تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا النوع من الرجاء – رجاء العبادة – هو الذي من صرفه لغير الله فقد أشرك – عياذا بالله - وقد امتدح الله جل وعلا من قام به، قال: {مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} فدل على أن هذا الرجاء ممدوحٌ مَنْ رجاهُ، وإذا كان ممدوحا قد مدحه الله جل وعلا فهو مرضي عند الله جل وعلا، فيصدق عليه حد العبادة من أنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، وهذا -من نص هذه الآية- داخل فيما يرضاه الله جل وعلا، لأنه أثنى على من قام به ذلك الرجاء، وقوله هنا {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ}،

والمراد باللقيا هنا الملاقاة الخاصة، لأن اللقيا على نوعين:

الأول: عامة لكل إنسان، قال تعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه} [الانشقاق: 6]، ولذلك قال مفرعاً على ذلك: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً} [الانشقاق: 7] {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره - .. } الآية [الانشقاق: 10].

الثاني: الخاصة بالمؤمنين، وهو لقاء الرضا والنعيم كما في هذه الآية، وتتضمن رؤيته تبارك وتعالى، كما ذكر بعض أهل العلم.

فقوله: {فليعمل عملاً صالحاً} الفاء رابطة لجواب الشرط، والأمر للإرشاد، أي: من كان يريد أن يلقي الله على الوجه الذي يرضاه سبحانه، فليعمل عملاً صالحاً: والعمل الصالح ما كان خالصاً صواباً.

وهذا وجه الشاهد من الآية.

فالخالص: ما قصد به وجه الله، والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " إنما الأعمال بالنيات " أخرجاه.

والصواب: ما كان على شريعة الله، والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد " أخرجه مسلم والبخاري معلقا.

ولهذا قال العلماء: هذان الحديثان ميزان الأعمال، فالأول: ميزان الأعمال الباطنة. والثاني: ميزان الأعمال الظاهرة.

والحمد لله رب العالمين.

كتبه أبو أحمد الأثري.

ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 04:23 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذه النقول الطيبة و هذا الإهتمام لإعلاء منار السنة و التوحيد.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:52 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذه النقول الطيبة و هذا الإهتمام لإعلاء منار السنة و التوحيد.

آمين، وإياك أخي المكرم.

ـ[أبو أويس البيضاوي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 02:05 ص]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 01 - 08, 09:43 ص]ـ

سبحان الله

كل باب فى الموضوع يمكن ان يفرد له مجلد بأكمله ولكنك ياشيخنا اوجزت من غير خلل فسبحان من علم البيان

وقد قررت ان تكون خطبة الجمعة فى مسجدى غدا فى موضوع الخوف مستعينا بالله ثم بهذه العناصر والتقسيمات فجزاكم الله خيرا وزادكم علما وفضلا

ـ[ام عبد العزيز الدعيس]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:58 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 07:40 ص]ـ

أبا أويس، ابن عبد الغني، الدعيس:

بارك الله فيكم جميعا.

أخي ابن عبد الغني: إن من أعظم الوظائف الشرعية التي يؤديها الإنسان، وخاصة في زمننا هي الإمامة، فإن فيها خصالا أنفس من الذهب واللؤلؤ والمجوهرات ألا وهي:

المحافظة على صلاة الجماعة - التفرغ لطلب العلم الشرعي والمواصلة فيه - التفرغ لتربية الأبناء ومراقبتهم، وتوجيههم - استحضار القرآن عن ظهر غيب، ومراجعته، وتأمله وتدبره. هذه أربعة أغلى من كرائم الأموال، فاحمد الله أخي ابن عبد الغنى فإن كثيرا من الناس لا يعلمون.

ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 11:31 م]ـ

و من باب التآنس فأخبركم أنا أخاكم العنبري هذا - أعني نفسي - ممن وفقه الله تعالى لهذه الولاية أعني الإمامة أسأل الله الرحمن الرحيم أن يعينني عليها آمين حياكم الله إخوان العقيدة و مرحبا بكم متعاونين على الإمامة و ما يعود علينا بالنفع لأمتنا.

ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 12:27 ص]ـ

و من باب التآنس معكم أخواي علي و ابن عبد الغني أسأل الله تعالى أن يعيننا جميعا عليها

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 01:08 م]ـ

فأخبركم أنا أخاكم العنبري هذا - أعني نفسي - ممن وفقه الله تعالى لهذه الولاية أعني الإمامة أسأل الله الرحمن الرحيم أن يعينني عليها

شيء عظيم أن تكون إماما بالناس، ولكنها مسؤولية عظيمة عند الله تبارك وتعالى، سنُسأل عنها، ولا شك في عظمها، كيف وهي مقام النبوة، فهو مقام سيد الأولين والآخرين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وإليكم هذا الحديث الخطير المهم في هذا المقام:

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 366:

أخرجه ابن ماجة (981) عن عبد الحميد بن سليمان أخي فليح حدثنا أبو حازم قال:

" كان سهل بن سعد الساعدي يقدم فتيان قومه يصلون بهم، فقيل له: تفعل و لك من القدم مالك؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

[الإمام ضامن، فإن أحسن فله و لهم و إن أساء - يعني - فعليه و لهم].

فانظروا لهذا الصحابي الجليل كيف يتورع عن الإمامة خوفا من هذا الحديث الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير