ثانياً:- أن قولهم هذا مبني على أن هناك تعارضاً بين الكتاب والسنة الصحيحة وهذا غير صحيح.
قال ابن حزم ([49]): (ويبين صحة ما قلنا من أنه لا تعارض بين شيء من نصوص القرآن ونصوص كلام النبي r وما نقل من أفعاله، قول الله عز وجل مخبراً عن رسوله عليه السلام:) وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ((النجم 3) وقوله تعالى:) لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ((الأحزاب 21) وقال تعالى:) أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ((النساء 82) فأخبر عز وجل أن كلام نبيه r وحي من عنده، كالقرآن في أنه وحي، وفي أنه كل من عند الله عز وجل، وأخبرنا تعالى أنه راض عن أفعال نبيه r ، وأنه موفق لمراد ربه تعالى فيها لترغيبه عز وجل في الإئتساء به عليه السلام، فلما صح أن كل ذلك من عند الله تعالى، ووجدناه تعالى قد أخبرنا أنه لا اختلاف فيما كان من عنده تعالى صح أن لا تعارض ولا اختلاف في شيء من القرآن والحديث الصحيح، وأنه كله متفق كما قلنا ضرورة، وبطل مذهب من أراد ضرب الحديث بعضه ببعض، أو ضرب الحديث بالقرآن، وصح أن ليس شيء من كل ذلك مخالفاً لسائره).
والقول بعدم وقوع التعارض بين الأدلة الشرعية مطلقاً في نفس الأمر هو قول أئمة السلف والأئمة الأربعة وكثير من علماء الأصول ([50]).
ثالثاً:-قولهم هذا مبني على أن خبر الواحد لا يفيد العلم، وقد سبق في المباحث السابقة بيان إفادته العلم عند سلفنا الصالح والأئمة ومنهم إمام المذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى.
ومما يزيد الأمر وضوحاً في كون خبر الواحد مما يحتج به في العقيدة، وأنه يفيد العلم عند أهل العلم:-
1 - قول أبي حنيفة ([51]) -رحمه الله -: (وخبر المعراج حق، فمن رده فهو ضال مبتدع).
2 - وقوله ([52]) –أيضاً -: (وخروج الدجال، و يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى عليه السلام من السماء، وسائر علامات يوم القيامة، على ما وردت به الأخبار الصحيحة حق كائن).
3 - أن أهل العلم من أهل السنة والجماعة قد قاموا بذكر عقائدهم المبنية على الكتاب وصحيح السنة في مؤلفاتهم التي ألفوها للرد على المبتدعة، أو لبيان عقيدتهم ابتداءً ([53]).
فلو لم يفد خبر الواحد العلم لما احتجوا به ولما اعتقدوا ما فيه؟ ********!!
فمن القسم الأول ما يأتي:-
أ-كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224هـ).
ب-كتاب الرد على الجهمية لعبدالله بن أحمد بن عبدالله الجعفي (ت229هـ).
ج-كتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ).
د-كتاب الرد على الجهمية لأمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ).
هـ-كتاب خلق أفعال العباد للبخاري.
و-كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية المشبهة لعبدالله بن مسلم بن قتيبة (ت 276هـ).
ز-كتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي (ت 280 هـ).
ح-كتاب الرد على بشر المريسي للدارمي.
ط-كتاب الإبانة عن أصول الديانة للإمام أبي الحسن الأشعري (ت 324هـ).
ي-كتاب الرد على الجهمية لعبدالرحمن بن أبي حاتم (ت 327هـ).
وأما القسم الثاني فمنه:-
1 - كتاب السنة للإمام أحمد بن حنبل (ت241هـ).
2 - كتاب السنة لأبي بكر الأثرم (ت 260هـ).
3 - كتاب السنة لابن أبي عاصم (ت 277هـ).
4 - كتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل (ت 290هـ).
5 - كتاب السنة لمحمد بن نصر المروزي (ت 294هـ).
6 - كتاب السنة لأحمد بن محمد هارون الخلال (ت 311هـ).
7 - كتاب التوحيد لابن خزيمة (ت 311هـ).
8 - كتاب الشريعة لأبي بكر الآجري (ت 360هـ).
9 - كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (ت 369 هـ).
10 - كتاب الصفات، وكتاب رؤية الله جل جلاله لأبي الحسن الدارقطني (ت 385هـ).
11 - كتاب الإبانة لعبيدالله بن محمد بن بطة (ت 387هـ).
12 - كتاب التوحيد لمحمد بن اسحاق بن مندة (ت 395هـ).
13 - كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لهبة الله اللآلكائي (ت 418هـ).
14 - كتاب ذم الكلام وأهله لعبدالله بن محمد الهروي (ت 481هـ).
¥