ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[11 - 03 - 05, 10:45 م]ـ
ص278
المبحث الأول
يتناول هذا المبحث تعريف اللقب والألقاب الفقهية، وأهمية الألقاب الفقهية، والعلوم والفنون التي دخلتها الألقاب، وتاريخ ونشأة الألقاب، وأسباب ودواعي التلقيب، وحكم الألقاب، مع أهم المؤلفات والكتب في الألقاب:
المطلب الأول
تعريف ألقاب الفقهاء
تعريف اللقب لغةً:
اللقب واحد الألقاب، وهي الإنباذ (1)، فاللقب: هو النبذ (2)، ويقال: لقَّبه بكذا فتلقب به.
وقال غير واحد من علماء اللغة: هو اسم غير مسمى به (3).
قال ابن الجوزي: الألقاب جمع لقب: وهو اسم يُدعى به الإنسان، سوى الاسم الذي سمي به (4).
وقيل: هو ما يسمى به الإنسان بعد اسمه الأول (العَلَم) من لفظ يدل على المدح أو الذم لمعنىً فيه (5).
لكن العامة استعملت اللقب في موضع النعت الحَسن، وأوقعوه موقعه لكثرة استعمالهم إياه، حتى وقع الإتفاق والاصطلاح على استعماله في التشريف والإجلال والتعظيم والزيادة في النباهة والتكرمة (6).
(1) الصحاح: الجوهري، مادة لقب 1/ 220.
(2) لسان العرب: ابن منظور، مادة لقب 1/ 743.
(3) تاج العروس: الزبيدي، مادة لقب 1/ 473.
(4) زاد المسير: ابن الجوزي 7/ 467.
(5) التعريفات: الجرجاني ص247.
(6) صبح الأعشى: القلقشندي 1/ 42.
ص279
2 - تعريف اللقب اصطلاحاً:
ولا يخرج التعريف الاصطلاحي للقب عن التعريف اللغوي: وهو ما أشعر بخسة أو شَرف، سواء أكان ملقباً به صاحبه أم اخترعه له النابز.
يقول الخطيب الشربيني في تعريف اللقب: هو" اسم ما يدعى الاسم به يشعر بضعَة المسمى أورفعته، والمقصود به الشهرة" (1)، والعمدة فيه الاستعمال.
3 - الفرق بين اللقب والاسم والكنية:
ينقسم الاسم العَلَم عند علماء العربية إلى ثلاثة أقسام (2): اسم، كنية، لقب:
-أما الاسم فهو لغةً: ما وضع لشيء من الأشياء ودل على معنى من المعاني، جوهراً كان أو عَرَضاً.
والاسم اصطلاحاً: هو ما يعرف به الشيء ويُستدل به عليه، وهو ينقسم إلى (اسم عين)، وهو: الذي يدل على معنى يقوم بذاته كزيد وعمرو وأحمد ومحمد، وإلى (اسم معنى)، وهو: ما لا يقع بذاته، سواء أكان معنى وجودياً كالعلم أم علمياً كالجهل (3).
-أما الكنية: فتطلق في اللغة على الشخص للتعظيم، وهي ما صُدِّر بأب وأم، كأبي بكر، وأبي حفص، وأم الحَسن، وأم عمرو (4).
وتستعمل الكنية مع الاسم ومع اللقب، أو بدونهما؛ تفخيماً لشأن صاحبها أن يذكر اسمه مجرداً (5)، قال العَيني: الكنية للعرب كاللقب للعجم (6).
(1) مغني المحتاج: الشربيني، الخطيب 4/ 295.
(2) شرح قطر الندى: ابن هشام ص96، شرح شذور الذهب: ابن هشام 1/ 180، تحفة الأحوذي: المباركفوري 8/ 106.
(3) لسان العرب: مادة سما 6/ 381 - 382، الموسوعة الفقهية 36/ 288.
(4) شرح قطر الندى ص97، تحفة الأحوذي: 8/ 106.
(5) انظر المراجع السابقة.
(6) عمدة القاري: العيني 22/ 213.
ص280
والفرق بين اللقب والاسم: أنَّ ما قُصد به التعظيم أو التحقير فهو لقب، وإلا فهواسم (1).
والفرق بين اللقب والكنية: أن الكنية غالباً تكون للتفخيم، وتكون لأشراف الناس وأما اللقب يكون للمدح وللإشعار برِفعة المسمى، وقد يكون للذم (2).
4 - تعريف ألقاب الفقهاء:
هذا مركب إضافي من كلمتين "ألقاب" و"الفقهاء"، والألقاب قد سبق تعريفها، أما الفقهاء: فهي جمع للفقيه، وهو اسم فاعل مِنْ فَقُهَ:
والفقه لغةً: مطلق الفهم، وقيل: فهم الأشياء الدقيقة، وقيل: فهم غرض المتكلم من كلامه (3).
أما اصطلاحاً: فهو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب [أي العلم] من أدلتها التفصيلية (4)، والفقيه كما قال ابن عابدين: هو من بلغ من الفقه الغاية القصوى (5).
وألقاب الفقهاء التي نقصدها في بحثنا هذا: هي تلك الألقاب العلمية التي عرف بها الفقهاء واشتهروا بها دون أسمائهم الحقيقية.
(1) الفروق اللغوية: العسكري ص17.
(2) الفروق اللغوية ص17
(3) القاموس المحيط: الفيروز آبادي، مادة فقه 1/ 1714.
(4) الإبهاج للسبكي، عبد الكافي 1/ 28، البحر المحيط: الزركشي 2/ 21.
(5) حاشية ابن عابدين 6/ 690.
يتبع
ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:58 م]ـ
المطلب الثاني
أهمية ألقاب الفقهاء
¥