تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن تميم الظاهري]ــــــــ[30 - 06 - 05, 09:53 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

أخي الفاضل ..

سأجيب على كل تعقيب لك بانفراد ..

وبالله تعالى التوفيق ..

قال الفاضل حفظه الله ..

((الأولى: كلام بن حزم رحمه الله حتى لو ثبت لفظ (عجمته) فظاهره يدل على المراد إلا أن يكون عند الأخ بن تميم لفظ آخر يحسم المسألة فابن حزم رحمه الله قال (فَمَنْ عَجَزَ لِجَهْلِهِ أَوْ عَتَمَتِهِ عَنْ مَعْرِفَةِ كُلِّ هَذَا فَلاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَعْتَقِدَ بِقَلْبِهِ وَيَقُولَ بِلِسَانِهِ حَسَبَ طَاقَتِهِ بَعْدَ أَنْ يُفَسَّرَ لَهُ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ كُلُّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ وَكُلُّ دِينٍ سِوَاهُ بَاطِلٌ.) فقوله (حسب طاقته) يعم الإعتقاد و القول باللسان و لا يخص بفقط القول باللسان و أنا هنا لا أجزم نسبة هذا المعنى لإبن حزم و لكن هو ظاهر كلامه و الأخ بن تميم حفظه الله خص المعنى فقط في القول باللسان دون الإعتقاد بالقلب و لا أعلم كيف فرق بينهما مع عدم ذكره لوجه التفريق.)) ..

أقول بارك الله فيك ..

تصحيح اللفظة الوارد في متن المحلى كان تصحيحاً ضرورياً وهو خطأ من الناسخ أو المحقق والله أعلم ..

لذلك قلت أن شاهد التصحيح لتلك الكلمة هو ..

ما قلته آنفاً (ويقول بلسانه حسب طاقته بعد أن يفسر له) ..

أي أنه أعجمي لم يعرف هذا المعنى فلا بد أن يقول بلسانه كلمة التوحيد مع اعتقاده بما فُسّرت له ..

فكلامي لم يكن مخالفاً لما نقله الفاضل (عبد الرحمن المطلاع) ..

بل كان لتصحيح كلمة فقط وردت ونقلت خطأ ..

لأن من لم يكن أعجمياً أو جاهلاً فقد شمله كلام الإمام قبل هذه المسألة ..

وإنما هنا الكلام على الجاهل والأعجمي الذي لا يدرك كلمة التوحيد فيجب أن تفسّر له ثم ينطق بها مع اعتقادها ..

وهذا معلوم في كلام الإمام هنا وفي الفصل وغيره ..

ولا يدخل النص المذكور هذا في جواز العمل بالظن عند الإمام ابن حزم الظاهري أصلاً ..

ولا تضاد بين ما قلته فيها وبين ما قلته في الحكم بالظن في الدين ..

وسيأتي بيان كيف لا يدخل هنا في مسألة الحكم بالظن بعد قليل ..

فالإمام يتكلم عن الآن عن وجوب النطق واعتقاد كلمة التوحيد ..

فقال أن من جهل معناها لعجز إدراكها أو عجمة لسانه فلا بد له أن يعتقد بقلبه ويقول بلسانه بحسب طاقته ..

وقلت حفظك الله ..

((الثانية: قوله (فلا يكلف الله نفساً إلى وسعها ومن عمل بوسعه لا يسمى عاملاً بالظن) الأمر لا يتعلق بالألفاظ و إنما بالحقائق فإن كان مرادك من عمل بوسعه ثم اعتقد أمرا بحسب وسعه و طاقته و إن لم يجزم به جزما قاطعا صح اعتقاده سواء قيل أن هذا ظن غالب أو راجح أو سمي علما فهذا ما نريد أن نبينه و لا مشاحة في الإصطلاح و هذا المعنى هو ظاهر كلام بن حزم رحمه الله و إن أردت أنه لا يجوز له الإعتقاد لأنه لم يجزم جزما قاطعا باعتقاده فهذا كلام باطل ترده نصوص الكتاب و السنة و عمل الصحابة و التابعين و قد ذكرنا طرفا من نصوص الكتاب و منها قوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} التغابن16 فمن استفرغ وسعه في طلب الحق ثم لم يصل إلى الجزم القاطع فقد اتقى الله ما استطاع و صح اعتقاده.)) ..

وأقول نفع الله بك ..

نعم لا يتعلق الكلام إلا بالحقائق ..

فهناك قاعدة يتفق عليها أهل الإسلام كلهم وهي ..

لا تكليف إلا مع القدرة ..

فكل عامل بحسب قدرته فقد أدى ما عليه من الشرع المطالب به ..

سواء وافق الحق أو خالفه ..

فهنا ترتفع المؤاخذة فقط ولا يثبت الحق كما هو معلوم ..

ودليل هذه القاعدة بعض ما ذكرته من نصوص ..

فالوسع في قبول الشهادة بأن نتحرى عدالتهم فقط ..

فلا يكلفنا الله بعلم البواطن وما ينقض العدالة مما خفي علينا ..

فلم أخالفك ههنا أصلاً ..

فكان ذكري لها لأجل بيان العمل بالظن ولا علاقة لهذا في الاعتقاد ..

فالاعتقاد هو يقين ثبت في النفس فإن شك فيه ولو لحظة فقط لم يكن معتقداً بالله باليقين ..

وليس كما يصطلح عليه أهل الكلام في هذه المعاني ..

فالاعتقاد بالله وألوهيته وربوبيته وغيرها مما يجب اعتقاده لا يجوز أن يكون بظن أصلاً ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير