((بل تعدى هذا إلى الوقوع في تأويل نصوص مقطوع بمعناها كنفي بن حزم لحقائق اسماء الله تعالى و صفاته لأن الأسماء عنده أعلام محضه لا يثبت بها الصفات فالعليم عنده لا تدل على صفة العلم لأن الله تعالى ذكر الاسم و لم يذكر الصفة و لإثبات الصفة لا بد من دليل آخر و هذا المعنى يقطع كل عاقل منصف ببطلانه و لو علمنا بهذا الأصل في دين الله لتكلفنا من المشقة في فهم دين الله و لغة العرب بل و دنيانا ما لا نطيقه بل لكنا أضحوكة الأمم فكل لغات العالم تدل على أن الاسم كما أنه يدل على العلم فإن يدل على الحقيقة فلا يقول عاقل بأن تسمية الطبيب إنما تدل فقط على اسم الطبيب و لا تدل على أنه ممن يعمل في مجال التطبيب.)) ..
قال ابن تميم الظاهري ..
كلامك في قول الإمام ابن حزم يدل على عدم فهمك لكلامه رحمه الله ..
فرق بين أن نطلق على الله تعالى لفظ (صفة) وبين أن يكون الله متصفاً بصفات الكمال كلها التي كان بها رباً ..
فالإمام قال بهذا النص ..
لا يجوز أن نطلق على أسماء الله تعالى لفظ (صفات) ..
فلا يصح أن نقول الرحيم وهو اسم من أسماء الله تعالى أنه صفة ..
فهل لفظ الجلالة وأسم الوهاب الرحيم (الله) صفة .. ؟!
وهل اسمه (العليم) صفة .. ؟!
وهل اسمه (القدير) صفة .. ؟!
لا علاقة لنا هنا إن كانت هذه مشتقة من صفة فيه أو لا ..
فكلام الإمام مع من قال أن الله تعالى صفة وكذلك قبله كان كلامه من قال أن الله تعالى جسم ..
لأنه عندهم لا يتصور شيء في الوجود إلا وهو جسم أو صفة ..
أي جوهر وذات يحمل أعراض وصفات ..
فكلام الإمام ههنا في إبطال أن يكون الله تعالى جسم أو جوهر أو عرض أو صفات ..
وقال في نفس المقام في كتابه الفصل بعد ورقات ..
أننا لا ننكر الاشتقاق في كل اسم فيه فعل لما هو محدث ..
كاسم الله تعالى (المصور، الخالق) ..
لأن الله تعالى صوّر هذا الشيء وخلقه وهي كلها محدثة مخلوقة ..
وقال أيضاً ..
أن قولنا العليم والقدير والسميع والبصير كلها بمعنى واحد ..
أي أنها كلها تعني (الله) أي هذه أسماء لله تعالى فقط ..
وإن كان الإمام ينفي أن يكون الله تعالى متصفاً بصفات الكمال بما يليق به لم يكن يعبد إلا عدماً ..
فالواجب الرجوع إلى كتابه وجمع ما تكلم به كله وإفراده وتحقيقه وفهمه ..
ثم إن قال أحد بغير ما توصلنا إليه من كلام الإمام فلا علاقة لنا به ..
وإنما هو يتكلم عن غيره وينقل ما قاله وكلام الإمام المتكلم فيه يبطله ..
ومن ميز هذا ارتاح من هذا الإشكال ..
وقد حررته في منتدانا وأنت عضو فيه فراجعه بعنوان (عندلة ظاهرية ويراع تميمي) ..
وهو من كلام الإمام في باب الصفات نفسه وغيرها من كتبه ..
وقال حفظه الله ..
((و غيرها من الأصول التي اعتمدها في كتبه ليس هنا مجال ذكرها)) ..
قال ابن تميم الظاهري ..
بل هذا محلها إن كنت تبطل قضية قلتها ..
وإلا فكيف تترك القضايا دون إبطال إن كنت ترى بطلانها ..
فاذكر هذه الأصول التي قلت عنها أنها ترك للقطع واليقين ..
وقال حفظه الله ..
((مما جرأت أهل العلم الطعن فيه بل جاوز الحد بعضهم في عدم اعتبار أقواله في الخلاف.)) ..
قال ابن تميم الظاهري ..
من تجرأ في الطعن في إمام فهذا بينه وبين ربه ..
ولا يعني كل من تجرأ في الطعن بأحد أن كلامه حجة ويجب المصير إليها ..
وقد طعن أناس في أناس ولم يكونوا قد فهموا مرادهم ..
فما قامت لتلك المطاعن حجة عند أهل التحقيق ..
ومن لم يعتد بأقوال أهل الظاهر في مسألة الخلاف فقد استراح بتلك الدعوى ..
التي ما صدرت إلا عن متأخر مقلد لمذهب من المذاهب الأربعة فسار عليها غيره ..
وإن كان الإمام ابن حزم طعن به أحد فلم يكفره أحد فيما أعلم ..
وإنما كفر بعض المقلدة والمتعصبين بعض من ذكرت أقوالهم ههنا ..
فما أنقصه ذم وتكفير هؤلاء ولا أخر علمه وتقواه وورعه وإيمانه ..
فكل من يطعن بغيره أو يكفره أو يذمه فليس كلامه بحجة شرعية يجب التزامها ..
وقال حفظه الله ..
((أقول بأن القول بالأخذ بالمقطوع من العلم و ترك المختلف فيه مما يقطع ببطلانه بل هو قول مبتدع لم يقله أحد من السلف لا الصحابة و لا التابعين بل و لا أحد من أهل العلم ممن يعتد بقوله.)) ..
قال ابن تميم الظاهري ..
هذا لأنك لم تفهم ما قلته من كلامي سابقاً وقد بينته الآن كثيراً ..
¥