تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لايهدي من هو كاذب كفار) الزمر (3) 0 وتأمل

قوله تعالى (أولياء) في الآية 0فلا فرق بين أولئك وهؤلاء في الاعتقاد بالأولياء من هذا الجانب 0

الاحتمال الثاني/ أن تقول إنما هو لغو وعبث وهذا بعيد أي إنك لن تقول هذا الاحتمال؛ لأن العبث واللغو الدائم لايصدر من عاقل وإنما يصدر من سفيه أو مجنون؛ وهذا كما لايخفى عليك يقول فيه عليه الصلاة والسلام: (رفع القلم عن ثلاثة .. وعن المجنون حتى يفيق) 0

الاحتمال الثالث/ أن تقول هذا يصدر من الجهال؟ فنقول لك لقد سمعنا هذا يصدر من متعلمي الشيعة ومن علمائهم فلا داعي لهذا العذر؛ ثم كم عدد هؤلاء الجهال؟!! إنهم ملايين!! والتوحيد هل جاء لأفراد قليلين؛ أم جاء للعالمين؟!! فتأمل ولا تتعجل.

واعلم أن التوكل أنواع:

الأول: التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه.

وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله.

الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فرق بين أن يكون نبياً، أو ولياً، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى.

الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والإعتماد عليه. أما لو اعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل عليه أثر صحيح في حصوله.

الرابع: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} (يوسف: الآية87) ووكل النبي صلى الله عليه وسلم،على الصدقة عمالاً وحفاظاً، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها، ووكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين. وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة.

· الذبح:

· الذبح لغير الله تعالى شرك أكبر، لأن الذبح تقرباً عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك أكبر، قال تعالى {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له}. [نُسكي] قال السدي، وابن جبير، والضحاك: (نُسكي: ذبحي).

وقال تعالى: {فصلِّ لربك وانحر} الفاء سببية،لأن الله لما أعطى رسوله الكوثر أمره بشكره سبحانه. فكانت العطية سبباً في الشكر، وكان الشكر إخلاصاً في الصلاة والنحر.

قوله {وانحر} أي: اذبح نسكك. قاله قتادة وعطاء وعكرمة. قال ابن تيمية رحمه الله في (المجموع) ما حاصله أنه (أُمر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذه السورة ـ يعني سورة الكوثر ـ بأجلّ القُرَب إلى الله، إذ الصلاة: أجلّ العبادات البدنية، والنحر أجلّ العبادات المالية).

وفي صحيح مسلم:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله بأربع كلمات (لعن الله من ذبح لغير الله …) الحديثَ.

· ومثال الذبح لغير الله: الذبح لصنم أو وثن، أو قبر، أو ولي، أو غير ذلك من المخلوقات، سواءً أكان المذبوح عظيماً كالإبل، أم كان حقيراً كالذباب.

· و الذبح هو في الأصل: الشق أو ما دل عليه، قاله ابن فارس وغيره، والمقصود إزهاق روحٍ وإهراق دمٍ، سواءً أكان ذبحاً أم نحراً.

· واعلم رحمك الله أن الذبح ـ من حيث التقرب وعدمه ـ قسمان:ـ

· الأول: ما أريد به التقرب إلى الله، الذبح لله عزوجل،

وهذا يشترط فيه شرطان:

· الأول: أن يقصد به وجه الله لا غير، لأنه بنية التقرب عبادة.

· الثاني: أن تكون صفة الذبح شرعية، وفق أمر الله ورسوله ?.

وهذا من تمام التوحيد، فهو من توحيد الله عزوجل وعبادة لله تبارك وتعالى فيه النصوص السابقة، وهذا لابد من إفراد الله به، وصرفه لغير الله شرك.

· الثاني: الذبح لغير الله تعالى:

· وهذا نوعان:

الأول: ذبح عادة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير