ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[29 - 08 - 08, 05:13 م]ـ
الحمد لله وبعد:
بالنسبة للتصوف، فهذه بعض النصوص التي وقفت عليها من كتبه مما يُستأنس به فقط ولا أحكم على الشيخ العلامة محمد الخضر رحمه الله بها، والأمر يحتاج إلى مزيد بحث ولكن هذه نظرة سريعة في كتبه القيمة رحمه الله.
قال رحمه الله في كتابه (الرحلات) ص65 بتصرف:
((وقصدتُ إلى مقام الأستاذ الشهير الشيخ محي الدين ابن عربي رضي الله عنه في بناءات تسمى (الصالحية) تتصل بطرف (دمشق) وقرأت على ضريحه رسماً به بيتان يحتوي على تاريخ وفاته ... ويرى الزائر بجانب منه ضريح الأمير عبد القادر الجزائري ... وكان لهذا الأمير صبابة بفتوحات الشيخ ابن عربي حتى أنه أرسل عالمين من علماء دمشق إلى (قونية) لتصحيح نسخة الفتوحات ومقابلتها على النسخة التي حفظت هناك وعليها خط يد المؤلف نفسه)) انتهى.
قال أبو محمد – ستره الله -:
هاهنا أمران:
الأول: لا شك أن الترضي على أمثال ابن عربي هفوة من الشيخ العلامة الخضر رحمه الله، فالرجل إن لم نقل بكفره فلا أقل من التوقف فيه، والله المستعان.
الثاني: هذا النص في ظني – والعلم عند الله – لا يكفي في الحكم على الشيخ الخضر أنه فيه نزعة صوفية، ولكنه مما يستأنس به كما تقدم فلا يشغبن شاغبٌ عليّ!
وقال ص101 المصدر نفسه:
((من الناس من ينسب القول بالاتحاد والحلول إلى الصوفية بل إلى الكل منهم، كما وقع ذلك للشيخ أبي حامد في كتبه أخذاً من ظاهر كلام الأشياخ كأبي يزيد البسطامي وهذا إنما يتوهمه فيهم من ليس له اطلاع على أحوالهم، على أنه لم يرد في اصطلاح القوم شيء من إطلاق الحلول والاتحاد إلا ما وقع في اصطلاح المتأخرين كالشيخ ابن فارض ومن معه من إطلاق لفظ الاتحاد، وأما الحلول فلم يطلقه أحد، ومراد الشيخ ابن فارض من بالاتحاد ما ذكره بعض المتأخرين في الاصطلاح، وهو شهود اتحاد تعلق الموجودات كلها به جلّ وعلا، إذ هي به موجودة لا بنفسها، وهذا هو المسمى عندهم بالفناء في التوحيد، كما صرح به الشيخ أبو حامد الغزالي في كتاب الصبر في إحيائه.
ولا يبعد أن تكون طائفة قد انتمت إلى الإسلام ظاهراً واستعارت لباس الصوفية لما علمت من مكانتهم في معتقد الأمة، وأخذت تبث هذه المقالات الناقضة لأساس الدين، وهذا الشيخ ابن عربي الذي هو أبعد الصوفية مرمى في هذا المقام يقول في فتوحاته ص39 ((تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحل في الحوداث))! انتهى
قال أبو محمد – ستره الله -:
لا تفهم من هذا الكلام أنه يدافع عن ابن عربي أو عن الصوفية جملة، بل له كلام آخر يوضح مراده ستأتي الإشارة إليه.
وله محاضرة مطبوعة بعنوان (التصوف في القديم والحديث) نشرت ضمن (محاضرات إسلامية) أنقل منها بعض ما تيسر:
قال رحمه الله في كتابه المذكور ص85 وهو يتحدث عن محدثات وبدع الصوفية:
((وشاع يومئذ الغلو في الزهد وراج ما توهموه في معنى التوكل من أنه نزع اليد من الأسباب جملة، ذلك التوهم الذي حاربه النبي صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله قبل أن يحاربه العلماء ...
ومما حدث في مذهب الصوفية الأناشيد التي يسمونها الزهديات ... وليس في مثل هذه الأناشيد من بأس فقد يكون فيها تذكرة لبعض النفوس الغافلة، وإنما تدخل في قبيل اللهو إذا كانت توضع في ألحان الغناء حتى تكون اللذة في طيب أنغامها لا فيما احتوته من حكمة أو موعظة، وأما السماع الذي ننكره على الصوفية فهي الأناشيد التي تحوي من وصف الغزل مانسمعه في شعر عمر بن أبي ربيعة ... وحاشا لفضلاء الصوفية أن يكونوا قد شهدوا هذا النوع من السماع وهم يحسبون أنهم في طاعة.
واتصل بالتصوف بعض البدع عملية كالرقص في حال الذكر وكاستعمال الآلات المطربة في المساجد.
وظهر من ناحية الصوفية تأويل بعض الآيات والأحاديث على وجوه توافق أذواقهم ... وارتكبوا من التأويل ما يتبرأ منه العقل واللغة ...
وبُلي التصوف بنفر من المنتسبين إليه يذهب إلى القول بوحدة الوجود، ومما جرى على هذا القول الحلاج ((ما في الجبة إلا الله)) ومن أجل هذه المقالة أفتى الفقهاء والصوفية المستقيمون بخروجه عن الإسلام وقُتل))
ثم قال بعد ذلك عن ابن عربي:
¥