تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - أن الإنسان يكسر بها الذل الذي حصل له بصنع المعروف إليه، لأن من صنع إليك معروفاً فلابد أن يكون في نفسك رقة له، فإذا رددت إليه معروفه زال عنك ذلك، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اليد العليا خير من اليد السفلي)، واليد العليا هي يد المعطي،وهذه فائدة عظيمة لمن صنع له معروف، لئلا يري لأحد عليه منة إلا الله عز وجل، لكن بعض الناس يكون كريماً جداً، فإذا كافأته بدل هديته أعطاك أكثر مما أعطيته، فهذا لا يريد مكافأة، ولكن يدعى له، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له)، وكذلك الفقير إذا لم يجد مكافأة الغني، فإنه يدعو له.

ويكون الدعاء بعد الإهداء مباشرة، لأنه من باب المسارعة إلى أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولأن به سرور صانع المعروف] اهـ.

الفائدة الرابعة والسبعون بعد المائة: معنى السؤال بوجه الله تعالى.

في باب: لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة.

قال – رحمه الله تعالى -:

[قوله: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة).

اختلف في المراد بذلك على قولين:

القول الأول: أن المراد: لا تسألوا أحداً من المخلوقين بوجه الله، فإذا أردت أن تسأل أحداً من المخلوقين، فلا تسأله بوجه الله، لأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة، فإذاً لا يسألون بوجه الله مطلقاً، ويظهر أن المؤلف يرى هذا الرأي في شرح الحديث، ولذلك ذكره بعد " باب: لا يرد من سأل بالله ".

القول الثاني: أنك إذا سألت الله، فإن سألت الجنة وما يستلزم دخولها، فلا حرج أن تسأل بوجه الله، وإن سألت من أمور الدنيا، فلا تسأله بوجه الله، لأن وجه الله أعظم من أن يُسأل به لشيء من أمور الدنيا.

فأمور الآخرة تسأل بوجه الله، كقولك مثلاً: أسألك بوجهك أن تنجيني من النار، والنبي - صلى الله عليه وسلم - استعاذ بوجه الله لما نزل قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم}، قال: أعوذ بوجهك، {أو من تحت أرجلكم}، قال: أعوذ بوجهك، {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} [الأنعام: 65]، قال: هذه أهون أو أيسر).

ولو قيل: إنه يشمل المعنيين جميعاً، لكان له وجه] اهـ.

يتبع ....

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 09 - 08, 06:06 م]ـ

يرفع لحين ميسرة!، ثم نواصل إن شاء الله تعالى.

ـ[أم حُذيفة]ــــــــ[15 - 09 - 08, 02:20 ص]ـ

جزيتم خيراً،،

ولا حرمكم ربي الأجر،،

ورحم اللهُ شيخنا العُثيمين وأسكنهُ فسيح جنَّاته،،

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 06:27 م]ـ

وإياكم.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 04:19 م]ـ

الفائدة السادسة عشرة بعد المائة: ذكر قول أهل العلم في عطف قوله تعالى: ((ومن اتبعك من المؤمنين)).

في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.

قال-رحمه الله تعالى-في قوله تعالى ((يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)):

[قوله: {حسبك الله}. أي كافيك، والحسب: الكافي، ومنه قوله أُعطي درهماً فحسب، وحسب خبر مقدم، ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر، والمعنى: ما الله إلا حسبك، ويجوز العكس، أي: أن تكون حسب مبتدأ ولفظ الجلالة خبره، ويكون المعنى: ما حسبك إلا الله، وهذا أرجح.

قوله: {ومن اتبعك من المؤمنين}. {من} اسم موصول مبنية على السكون، وفي عطفها رأيان لأهل العلم: قيل: حسبك الله، وحسبك من اتبعك من المؤمنين، فـ {من} معطوفة على الله لأنه أقرب، ولو كان العطف على الكاف في حسبك لوجب إعادة الجار، وهذا كقوله تعالى: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 62]، فالله أيد رسوله بالمؤمنين، فيكونون حسباً له هنا كما كان الله حسباً له.

وهذا ضعيف ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منسكه) وهو ضمن المجموع وطبع مفردا:

((وَأَمَّا التَّوَكُّلُ فَعَلَى اللَّهِ وَحْدَهُ وَالرَّغْبَةُ فَإِلَيْهِ وَحْدَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ} وَلَمْ يَقُلْ وَرَسُولُهُ.

وَقَالُوا: {إنَّا إلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} وَلَمْ يَقُولُوا هُنَا: وَرَسُولُهُ كَمَا قَالَ فِي الْإِيتَاءِ،

بَلْ هَذَا نَظِيرُ قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ *وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}.

وَقَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ:

(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قَالَهَا إبْرَاهِيمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ {قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًاوَقَالُواحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أَيْ: اللَّهُ وَحْدَهُ حَسْبُك وَحَسْبُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اتَّبَعُوك.

وَمَنْ قَالَ: إنَّ اللَّهَ وَالْمُؤْمِنِينَ حَسْبُك فَقَدْ ضَلَّ بَلْ قَوْلُهُ مِنْ جِنْسِ الْكُفْر، فَإِنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ هُوَ حَسْبُ كُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ، والحسب الْكَافِي كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.

وَلِلَّهِ تَعَالَى حَقٌّ لَا يَشْرَكُهُ فِيهِ مَخْلُوقٌ: كَالْعِبَادَاتِ، وَالْإِخْلَاصِ، وَالتَّوَكُّلِ، وَالْخَوْفِ،وَالرَّجَاءِ،وَالْحَجِّ،وَالصَّلَاةِ. وَالزَّكَاةِ. وَالصِّيَامِ، وَالصَّدَقَةِ)) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير