تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شيوخه: كما اخذ هذا العلم عن أكابر عصره في الاندلس وغيرها من البلاد التي رحل اليها، واستمرت رحلته فيها ثلاثة عشر عاماً، مثل الحجاز وبغداد والموصل ودمشق ومصر. ومن مشايخه: يونس بن مغيث، ومكي بن ابي طالب، وأبو ذر الهروي، والحسن بن محمد بن جميع، والقاضيان أبو الطيب الطبري، وأبو جعفر السمناني.

تلاميذه: كما أخذ عنه العلم الكثير من اعلام عصره من العلماء، منهم: ابنه أحمد والخطيب البغدادي، وابو بكر الطرطوشي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو علي الصدفي، وأبو عبد الله الحميدي.

مؤلفاته: ونلاحظ ان علم ابي الوليد لم يبق حبيس صدره، بل بثه في كتبه، فنجده ألف مختلف العلوم والفنون، وبعضها ألف فيه اكثر من كتاب،

فألف في العقيدة: التسديد الى معرفة طريق التوحيد،

وفي الفقه: المقتبس من علم مالك بن انس،

وفي اصوله: إحكام الفصول في أحكام الفصول،

وفي التفسير: له كتاب لم يتمه،

وفي الحديث: المنتفى في شرح الموطأ،

وفي رجاله: التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الصحيح،

وفي الزهد: السنن في الرقائق والزهد والمواعظ،

وفي علم الكلام: السراج في علم الحجاج

وفي الفرق: فرق الفقهاء، وغيرها من الكتب.

شعره: وفوق كل ذلك، كان ابو الوليد شاعراً مجيداً، له النظم الرائق في المديح والرقائق والوعظ ... ويقول الفتح بن خاقان في قلائد العقيان ص216: وكان له نظم يوقفه على ذاته، ولا يصرفه في رفث القول وبذاءاته، فمن قوله في معنى الزهد:

إن كنت أعلم علما يقينا بأن جميع حياتي كساعة

فلم لا اكون ضنيناً بها وأجعلها في صرح وطاعة

وقد جمع ابنه أبو القاسم شعره في ديوان

وفاته: وبعد حياة حافلة بالعلم والعطاء، توفي أبو الوليد الباجي - رحمه الله- سنة اربع وسبعين واربعمئة في المرية.

أبو الوليد الباجي ... حياته ومناظراته العلمية

http://www.najah.edu/arabic/articles/53.htm

حياته ومناظراته العلمية:

إن دارس حياة أبي الوليد الباجي، تقفز إلى ذاكرته عدة تساؤلات منها: لماذا هضم حق الباجي في وطنه من قبل أولي الامر في عصره؟ ولماذا شنّع عليه من علماء وطنه واتهموه بالزندقة وهو العالم المؤمن؟ ولماذا كانت تلك المناظرات العلمية الحامية بينه وبين ابن حزم الأندلسي؟

أولاً:حياته: 1 - اسمه ومولده: ولد يوم الثلاثاء النصف من شهر ذي القعدة من العام 403هـ" في مدينة بطليوس، مسقط رأس عائلته، ثم انتقل جده إلى باجة الأندلس قرب إشبيلية، لذا عرف بالباجي، وعندما كبر سليمان وذاع صيته تنقل بين المدن الأندلسية متخذا من قرطبة العاصمة دار إقامه له، فعرف بعدها عند بعضهم "بالقرطبي". تتلمذ على عدد من علماء الأندلس، كانوا أصحاب حلقات في المسجد الجامع بقرطبة.

2 - رحلته في طلب العلم: 426 - 439هـ، فدخل الحجاز سنة ست وعشرين وأربعماية، وأقام في مكة، يدرس الفقه ويسمع الحديث من عدد من الفقهاء كأبي الفضل بن عمروس أمام المالكية، وأبي الطيب الطبري، وأبي إسحق الشيرازي الشافعي، وأبي عبدالله الدامغاني، والصّوري، ودخل الشام وسمع بها من ابن السمسار ثم دخل الموصل يدرس على السمناني الأصول، وسمع بمصر من أبي محمد بن الوليد.

وبانتهاء رحلته التي دامت ثلاثة عشر عاماً، قفل عائداً إلى الأندلس، وقد برع في الحديث وعلله ورجاله، وفي علم الفقه وغوامضه وخلافه، وفي علم الكلام، وقال ابن العربي صاحب الفتوحات المكية: "كل من رحل لم يأت بمثل ما أتيت به من العلم إلا الباجي".

حياته لم تكن سهلة ميسرة، فقد كان مقلا في دنياه، حتى احتاج في سيره إلى القصد بشعره، وأجر نفسه ببغداد مدة إقامته لحراسة درب، كان يتولى ضرب ورق الذهب للغزل والأنزال، ويعقد الوثائق، وقد عبّر الباجي نفسه عن هذا، عندما ناظر ابن حزم الأندلسي فقال: أنا أعظم منك همة في طلب العلم، لأنك طلبت وأنت معان عليه تسهر بمشكاة الذهب، وطلبته وأنا أسهر بقنديل بائت السوق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير