تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 - 01 - 05, 03:32 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد،،

فهل عمد مصنف إلى جمع أحاديث الآحاد المحتفة بالقرائن المفيدة للعلم؟

وجزاكم الله تعالى خيرا

ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[18 - 01 - 05, 07:55 م]ـ

قول الأخ هيثم حمدان (وأقول: من قال من السلف الصالح وأهل الحديث القدامى إن أحاديث الآحاد لا تفيد العلم؟ ومن منهم فرّق بين إفادة العلم وبين العمل؟ مع التوثيق من كلامهم أنفسهم).

هذه المسألة أدلتها من أقوال الصحابة و التابعين تكاد تكون متواترة و لكن قلة التدبر في فهم السلف و منهجهم هو الذي أودى ببعض المعاصرين الجزم بأن أخبار الأحاد تفيد العلم القطعي.

الدليل الأول: أخرج البخاري و غيره عن عبيد الله بن عمير:

أن أبا موسى الأشعري: استأذن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يؤذن له، وكأنه كان مشغولا، فرجع أبو موسى، ففرغ عمر فقال: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس، ائذنوا له. قيل: قد رجع، فدعاه، فقال: كنا نؤمر بذلك. فقال: تأتيني على ذلك بالبينة، فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم، فقالوا: لا يشهد على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري، فذهب بأبي سعيد الخدري، فقال عمر: أخفي هذا علي من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألهاني الصفق بالأسواق. يعني الخروج إلى تجارة.

و معلوم أن عمر لم يكن يطعن بأبي موسى الأشعري و إنما وقع في نفسه أنه قد أخطأ على النبي صلى الله عليه و سلم أو نسي فأراد أن يتأكد من ذلك و لو كان خبر الواحد الثقة يفيد العلم مطلقا عند الصحابة رضوان الله عليهم لما طلب عمر رضي الله عنه البينة على ذلك و لكان رد الأنصار على عمر رضي الله عنه أن أبا موسى من الثقات العدول و خبر الثقة يفيد العلم فلم ترد خبره.

فكلا الطرفين رضوا ن الله عليهم لم يكونوا يرون أن خبر الواحد مطلقا يفيد العلم.

و عند مسلم عن أبي موسى الأشعري، قال:

جاء أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فقال: السلام عليكم. هذا عبدالله بن قيس. فلم يأذن له. فقال: السلام عليكم. هذا أبو موسى. السلام عليكم. هذا الأشعري. ثم انصرف. فقال: ردوا علي. ردوا علي. فجاء فقال: يا أبا موسى! ما ردك؟ كنا في شغل. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الاستئذان ثلاث. فإن أذن لك، وإلا فارجع). قال: لتأتيني على هذا ببينة. وإلا فعلت وفعلت. فذهب أبو موسى.

قال عمر: إن وجد بينة تجدوه عند المنبر عشية. وإن لم يجد بينة فلم تجدوه. فلما أن جاء بالعشي وجدوه. قال: يا أبا موسى! ما تقول؟ أقد وجدت؟ قال: نعم. أبي بن كعب. قال: عدل. قال: يا أبا الطفيل! ما يقول هذا؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك يا ابن الخطاب! فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سبحان الله! إنما سمعت شيئا. فأحببت أن أتثبت.

فكيف يتثبت عمر من شئ قد جزم به من جهة الواحد الثقة و لا يخرج فعل عمر هذا عن أمرين:

إما عدم ثقته بأبي موسى و هذا باطل بإجماع أهل العلم.

أو عدم جزمه بهذا الخبر و هذا هو الظاهر من قول عمر عندما قال (فأحببت أن أتثبت).

الدليل الثاني: عن عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت ثم قال إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه) أخرجه البخاري و مسلم.

الدليل الثالث: عن المغيرة بن شعبة، قال: سأل عمر بن الخطاب عن إملاص المرأة، هي التي يضرب بطنها فتلقي جنينا، فقال: أيكم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيئا؟ فقلت: أنا، فقال: ما هو؟ قلت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " فيه غرة، عبد أو أمة "، فقال: لا تبرح حتى تجيئني بالمخرج فيما قلت، فخرجت فوجدت محمد بن مسلمة فجئت به، فشهد معي: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " فيه غرة، عبد أو أمة " أخرجه البخاري و غيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير