وعن الصوم أنه سبب للتقوي، فالفوائد الدينية في العبادات هي الأصل والدنيوية ثانوية، لكن عندما نتكلم عند عامة الناس، فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي، فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية، ولكن مقام مقال] اهـ.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 07 - 08, 12:45 م]ـ
الفائدة العشرون بعد المائة: القتال في سبيل الوطن.
في باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.
قال – رحمه الله تعالى – في حديث ((طوبى لعبد آخذ بفرسه في سبيل الله)):
[قوله: " في سبيل الله ". ضابطه أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لا للحمية أو الوطنية أو ما أشبه ذلك، لكن إن قاتل وطنية وقصد حماية وطنه لكونه بلداً إسلامياً يجب الذود عنه، فهو في سبيل الله، وكذلك من قاتل دفاعاً عن نفسه أو ماله أو أهله؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قتل دون ذلك، فهو شهيد "، فأما من قاتل للوطنية المحضة، فليس في سبيل الله لأن هذا قتال عصبية يستوي فيه المؤمن والكافر، فإن الكافر يقاتل من أجل وطنه] اهـ.
الفائدة: الحادية والعشرون بعد المائة: فائدة لغوية: الاسم الموصول كالشرط في العموم.
في باب: من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: " من أطاع العلماء ". " من " يحتمل أن تكون شرطية، بدليل قوله: " فقد اتخذهم "، لأنها جواب الشرط، ويحتمل أن تكون موصولة، أي: "باب الذي أطاع العلماء ".
وقوله: " فقد اتخذهم ". خبر المبتدأ، وقرنت بالفاء، لأن الاسم الموصول كالشرط في العموم، وعلى الأول تقرأ " بابٌ " بالتنوين، وعلى الثاني بدون تنوين، والأول أحسن] اهـ.
الفائدة الثانية والعشرون بعد المائة: اعتداد العلامة العثيمين بتصحيح العلامة الألباني.
في باب: من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً.
قال – رحمه الله تعالى – في حديث: ((أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه .... )):
[وقد حاول بعض الناس أن يعل الحديث لهذا المعني مع ضعف سنده، والحديث حسنه الترمذي والألباني وآخرون وضعفه آخرون] اهـ.
الفائدة الثالثة والعشرون بعد المائة: التفصيل في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله تعالى.
في باب: من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وصف الله الحاكمين بغير ما أنزل الله بثلاثة أوصاف:
قال تعالى: (ومن لم يحم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [المائدة: 44]
وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) [المائدة: 45].
وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) [المائدة: 47].
واختلف أهل العلم مع ذلك:
فقيل: إن هذه الأوصاف لموصوف واحد، لأن الكافر ظالم، لقوله تعالى: (والكافرون هم الظالمون) [البقرة: 254]، وفاسق، لقوله تعالى: (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار) [السجدة: 20]، أي: كفروا.
وقيل: إنها لموصوفين مُتعدِّدين، وإنها على حسب الحكم، وهذا هو الراجح.
فيكون كافراً في ثلاثة أحوال:
أ) – إذا اعتقد جواز الحكم بغير ما أنزل الله، بدليل قوله تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون) [المائدة: 50]، فكل ما خالف حكم الله، فهو من حكم الجاهلية، بدليل الإجماع القطعي على أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله فالمُحل والمُبيح للحكم بغير ما أنزل الله مخالف لإجماع المسلمين القطعي، وهذا كافر مرتد، وذلك كمن اعتقد حلّ الزنا أو الخمر أو تحريم الخبز أو اللبن.
ب) إذا اعتقد أن حكم غير الله مثل حكم الله.
ج) إذا اعتقد أن حكم غير الله أحسن من حكم الله.
بدليل قوله تعالى: (ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) [المائدة: 50]، فتضمنت الآية أن حكم الله أحسن الأحكام، بدليل قوله تعالى مقرراً ذلك: (أليس الله بأحكم الحاكمين) [التين:8]، فإذا كان الله أحسن الحاكمين أحكاماً وهو أحكم الحاكمين؛، فمن ادعى أن حكم غير الله مثل حكم الله أو أحسن فهو كافر لأنه مُكذب للقرآن.
¥