تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

****أن المقولة التي متضمنها أن الوحي (الكتاب و السنة) شامل لجميع الأحكام الشرعية التي يحتاج الناس في جميع شؤونهم إليها على مر العصور و الأزمان دل واقع الحال على أنها غير صحيحة و بناء عليه فإن الإجتهاد أمر ضروري في كل زمان،و خلو أي زمان منه دليل على وجود الجمود الفكري و الفقهي و ذلك الزمان.

****أن القياس استعمل في غير موضعه، إذ استعمل في مسائل الإمام و شؤون الإمام (الحاكم)، و معنى أهل الحل و العقد و الشورى و ما شابه ذلك مما لا علاقة له بموضوع الحكم فكان ما أفضى إليه شرعا الظلم و الطغيان و فساد الحاكم، و قهره رعيته، و استخفافه بشأنها استخفافا عزله نظير أو قل.

****أن الاجتهاد يجب أن يكون أمرا يتصف به كل واحد من المسلمين، بحيث يجتهد كل واحد منهم على قدره العلمي، و يتحمل نصيبه من النظر،و نصيبه منه هو القدر الذي يتحقق به من صحة ما يفتى له به، و ذلك يحصل باستفراغه جهده في البحث عن الذي يتوصل به إلى ذلك من أمور.

****أن منهج أصول الفقه،الذي ورثه المسلمون لايفنى بالمطلوب به لأنه أنشئ بعيدا عن واقع الحياة العامة ....... وهو لايتفق مع أحوال المسلمين اليوم.

****أن الفقه القديم مبني على علم قليل بطبائع الأشياء، و الحقائق الكونية،و قوانين الإجتماع , وهو ماكان ممكنا للمسلمين إدراكه في ذلك الزمان، أما اليوم فإن الجميع يعرف ما عليه أمر الدنيا من ازدهار و توسع في العلوم المختلفة، وهو مايلزم بسببه مراجعة أمر الفقه الإسلامي، و بنائه من جديد على أسس ما توفر في هذا الزمان مما سبق ذكره.

****أن القياس الفقهي القديم ضيق، لأنه مضبوط بضوابط، و موقوف حصوله على شروط، تغل النظر، وهو ما لا يتحقق به الوصول إلى الاجتهادالمطلوب في هذا العصر، و بناء عليه فإنه من اللازم توسيع أمر القياس ذاك بإزالة ما يضيقه.

****أن علوما جديدة ظهرت ينبغي إدخالها في العلوم التي يتكون منها علم أصول الفقه، و يعمل بها في داخله، من تلك العلوم،علم الاجتماع، و علم الطبيعيات، وما كان مثلها في إرشاد الفقيه المجتهد إلى إدراك الصواب في تصور موضوع اجتهاده تصورا تاما ..........

****أن بعض الاصول الفقهية التي ما منح لها اهتمام كبير، يجب أن يعاد النظر فيها للاعتماد عليها في استنباط الأحكام الفقهية للوقائع المستجدة، إذ بدا أنها أصول خصبة مثمرة.

.................................................. ........... )))

هذا ما استطعت نقله باختصار من الكتاب و هو كما لاحظتم أن الشيخ حدد أهم النقاط التي يبني عليها دعاة التجديد أو بعبارة أوضح دعاة التغيير نداءاتهم.

و سيأتي إن شاء في المبحث الثاني مناقشة هذه الموجبات و نقدها من نفس الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 01 - 06, 06:18 م]ـ

كلمة (تجديد) من الكلمات التي يعتريها الغموض في معناها، وهذا الغموض يفتح المجال لذوي الأغراض أن يدخلوا ما يشاءون من دسائسهم متخفين تحت ستار هذه الكلمة.

ولذلك لا بد من دراسة هذه الكلمة وتبيين معناها وتوضيح المراد منها أولا قبل مناقشة ما يندرج تحتها

فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)).

فما المقصود بالتجديد في هذا الحديث؟

المقصود إحياء ما درس من أعلام السنن، وإرجاع الناس لصحيح الدين وسليم العقيدة بما عليه سلف الأمة.

فالتجديد بهذا المعنى مطلوب شرعا ولا يختلف فيه.

وفي هذا المعنى ما جاء عن بعض السلف: ... وعليكم بالعتيق


وقد يكون التجديد بمعنى إعادة الصياغة وتغيير الترتيب، وتعديل الأبواب وعنوانات المسائل

فهو بهذا المعنى أمر شكلي لا إشكال فيه لأنه يندرج تحت القاعدة العامة (لا مشاحة في الاصطلاح)

وإذا تصفحنا حال علمائنا في التصنيف في أصول الفقه نجد عندهم أمثال ذلك.

فعلم الأصول بدأ كما هو معلوم بتصنيف الإمام الشافعي لرسالته، ولم تكن بالترتيب المعروف عند متأخري الأصوليين.

ثم تبعه العلماء في التصنيف يزيدون في مباحثه، ويحررون مسائله.

ثم أدخل فيه بعضهم مسائل كثيرة من علوم اللغة

ثم أدخل فيه بعضهم مسائل كثيرة من علوم الكلام

ثم بدأ بعضهم يقسمه إلى طريقتين: طريقة الفقهاء وطريقة المتكلمين

إلخ إلخ!!!

فالخلاصة أن التجديد بهذا المعنى هو شأن علمائنا منذ القدم وليس فيه ابتداع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير