وعلى هذا يكون حديث النهي بيانا للتعليل الذي بني عليه تحريم من حرم نكاحه فى نص القرآن وقد فهمه النبي صلى الله عليه وسلمن وعلل به وبهذا لم يكن الحديث زائدا عن التقعيد الذى فى لقرآن انما هو استباط من ذلك التقعيد.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[12 - 01 - 08, 12:02 ص]ـ
عنده القوة التى تؤهله للاستباط من كتاب الله او سنة رسوله وكان التحريم فيه اخف لان تقطيع الرحم فيه اقل وتعارض الحقوق فيه اقل فجاء التحريم فى الجمع دون التحريم فى اصل الزواج فله ان يطلق المرأة ويتزوج عمتها او يطلق المرأة ويتزوج خالتها.
وكذلك فان اصل هذا التقعيد الذى فيه خفة فى المفسدة موجود فى تحريم الجمع بين الاختين لان الضرة من شانها ان يقع بينها وبين ضرتها الخصومة فحرم الجمع بينهما مخافة المضارة التى هى من شان البشر وخاصة النساء فحرم الجمع دون ان يحرم تزوج الاخت بعد وفاة اختها او بعد طلاق اختها ومن اجل هذا يقول الشاطبي ومن وافقه: انه مبني على تقعيد مستنبط من القرآن فهو بيان لا تأصيل.
اما غيرهم فنظر الى الظاهر وان هذا الحكم لم يكن موجودا نصا إذا هو زائدا على ما فى القرآن وهذا التعليل موجود فى الموافقات للشاطبي ومن احب فليرجع اليه.
س3: فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الداء والدواء فى جناحى الذباب هل جناح الذباب الذي فيها دواء موافق لهذا الداء الذي فى الجناح الاخر؟ داء او مرض غيره؟ وهل الذباب المذكور فى الحديث هو الذباب المعروف؟
الجواب على هذا يتضح مما ياتى:
اولا: المعروف بالذباب فىى لغة العرب هو هذا النوع الذي يسقط على القاذورات والاوساخ والذى يسقط فى الطعام او الشراب وبهذا الفهم ايضا هو ما يقصده الاطباء فهو ليس عاما اذن فى كل ما يطير بجناحيه.
ثانيا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبرنا فى هذا الحديث ان فى احدى جناحيه داء والاخرى دواء وهذا يدلنا على ان المراد بالجناح جناح هذا الذباب الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام والرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر فى هذا عن كونه دواء لغير هذا لداء لانه يعلل ما ذكر فى كلامه بالغمس ولم يجعل صلى الله عله وسلم هذا تعليلا عاما لعلاج كل داء وانما ذكره بمناسبة الداء فى جناح الذبابة. يقول: " فان فى احد جناحيه داء وفى الاخر شفاء ".
اذن فقوله صلى الله عليه وسلم عن دواء فى الجناح هو دواء للداء الذي ينزل من الجناح الاخر ولا يصح ان يقال ان هذا يتعدى الى علاج داء اخر الا بدليل فالاصل ان ذلك يخص كما ذكر فى الخبر ولا يجوز تعديه الى غيره مثل اى طبيب يقول هذا الدواء دواء لهذا الداء فلو ذهبت الى الصيدلية لوجدتها مملوءة بالادوية وكل ما فيها يقال انه دواء لكن لا يتعمل كل دواء فى الصيدلية لكل داء ايا كان بل الأدوية التى فى الصيدلية موزعة على الادواء والامراض، وفق خاصية الداء وخاصية الدواء.
وعلى هذا فلابد للانسان ان يقف عندما اخبر به الرسول عليه الصلاة السلام دون ان يتجاوزه بجعل هذا الدواء دواء لكل داء.
ــــــــــ
الجمع بين حديث الذباب
وحديث انتم اعلم بامور دنياكم
ـــــ
س: كيف نجمع بين حديث الذباب وبين قوله ص فى الحديث الذي رواه مسلم انتم اعلم بامور دنياكم "
الجواب: كان الرسول صلى الله عليه وسلم فى ارض عربية والبلاد والبلاد بلاد نخيل وهو يعرف شيئا ما عن هذا فى الجملة ولا اقول انه يعرف كمعرفة الزراع او ارباب النخيل والثمار لكنه مطلع على ذلك فى الجملة، والرسول عليه الصلاة والسلام ما قال انا اعلم بامور دنياكم، بل نفى انه اعلم بامور الدنيا منهم نفى هذا فى مسألة النخيل وفى غيرها فالشؤون التى تصل بالدنيا هم فيها اعلم وانما يعلم منها ما اوحى الله به اليه.
وحيث ان الشيء الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام واشباهه مما رجع عنه مثل هذه الامور الاجتهادية فهذا يدلنا على انه قال فيها باجتهاده ولهذا رجع عنها اما الذى لا مدخل للاجتهاد\ فيه مثل حديث الذبابا انما مثله يقال من طريق الوحى بدليل التعليم الذي اشعر بذلك كما تقدم فى السؤال السابق.
وحيث انه لم يقل فيه صلى الله عليه وسلم: " انتم اعلم بامور دنياكم " ولم يرجع عنه ولم يعارضه احد فهذا محمول على انه وحى من الله.
¥