ـ[يسري]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:49 ص]ـ
الأخ عمار السلام عليكم واسمح لي ببعض الملاحظات
1 - يبدو لي أن الباحث لم يقصد بالاحتمال ما أشرت إليه من عدم قطعية المكتشفات العلمية، وإنما أراد دخول الاحتمال في دلالة الآية أو الحديث على المكتشف، يعني {يغشاه موج من فوقه موج} مثلا تحتمل إرادة الأمواج السطحية المرئية كما عند مفسري السلف، وتحتمل الموج الباطني والموج السطحي كما في المكتشف، وتحتمل الأمرين معا، والأول مراد قطعا وإلا لزم تجهيل السلف، لكن لا إعجاز فيه، والثاني لا دليل قطعيا على أنه مراد، والثالث يدخله الدور.
فهل يصح التحدي أو التعجيز بما هو مجرد احتمال؟
2 - أشار الدكتور الباحث حفظه الله إلى إشكالية خطيرة، ألا وهي فتح باب الاستدراكات العلمية على القرآن والسنة بمجرد الاحتمال في دلالة اللفظ قياسا على إجراء الاحتمال في الإعجاز، يعني لو ادعى ملحد أن الآية {تغرب في عين حمئة} مثلا تناقض الحقائق الفلكية عن الشمس، أو أن من يكتفي بالقرآن في تقدير أحجام الأجرام السماوية يتصور تناسبا بين الشمس والقمر أو بين السماء والأرض في الحجم، أو أن سبب تعاقب الليل والنهار هو دوران الشمس والقمر حول الأرض، أو غير ذلك مما فهمه المسلمون من القرآن قبل المكتشفات الحديثة.
3 - نبه أيضا إلى أن هنالك حقائق علمية مكتشفة كبرى في الطب والجغرافية والفلك والكيمياء والفيزياء وغيرها كانت أولى بالإشارة إليها لو كان الإعجاز العلمي من مقاصد القرآن.
4 - أشار إلى تساؤل وجيه: لو كان القرآن مشيرا إلى هذه المكتشفات فهلا ولدت على أيدي أهل القرآن؟! ولاحظ أنها مجرد مكتشفات وليست اختراعات، حتى لا يقول قائل: السبب تقصير المسلمين، فالمسألة لا مجال فيها للتقصير؛ إذ لا تتطلب أكثر من إعلان هذ الحقيقة أو تلك، كما يعتقد المسلمون مثلا أن السموات سبع لا أكثر ولا أقل، وكما يعتقدون مثلا أن التشاؤم بالبومة خرافة لا تستند إلى أصل علمي.
ـ[حجر]ــــــــ[30 - 01 - 08, 01:15 ص]ـ
تحية لجميع الإخوة.
الحقيقة أن الأخ يسري بملاحظاته عبر عن فحوى البحث كما فهمته، ونأمل من الأخوين عمار ومجدي وغيرهما ممن له تحفظ على نتائج البحث إبداء آرائهم في الشروط التي ارتآها الباحث الكريم لصحة دعوى الإعجاز العلمي في شيء من نصوص القرآن والسنة.
وفيما يلي مقدمة البحث لمن لم يطلع:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فإنه لما كانت النبوة المحمدية خاتمة النبوات، وآخر الرسالات، والتكليف بها عاما
للثقلين، جعل الله تعالى أعظم دلائلها في القرآن العظيم، المحفوظ إلى يوم القيامة بكفالة رب
العالمين، ونوع وجوه دلالته عليها بما ييسر وقوف الناس على هذه الدلالة العظمى، فهو دال
على النبوة من جهة بلاغته وفصاحته، كما أنه دال على النبوة من جهة ما جعل الله فيه من
أنواع العلوم الإلهية والتشريعات الربانية المفصلة، الهادية إلى أحسن الأقوا ل والأخلاق
والأعمال، وهو كذلك دال على النبوة من جهة ما فيه من أنباء الغيب الماضية التي ما كان
يعلمها محمد ولا قومه من قبل أن يوحى إليه، وشهد بصدقها المنصفون من أهل الكتاب السابق، وكذا أنباء الغيب المستقبلية التي تحققت ولا تزال تتحقق شاهدة بأنه من عند عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.
وأيا من هذه الوجوه تجده يحمل خاصيًة ملازِمًة ضرورية في دلائل المطالب العقدية الكبرى، ألا وهي الارتباط اليقيني الواضح بين الدليل والمدلول، فلا مجال هنا للاحتمال، ولا لغلبة الظنون وترجيحات الأقوال، ومما هو مقرر أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال (1)، وإلا يكن ذلك في جميع الأحوال، فإنه دون شك جار في المطالب اليقينية.
ومع تعدد هذه الوجوه اليقينية، وتنوعها و َ غنائها التام في إثبات النبوة المحمدية، وإقامة الحجة بها على كل إنسان، في كل زمان ومكان، فقد ظهر اتجاه جديد في بيان وجه دلالة القرآن على النبوة، ينظر إلى الوجوه السابقة التقليدية على أنها مع صحتها ومناسبتها وتأثيرها وجدواها في العصور السابقة لم تعد مجدية في الخطاب الديني المعاصر، وراح أصحاب هذا الاتجاه يتبنون لونا جديدا يرونه من دلالات القرآن على النبوة، هو ما اصطلحوا على تسميته: "الإعجاز العلمي "، الغرض منه دفع تهمة مصادمة الدين الصحيح للمكتشفات العلمية
¥