تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في الحقيقة نُعيدُ ونُكَرِّر أنَّ العقيدة الصحيحة ينبغي أن تنطلق من كتاب الله وسنَّة رسول الله، وكلام الله سبحانه وتعالى في أعلى المُسْتويات من حيث المضْمونُ، ومن حيث الشَّكْلُ، فقد اتَّفق أهْل السنَّة على أنَّ الله تعالى "ليس كمثله شيء"، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وإنّ الله جلَّ جلاله، له ذات، وله صِفات، وله أفعال، والذين أنكروا صِفاته فقد عَطَّلوها، والذين جَسَّدوها انْحرفوا، والذين فَوَّضوا تفْسيرها إلى الله عز وجل اِتَّبعوا، والذين أوَّلوها أرادوا أن يُقْنِعوا مَن جاء بعدهم مِمَّن حَكَّم عقْله، في الآيات التي تتحَدَّث عن ذات الله عز وجل في القرآن الكريم، فهناك من أنْكر الصِّفات، وعُرفوا بالمُعَطِّلة، وهناك من جَسَّدها وهم المُشَبِّهَة، وهناك من فَوَّضَ تفْسيرها إلى الله عزوجل، وهناك من أوَّلها تأويلاً يليق بِكَماله.

في الحقيقة نحن مع الفريقين الأخِيريْن، الذين فَوَّضوا، والذين أوَّلوا وربَّما كُنَّا بِحاجَة إلى التأويل، فإذا قلنا: إنّ الله سميعٌ، أي يعْلم ما تقول، وبصير يعلم ما تفْعل، وإذا قلنا يدُ الله، أي قُدْرَتُه، وإذا قلنا: وجاء ربّك، أي وجاء أمْر ربِّك، وهكذا نُؤوِّل بما يليق بِكمال الله تعالى، أو نُفَوِّض حيث نقول: هذه الآية نُفَوِّضُ تأويلها إلى الله تعالى، نحن آمنَّا بالله عز وجل، والله تعالى أخْبَرَنا أنَّ لهُ سمْعاً وبَصَراً، نُفَوِّض إلى الله آية السَّمْع والبصر، أو أنَّنا نُفَسِّرهما بما يليق بالله عز وجل.

يا أيها الإخوة، أنا مُضْطَرّ أن أعيد حقيقةً أساسِيَّة مُهِمَّة جداً، وهي أنّ العقل البشري حينما خلقه الله عزوجل جعل له حُدوداً لا يتَعَدَّاها، وهذا مِن كمال الصَّنْعة، فقد تصْنع ميزاناً وتكتب عليه: هذا الميزان يعْمل في دِقَّة بالغة إلى خمْسين كيلوًا، فإذا حَمَّلْتَهُ فوق طاقته، فهذا الميزان يصاب بِالعَطَب، هل تتَّهِمُ الميزان أو صانِعَهُ؟ لا، بل أتَّهِمُ نفسي، فلو أنَّني حَمَّلْتُ عقلي قَضِيَّةً فوق العقْل، فلا أتَّهِمُ العقل بالقُصور، ولا أتَّهِمُ الصانِعَ بِصَنْعَتِه، ولكن أتَّهِمُ نفسي أنَّني كلَّفْتُهُ لِغَيْر ما خُلِقَ له، هذه فِكْرة دقيقة جداً، فالعقْل البشري لما أوْدعه الله في الإنسان أوْدعه من أجل أن نصِلَ به إلى الله، وفرقٌ كبير بين أن نَصِل به إلى الله وبين أن نُحيطَ بالله، الإحاطة بالله عز وجل من سابِع المُسْتحيلات! ..... إلخ.

فهل بعد الهدى إلا الضلال المبين

وكتب

أبو موسى الأردني

ـ[امين حمدان]ــــــــ[10 - 08 - 08, 07:38 م]ـ

يا أيها الإخوة، أنا مُضْطَرّ أن أعيد حقيقةً أساسِيَّة مُهِمَّة جداً، وهي أنّ العقل البشري حينما خلقه الله عزوجل جعل له حُدوداً لا يتَعَدَّاها، وهذا مِن كمال الصَّنْعة، فقد تصْنع ميزاناً وتكتب عليه: هذا الميزان يعْمل في دِقَّة بالغة إلى خمْسين كيلوًا، فإذا حَمَّلْتَهُ فوق طاقته، فهذا الميزان يصاب بِالعَطَب، هل تتَّهِمُ الميزان أو صانِعَهُ؟ لا، بل أتَّهِمُ نفسي، فلو أنَّني حَمَّلْتُ عقلي قَضِيَّةً فوق العقْل، فلا أتَّهِمُ العقل بالقُصور، ولا أتَّهِمُ الصانِعَ بِصَنْعَتِه، ولكن أتَّهِمُ نفسي أنَّني كلَّفْتُهُ لِغَيْر ما خُلِقَ له، هذه فِكْرة دقيقة جداً، فالعقْل البشري لما أوْدعه الله في الإنسان أوْدعه من أجل أن نصِلَ به إلى الله، وفرقٌ كبير بين أن نَصِل به إلى الله وبين أن نُحيطَ بالله، الإحاطة بالله عز وجل من سابِع المُسْتحيلات! ..... إلخ.

لا فض فوك ابا موسى الأردني

ـ[السنفراوي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 07:26 م]ـ

مثلُ هذا في عدم وضوح حاله، وعِظم البلية على السني في بلده=ممن يحسن السكوت عنه مالم يكثر في كلامه مخالفة السلفية كمثال ما ذكره الشيخ إحسان ..

فليُنبه على خطأه وليُسكت عنه فيما سوى ذلك لعله ممن تجوز لهم المداراة .. ومثله يُستمال ولا يُنفر ...

أشكرك أخي العزيز على هذا التوضيح

ولنلتمس للرجل العذر حتى يتجحلى لنا أمره

أسأل الله العظيم أن يوفقنا والشيخ إلى صراط المستقيم

ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[12 - 08 - 08, 01:47 ص]ـ

السلام عليكم:

بالإضافة إلى أنه يدرس في مسجده العقيدة الطحاوية وهي موجودة على موقعه كدروس صوتية

اعلم أخي بارك الله فيك أن الأشاعرة يعدّون "العقيدة الطحاوية" من كتبهم ويحسبون الإمام الطحاوي من أئمتهم.

فتدريس "العقيدة الطحاوية" لا يدل على سلفية المدرس. والله أعلم

ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 01:54 ص]ـ

- إن صح ما نقله الأخوة - ....

أرجو الله أن يوفقه لتصويب عقيدته في الأسماء والصفات، وأن يثبته على ما يعتقده من الحق، فالحقيقة أن قوليه "الله في السماء"، وأن "لا إله إلا الله" تعني "لا معبود بحق إلا الله" قولان يندر أن تسمع أحد يقول بهما في بلده!!!

اللهم أرنا الحق وارزقنا اتباعه ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير