تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما النوع الثاني فهو من باب النداء والدعوة التي لا يصاحبها شيء من معاني القسم الأول لا رجاءً ولا خوفاً ولا تعظيماً للمدعو. وهذا وارد في لسان الشارع وهو جائز. ومثال ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حقوق المسلم على أخيه (فإذا دعاك فأجبه) فالمقصود بالدعاء هنا المناداة والدعوة إلى وليمة ونحوها.

* الاستغاثة:

الاستغاثة فهي: طلب الغوث عند نزول شدة. هذا هو المعنى الذي قرره أئمة اللغة. قال ابن فارس (الغوث كلمة واحدة من الإغاثة وهي طلب النُصرة والإعانة عند الشدّة) فقيّد رحمه الله الأمر بنزول الشدائد، ومن ثم يعرف أن الاستغاثة أخص من الدعاء مطلقاً إذ إن الدعاء قد يكون عند نزول شدة وقد يكون في حال الرخاء، وهذا متعلق بدعاء المسألة لا بدعاء العبادة والثناء.

الشرط الأول فمتعلق بالشيء الذي يراد الاستغاثة منه، وهو ألاّ يكون من خصائص الله سبحانه وتعالى، وأن يقدر عليه جنس بني آدم.

• وأما الشرط الثاني فمتعلق بالمستغاث به، وفيه أمران:ــ

ـ الأول: أن يكون حياً.

ـ والثاني: أن يكون حاضراً.

فإذا توفر هذان الشرطان صح الدعاء و الاستعاذة و الاستغاثة بغير الله، وجاز أن يستغيث مخلوق بمخلوق مثله، وإما إن انتفت هذه الشروط أو بعضها فإن الدعاء والاستعاذة و الاستغاثة تكون شركية.

*التوكل:

التوكل على الشيء الاعتماد عليه؛ والتوكل على الله تعالى: هو صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به، وفعل الأسباب النافعة التي جعلها الله تعالى أسبابا.

وهو من تمام الإيمان وعلاماته لقوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (المائدة: الآية23).

وإذا صدق العبد في اعتماده على الله تعالى، كفاه الله تعالى ما أهمه لقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق: الآية3)، أي: كافيه، ثم طمأن المتوكل بقوله: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} {الطلاق: الآية3}، فلا يعجزه شيء أراده.

فالتوكل عبادة جليلة من العبادات التي يجب ألا توجه ولا تصرف إلا لله عز وجل

وإنما مثل التوكل والعبادة كمثل الرأس والجسد، فلا تقوم العبادة إلا على ساقين، والساقان هما: التوكل.

ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه (طريق الهجرتين) و (المدارج) عن أحمد رحمه الله أنه قال: " التوكل هو العبادة ".

قال تعالى: {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} وقال تعالى: {وعلى الله فليتوكل المتوكلون} وقال تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} وقال تعالى: {فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} أي غير المؤمنين وغير المسلمين يتوكلون على غير الله؛ أو من توكل على غير الله فليس بمؤمن ولا مسلم، وقال تعالى {وإذا عزمت فتوكل على الله}، وقال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} إذا الذي يموت لا تتوكل عليه؛ وقال تعالى: {وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} يعني لا تتوكل على الذي لا يراك لأنه إن كان لا يراك فجدير ألا يعينك ولا ينفعك، ولا تتوكل على الضعيف الذي يغالب ويمرض ويقتل ويموت؛ وجزما أنت تتفق معي أن الذي يتوكل على غير الله فهو مشرك أليس كذلك؟ إذاً ما تقول فيمن يتوكل علي (علي) رضي الله عنه؟! ستقول لي: كيف يتوكل على (علي)؟!! أقول لك: أنت ركبت السيارة وقلت حينما ركبت: (يا الله):ماذا تريد من الله؟ حتما ستقول: أريد أن يحفظني من الشرور وغوائل الطريق والحوادث وأن يعينني على سفري؛ طيب ركبت السيارة وقلت حينما ركبت: (يا علي) ماذا تريد من علي رضي الله عنه؟! فأنت حينئذ ستقول: لي أحد ثلاثة احتمالات: الاحتمال الأول/ أن تقول واسطة وشفاعة بينك وبين الله وبالتالي تكون قد شابهت المشركين الذين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الذين قال الله فيهم (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم و لا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لايعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) يونس (18) فهل الإله؛ الله تبارك وتعالى يحتاج إلى من يعلمه بما لا يعلم في السماء أوفي الأرض حتى يشبهه بملوك الأرض الذي يحتاجون الحاجب والجاسوس ليعلمهم بأخبار ما خلف باب قصرهم؟!! وقال الله تبارك وتعالى (ألا لله الدين الخالص؛

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير