تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[18 - 03 - 05, 04:29 ص]ـ

هذا وقد ذهب بعض الفقهاء إلى كراهة تلقيب السفلة والفساق والعصاة والظلمة بالألقاب العلية التي تدل على التعظيم والتشريف، كصلاح الدين وضياء الدين وما يشابهها (4).

وعدوا هذا من الألقاب القبيحة، قال الزمخشري:" ... إلا ما أحد الناس في زماننا هذا من التوسع، حتى لقبوا السفلة بالألقاب العلية، وهب العذر مبسوطاًفي تلقيب من ليس من الدين في قبيل ولا دبير بفلان الدين فإنها لعمري الله الغصة التي لا تساغ .. " (5).

واستدلوا على هذا بما ورد عن بريدة أنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه أن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عزوجل " (6).

قال [أبو الطيب شمس الحق] العظيم أبادي: فقد أسخطتم ربكم: (أي أغضبتموه لأنه يكون تعظيماً له، وهو ممن لا يستحق التعظيم ... " (7).

وقال الزرقاني: كان بعض العلماء يكره أن يخاطبه أحد أو يكتب لفظ سيد، ويتأكد إذا كان المخاطب غير تقي؛ لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تقولوا للمنافق .. " (8): فأكد كراهةذلك.

(1) فتح الباري 10/ 468.

(2) أحكام القرآن 5/ 286.

(3) عون المعبود: [شمس الحق] العظيم أبادي 13/ 221.

(4) انظر: إعانة الطالبين: الدمياطي 2/ 338، المدخل: 1/ 117.

(5) مغني المحتاج 4/ 295، الإقناع: الشربيني 2/ 594، سبل السلام 4/ 99.

(6) أخرجه أبو داود في الأدب باب: لا يقول المملوك ربي (4977) 4/ 395.

(7) عون المعبود 13/ 221.

(8) شرح الزرقاني على الخليل: الزرقاني 4/ 510.

ص296

والعلة في تأكيد كراهية ذلك: أن في هذا تعظيم من أهان الله بسبب معصيته، ولأنه كذب ظاهر (1)، بل من أقبح الكذب (2)، ولأن التلقيب عادة يكون للتكرمة، وهم ليسوا من أهلها (3).

وقال ابن بدران:" [وقال أحمد ابن النحاس الدمياطي الحنفي ثم الشافعي في كتابه " تنبيه الغافلين " عند ذكر المنكرات: فمنها: ما عمت به البلوى في الدين من الكذب الجاري على الألسن] وهو ما ابتدعوه من الألقاب: كمحيي الدين ونور الدين وعضد الدين وغياث الدين ومعين الدين وناصر الدين ونحوها من الكذب الذي يتكرر على الألسنة حال النداء والتعريف والحكاية، وكل هذا بدعة في الدين ومنكر. اه " (4).

متى يكون اللقب مستحباً؟:

اتفق العلماء على استحباب اللقب الذي يحبه صاحبه (5)، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه كان يعجبه أن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كناه " (6).

ومن ذلك تلقيب النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق بعتيق (7)، وعلي بن أبي طالب بأبي تراب (8)، ولقد كان علي يحب هذا الاسم بل كان أحب الأسماء إليه على الإطلاق.

ولقد ذكرنا - سابقاً – أن النبي صلى الله عليه وسلم لقب مجموعة من الصحابة بألقاب عُرفوا بها واستحبوها.

(1) كشاف القناع 3/ 27.

(2) حواشي الشرواني 9/ 347.

(3) مغني المحتاج 4/ 295.

(4) المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص407.

(5) المجموع 9/ 359، الجامع في أحكام القرآن 16/ 330.

(6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 4/ 13، وقال الهيثمي: رجاله ثقات (مجمع الزوائد 8/ 56).

(7) أخرجه الترمذي في كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر (3679) 5/ 616 [عن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنت عتيق الله من النار فيومئذ سمي عتيقا] وقال: هذا حديث غريب [أنظر غيرمأمور: مجمع الزوائد 9/ 40، و الحدبث صححه الألباني رحمه الله]

(8) سبق تخريج الحديث.

يتبع

ص297

متى يكون اللقب مباحاً؟:

ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[19 - 03 - 05, 12:28 م]ـ

وقال الإمام النووي أيضاً: واتفقوا على جواز (1) ذكره بذلك (يعني باللقب) على جهة التعريف بمن لا يُعرَف إلا بذلك (2).

وقال ابن حجر في بيان حكم الألقاب " ... وحاصله: أن اللقب إن كان مما يُعجب الملقب ولا إطراء فيه مما يدخل في نهي الشرع فهو جائز أو مستحب ... " (3).

وقال القرطبي في تفسيره قوله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات /11] (8): المسألة الثالثة: وقع ذلك مسثنى مَن غلب عليه الاستعمال كالأعرج والأحدب، ولم يكن له فيه كسب يجد [من الوجد = يحزن] في نفسه عليه فجوَّزته الأمة واتفق على قوله أهل الملة (4).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير