لأن في الجملة حرف عطف وهو الواو، ولا يمكن أن نعطف الجملة بعاطفين، فتكون لتحسين اللفظ، كقوله تعالى: {بل الله فاعبد}، والتقدير: " بل الله أعبد "] اهـ.
الفائدة الخامسة عشرة بعد المائة: قاعدة: غالبا في الأحكام الخاصة يخاطب الله عزوجل رسوله بوصف النبوة.
في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23].
قال – رحمه الله تعالى- في قوله تعالى ((يا أيها النبي حسبك الله)):
[قوله تعالى: {يا أيها النبي}. المراد به الرسول - صلى الله عليه وسلم - يخاطب الله رسوله بوصف النبوة أحياناً وبوصف الرسالة أحياناً، فحينما يأمره أن يبلغ يناديه بوصف الرسالة، وأما في الأحكام الخاصة، فالغالب أن يناديه بوصف النبوة، قال تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} [التحريم: 1]، وقال تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} [الطلاق: 1]] اهـ.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 07 - 08, 08:31 م]ـ
الفائدة السادسة عشرة بعد المائة: ذكر قول أهل العلم في عطف قوله تعالى: ((ومن اتبعك من المؤمنين)).
في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
قال-رحمه الله تعالى-في قوله تعالى ((يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)):
[قوله: {حسبك الله}. أي كافيك، والحسب: الكافي، ومنه قوله أُعطي درهماً فحسب، وحسب خبر مقدم، ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر، والمعنى: ما الله إلا حسبك، ويجوز العكس، أي: أن تكون حسب مبتدأ ولفظ الجلالة خبره، ويكون المعنى: ما حسبك إلا الله، وهذا أرجح.
¥