الجواب على هذه الشبهة:
هذا صحيح من احد الجوانب، فان السنة لم تدون أسانيدها الا فى وقت متأخر أما متون الاحاديث فمن المفروغ منه انه دونها بعضهم فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما دون وكتب بعض الاحاديث لنفسه وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة لبعض الوفود فكتبولا لهم كتابا ببعض احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا على بن ابى طالب رضي الله عنه كان عنده صحيفة لما سئل: ما عندكم غير الوحي عن رسول الله صلى الله لعيه وسلم؟ قال: ما عندنا الا كتاب الله وهذه الصحيفة وفيها جملة احكام.
وعلى هذا فقد كان بعض السنة مدونا فى اخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام لكن هذا ليس بصفة عامة، حيث ان اغلب السنة كان غير مدن ومن دون فقدج دون لنفسة او لجماعة بامر النبي صلى الله عليه سلم.
الا ان اذهان اولءك كاتنت اذهانا سيالة تغنيهم عن التقييد والكتابة وقد منعوا من الكتابة ابتداء مخافة ان تلتبس السنة بالقرآن وهذا ثابت فى الاحاديث الصحيحة فى كتاب العلم فى صحيح البخاري، وغيره من داووين السنة.
اما الاسانيد فلم تكن تكن طويلة فى القرن الاول حتى يحتاج المسلمون الى تدوين هذه الاسانيد وقد انتهت خلافة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه على رأس المائة والحال هذه فى قوة الدولة الاسلامية وفى تمتاسك المسلمين وحرصهم على الدين وبقاء عدد من الصحابة رضى الله عنهم ياخذ عنهم التابعون ومن وجد الى عهد عمر بن عبد العزيز فقد التقى ببعض الصحابة فهو تابعى الا انه يوجد تابعون كبار واوساط تابعين وصغار تابعين فمن اين علم هؤلاء المعارضين ان الذين نقلوا عن الصحابة لم يدونوا لانفسهم ولم كتبوا اسم الصحابي الذي روى لهم انما الي تأخر بعد المائة جمع المتون والاحاديث فى دواوين مختلطة بالآثار والفقهيات اولا ثم جرد هذا من هذا فى بعض الكتب كما جرد صحيح مسلم من الاثار والفقهيات وبقى الوضع على هذا فى بعض الدواوين مثل صحيح البخاري وكذلك موظأ مالك الذي فيه ما بين مالك والصحابي رجل واحد احيانا كنافع – مولى ابن عمر - - واحيانا يكون غيره.ففي رد رد هذه الشبهة يراعي ما يلى:
اولا: انه لم يكن هناك بعد السند الطويل الذي يحتاج الى تدوين والى كتابة الدواوين.
ثانيا: انه ليس فى تأخر تدوين الحديث الى ما بعد ذلك دليل على ان اولئك الاتباع لم يكتبوا من ورووا عنه من شيخ او شيخ شيخ والسند فى ذلك الوقت لم يكن فيه سوى راو واحد او اثنين.
ثالثا: ثم الشروط التى اشترطت من جهة الضبط وعدالة الراوى وامانته واتصال السند كفيلة يبعث الثقة فى النفس بان هذا ثابت عن الرسول صلى الله عليه و سلم
ـــــــــ
استفسار وبيانه
ــ
س2: هل فى السنة شرع مبتدأ ليس له اصل فى القرآن او زيادة على هذا القرآن فاذا كان الامر كذلك فكيف نفرق قول الشاطبي فى الموافقات باثره ومن تفرع من الراجح من كبار العلماء العز بن عبد السلام فى كتابة الفوائد؟
الجواب: اما السؤال: هل فى السنة احاديث ليست فى القرآن أو اصلها ليس فى القرآن؟ فهذا فيه خلاف ذكره الشاطبي فى الموافقات وكذلك غيره، والخلاف فى هذا يكاد يكون لفظيا لان الذين اختاروا انه ليس فى السنة شيء زائد على ما فى القرآن وانما كل ما وجد فى السنة فهو بيان لاصل فى القرآن فهؤلاء يتأولون ما قال مخالفوهم بانه ليس فى القرآن بل وائد.
فمثلا فى الحديث الذي فيه النهي عن الجمع بين المرأة وخالتها أو عمتها علل فيه الرسول علسه الصلاة والسلام هذا النهى فقال: " ان تفعلوا ذلك تقطعوا ارحمامكم " فبين صلى الله عليه وسلنم ان هذا وسيلة لقطيعة الرحم.
وهذا التعليل جعله الشاطبي وجماعة اصلا من الاصول وبين ان هذا الاصل من القرآن وهو الذي بنى عليه حريم الام وتحريم الزواج بالبنت، وتحريم الزواج بالآخت، لانه يصير فيه جانبان متقابلان متعارضان حقوق الزوجية للزوج، وحق امه عليه، وهى اقوى من حرم نكاحه، ولذلك جاء فى اول المحرمات فى الآية وكلما تأخر كان اخف فىالمفسدة وفى تعارض الحقوق:
فلما بين الله تعالى فىى القرآن الاصل الذي بني عليه تحريم نكاح الامهات والاخوات، وهو ان ذلك يؤدى الى تعارض الحقوق وتقطع الارحام اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا فى حديث النهي عن الجمع بين المرأة وعممتها وبين المرأة وخالتها.
¥