تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما بالنسبة لمضارها فقد بدت واضحة في حياة الباجي، إذ كفّره خصومه بتكذيب القرآن الكريم. وهّولوا أمره، وأخذت هذه المسألة طابع الفتنة وقبحوا عند العامة ما أتى به، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث أجازوا لأنفسهم إطلاق اللعنة عليه والتبرؤ منه ولولا تدخل أمير "دانية" واستحسانه فكرة الباجي والتي تتلخص في إرسال هذه المسألة إلى جماعة من علماء الأمصار ليطلع على رأيهم ويتعرف إلى المزيد فيها لوقعت فتنة بين أبناء الشعب الواحد، والمذهب الفقهي الواحد.

وباختصار شديد، فإن نجابة الباجي في الدفاع عن مذهبه الفقهي ضد المخالفين له أو الدفاع عن اجتهاده ووجهة نظره، لم تظهر في الأندلس فحسب، بل بدأ مناظراته مذ كان طالباً في بغداد، ويبدو أن قدرته الفائقة على قطع المناظرين له وإفحامهم، كانت في مقدمة الأسباب التي دفعت الأمير معز الدولة إلى ترك المذهب الشيعي، والتحول إلى مذهب أهل السنة، وهذا الكتاب هو " المنهاج في ترتيب الحجاج ".


قال أبو الوليد الباجي: " لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث فهو أحفظ أهل المغرب".
وأبو بكر الاَندلسي الطرطوشي، المعروف بابن أبي رندقة نزيل الاسكندرية، وشيخ المالكية بها. لازم أبا الوليد الباجي بسَرَقُسْطة، ودَرَس عليه مسائل الخلاف.
------

«المنتقى»
ألّف أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف التميمي (403 ـ 474 هـ) كتباً كثيرةً منها «شرح الموطأ» وهي نسختان إحداهما «الاستيفاء» ثم انتقى منها فوائد سمّاها «المنتقى» في سبع مجلدات، وهو أحسن كتاب أُلّف في مذهب مالك، وله «الاِملاء» مختصر المنتقى.

ويقول الإمام الفقيه أبو الوليد الباجي رحمه الله في كتابه إحكام الفصول ص (473):
(فصل: قول الصحابي أو الإمام إذا ظهر وانتشر بحيث يعلم أن يعم سماعه المسلمين واستقر على ذلك ولم يعلم له مخالف ولا سمع له بمنكر فإنه إجماع وحجة)
ويقول في ص (489):
(استدلوا بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أصحابي كالنجوم فبإيهم اقتديتم اهتديتم، ولم يقل ذلك فيمن بعدهم ففارقت حالهم حال من سواهم.)

ففي هذا القول دلالة واضحة بأن إجماع الصحابة حجة وعلى إنه دليل شرعي ومصدر من المصادر التشريعية المعتبرة والمعتمدة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير