تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(المفاجأة) , و هذا صحيح , إذ لا يعلم أحد متى يموت , سيما إن كانت الوفاة فجأة

(دون علة) , و هذا ما قصدوه قطعا , لا تشبيه الملائكة ب (الخاطفين)!!!!

ـ[الجهشياري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 06:22 م]ـ

الحمد لله وحده.

وبعد:

عبارة "اختطفه الموت" لا تعني بعض دلالاتها الحديثة المتبادرة إلى الذهن، أو بالأحرى: إلى ذهن من ليس له إلمام بدلالات الألفاظ في اللغة العربية. فالاختطاف هنا هو بمعنى: الانتزاع، أي: انتزعه الموت من الدنيا، ومن أهله ... إلخ. قال تعالى: (وقالوا إن نتَّبع الهدى معك نُتَخَطَّف مِن أرضنا) أي: نُنتزع بسرعة. وقد استعمل هذه العبارة ابن الجوزي في "المدهش"، واستعملها ابن عقيل قبله، ولم يُنكرها عليهما أحد ممن سلف. والعبارة المشار إليها شبيهة بأخرى يكثر استعمالها، وهي قولهم: "عاجلته المنيَّة". وقد استعملها جملة من العلماء الأجلاء، مثل الخطيب البغدادي، وابن كثير، وأوردها الشيخ ناصر الدين الألباني نقلا عن الحافظ و"لم تصدمه"!

فقولهم: "عاجلته المنية" لا يعني أن الموت جاء قبل أوانه أو أن ملك الموت استبق الأجل، بل العبارة تعكس شعور الأحياء تجاه موت الفجأة الذي قد يصيب الشاب، أو الطفل، أو الصحيح الذي لا يعاني من مرض، أو من شرع في مشروع ولم يكن أحد يتوقع أحد أن الموت سيكون سببا في إيقافه ... إلخ.

وكذا الأمر بالنسبة إلى قولهم "اختطفه الموت". فهذا لا يعني أن الموت اختلسه ظلما، بل هي صيغة يعبر بها عن موت الفجأة والوفاة المباغتة غير المتوقعة. وهذا المعنى يستأنس له بقوله تعالى: (أو لم يروا أنّا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم) وبما قاله العلماء في تفسير هذه الآية.

وبما أن هذه العبارة ليست بدعاء ولا بمعنى الدعاء، ولأنها لا تُستَعمل تعبُّدا، ولأنه المقصود من معناها لا يتعارض مع صميم العقيدة، فلا مانع من استخدامها. وإن كان الأولى استعمال المأثور عن السلف في مثل هذه المقامات.

وها هي ذي اشغالات الأخرى "تختطفني" .. فأعتذر للأخ الكريم. ورجائي ألا نبادر إلى اتهام العلماء والدعاة، انطلاقا من عبارات وألفاظ موهمة أو تشتبه على أذهاننا. وغفر الله لنا جميعا، ورزقنا الرشاد والسداد.

ـ[مروان الحسني]ــــــــ[14 - 01 - 08, 09:52 م]ـ

(بل هي صيغة يعبر بها عن موت الفجأة و الوفاة المباغتة غير المتوقعة)

صدقت أستاذي الفاضل , هذا هو المعنى بكل إختصار ...

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:31 م]ـ

أخي الفاضل الجهشياري حفظه الله ...

كم أفدت من تعليقك ولو علمت أنك تلفتني إلى خير كما صنعت أو تفيدني كلما كتبت لفعلت ذلك مرارا من أجل فوائدك ..

بارك الله فيك وحفظك وسددك وزادك علما ..

لكن ليتسع صدرك الكريم لهذه التعقيبات من باب التواد العلمي لا التناظر فمن أنا من مثلك؟؟!!!

عبارة "اختطفه الموت" لا تعني بعض دلالاتها الحديثة المتبادرة إلى الذهن، أو بالأحرى: إلى ذهن من ليس له إلمام بدلالات الألفاظ في اللغة العربية.

بارك الله فيك أخي الجهشياري وحفظك .... "فإن أصل دلالة الخطف اللغوية هي الاستلاب والسرقة وليست مجرد دلالة حديثة. قال العلامة ابن فارس في مقاييسه وانتم تعلمون انه كتاب تأصيل للجذور اللغوية]: " (خطف) الخاء والطاء والفاء أصلٌ واحدٌ مطّرِد منقاس، وهو استلابٌ في خفّة. فالخَطْف الاستلاب. تقول. خَطِفْتُه أخْطَفُه، وخَطَفْتُه أخطِفُه. وبَرْقٌ خاطفٌ لنور الأبْصار. قال الله تعالى: {يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَِفُ أَبْصَارَهُم (1)} [البقرة 20]، والشيطان يخطَِف السَّمع، إذا استرق. قال الله تعالى: {إلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَة} [الصافات 10]. ويقال للشيطان: "الخَطّاف"، وقد* جاء هذا الاسم في الحديث" (مقاييس اللغة 2/ 158)

فالاختطاف هنا هو بمعنى: الانتزاع، أي: انتزعه الموت من الدنيا، ومن أهله ... إلخ. قال تعالى: (وقالوا إن نتَّبع الهدى معك نُتَخَطَّف مِن أرضنا) أي: نُنتزع بسرعة. وقد استعمل هذه العبارة ابن الجوزي في "المدهش"، واستعملها ابن عقيل قبله، ولم يُنكرها عليهما أحد ممن سلف.

حفظك الله أخي .. ولا شك أن ابن الجوزي وابن عقيل رحمهما الله من أفذاذ العلماء، ومع ذلك فكل يؤخذ من كلامه ويترك .. وقد استعملها ابن الجوزي مرة في المدهش ومرة في التلبيس .. وأنتم أعلم أن العلماء ياخذون على ابن الجوزي تجوزه في الالفاظ مع أنهم لم يحصوا ما أخذوا عليه منها ..

والعبارة المشار إليها شبيهة بأخرى يكثر استعمالها، وهي قولهم: "عاجلته المنيَّة". وقد استعملها جملة من العلماء الأجلاء، مثل الخطيب البغدادي، وابن كثير، وأوردها الشيخ ناصر الدين الألباني نقلا عن الحافظ و"لم تصدمه"!

لعل اكبر دليل على عدم الشبه بين العبارتين ان العلماء استخدموا هذه كثيرا في تراجمهم للسابقين ومع ذلك هجروا الثانية هجرا تاما فلم توجد في كتاب من كتب التاريخ لا عند الذهبي ولا ابن كثير ولا غيرهم مع إكثارهم من عبارة "عاجلته المنية" لأن هذه معناها عاجلته أن يتم عملا بعينه أو يتمتع بشباب أو برياسة .. الخ .. وهو معنى مستقيم ..

وكذا الأمر بالنسبة إلى قولهم "اختطفه الموت". فهذا لا يعني أن الموت اختلسه ظلما، بل هي صيغة يعبر بها عن موت الفجأة والوفاة المباغتة غير المتوقعة.

لا أرى هذا القياس والمماثلة واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .. وأما أنها "صيغة يعبر بها عن موت الفجأة والوفاة المباغتة غير المتوقعة" كما قلت اخي فهذا شيء يحتاج إلى تقصٍّ لاستعمال العرب لها، وأنى هو؟؟

ورجائي ألا نبادر إلى اتهام العلماء والدعاة، انطلاقا من عبارات وألفاظ موهمة أو تشتبه على أذهاننا. وغفر الله لنا جميعا، ورزقنا الرشاد والسداد.

جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الكريم .. والحمد لله اني لم أبادر لاتهام داعية او عالم وإنما اعتذرت لمن بدر منه هذا اللفظ او لم يلتفت إليه على فرض أنه خطا .. ومن اتَّهم فعليه التهمة وبارك الله فيك أن اتسع صدرك لمثلي ..

==

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير